بهية مارديني: اعتبر علي الدليمي وهو أحد شيوخ منطقة الجزيرة والفرات السورية، أن أسباب توقف الحل السياسي تتلخص في "كثرة الأطياف على الساحة السورية، وعدم وجود أرضية أخلاقية تجمع الجميع حول هدف واحد، اضافة الى التدخل الإقليمي منذ الْيَوْم الاول للمظاهرات".

وقال الشيخ الدليمي في لقاء خاص مع "إيلاف" إن الدول الداعمة والممولة، تحولت لاحقا إلى صاحبة قرار لمستقبل سوريا السياسي.

فوضى

وأوضح الدليمي أن الفوضى، التي آلت اليها سوريا، جعلت من القضية السورية عبارة عن أوراق لبعض الدول بملفاتها السياسية الداخلية والخارجية".

وحول تهميش منطقة الجزيرة في سوريا قال "همشت الجزيرة نتيجة الغياب السياسي لأهل المنطقة عربا وكردا منذ البداية، وكانت قوات سوريا الديمقراطية التي أسست على عجل محاولات لسد هذا الفراغ بعد طرد داعش، رغم عدم وضوح مشروعها السوري العام منذ &البداية، وهيمنة مكون على القرار بالمنطقة بدعم إقليمي ودولي، وأخذ هذا الدعم ابعادا لجعل المنطقة ساحة لتصفية الحسابات الإقليمية حيث تركيا تهدد باجتياحها بسبب وجود قوات سوريا الديمقراطية (قسد) على حدودها ما يجعلها بدوامة صراع لا ينتهي".

كثرة الأصوات&

ورأى الدليمي في ذات الوقت أن كثرة تعالي الأصوات وتعدد الوجوه لم يفسح المجال بعد حوالي عشر سنوات من الثورة، لتنجح،مذكرا بأن الثورة السورية انطلقت للمطالبة بالحرية والكرامة لا بإقامة إمارات وكيانات انعزالية، فسوريا لكل اَهلها من البحر المتوسط للبوكمال شرقا، على حدّ تعبيره.

ورأى الدليمي أن "إنقاذ الجزيرة يكون بتكاتف اأهلها وكل السوريين بعيدا عن الاعتماد عن الاستقواء بالخارج على بعضنا البعض لأن الخارج يتركنا في أية لحظة ويغير أولوياته، لكن يجب أن نبقى نحن مع بعض، كما كنا قبل ، &فالشعب والخيرين منه والحكماء هم اللبنة الأساسية للنهوض بسوريا وشعب سوريا لا بد أن ينظر من جديد بحكمة وعقل للمستقبل ومستقبل اولادنا وأحفادنا، ويجب إذابة الأنا وايقاف الشخصنة عبر العمل، ومع الكل سوف ننتصر ونبني الجزيرة وسوريا من جديد".

وأضاف: " يجب علينا ومن منطلق أخلاقي وانساني العمل العاجل على هذا الوضع المتردي اقتصاديا ومعيشيا ومعالجة الفقر والعوز لأهلنا في الرقة والجزيرة وسوريا عموما".

وأشار الى "غلاء المعيشة"، وقال "لا توجد فرص عمل حقيقية حيث لا مشاريع تتعلق بالاقتصاد والبنية التحتية والزراعية والصناعية".

دعم مسيس&

وقال أيضا: "أصبح الكثيرون يعتمدون على المنظمات الدولية ودعمها الضئيل والمسيس وكذلك على المال السياسي من الدول الإقليمية الداعمة لاجل مشاريعها بمنطقتنا وفي عموم سوريا، حيث لا مياه شرب ولا كهرباء ولا حالة إعمار حقيقيا ولا فرص عمل للشباب العاطلين".

أما بخصوص الحوار العربي الكردي فيقول: "إنه مهم جدا دون تدخل الخارج، ويجب أن ينطلق من منطلق وطني صرف وصادق بعيدا عن مشاريع دول الإقليم والجوار المتناحرين بأهدافهم &لضمان وجودنا ووجودهم معا ويجب ألا ننجرف لمخططات البعض حتى لا ننساق لصراعات لا نهاية لها، واخواننا الكردبينهم وطنيون وخيّرون يؤمنون أنّ وحدة الوطن والتراب السوري فوق كل اعتبار".

استنفار

يقول الشيخ الدليمي في حواره مع "إيلاف" أنّ تركيا تهدّد باجتياح المنطقة بسبب الاتهامات المتبادلة بينها وبين (قس ) وحالة الاستنفار في المنطقة تتأجج لوجود ( قسد)، والمعارضة برأيي لا تحتاج لكثرة مجالس وهيئات ومؤتمرات وإعلانات لتمضي قدما بقدر ما تحتاج إلى العمل بين الجميع بصدق وغاية واحدة وهدف واحد تتخطى الطموحات الذاتية لهذا الشخص او ذاك".

وعبّر عن أسفه لأن "الشعب السوري أصبح فقيرا معدما في مخيمات اللجوء او في الداخل، وبقي تحت رحمة الآخرين".

يقول: "يحتاج الشعب السوري لمن يحسّ بمعاناته وبتردي أحواله في كافة المجالات، عبر قرار شجاع وانساني وأخلاقي من كافة اطياف المعارضة لصناعة شعار سياسي جديد للمطالبة بحقوق هذا الشعب المظلوم في كل مكان".