تواصل الأجهزة الأمنية في مصر العمل من أجل الوصول إلى هوية المسؤولين عن تفجير معهد الأورام القومي بالقاهرة، الذي نتج عنه مقتل 22 شخصًا، وإصابة العشرات الآخرين، منهم 16 من أسرة واحدة، هم عائلة العروس نعمة طارق شوقي.

إيلاف من القاهرة: شيع أهالي قرية ميت حبيب، مركز سمنود بمحافظة الغربية، جثامين 16 قتيلًا من أسرة واحدة، كانوا يشاركون في حفل خطبة ابنتهم، من بينهم والداها، بالإضافة إلى 14 آخرين من أفراد أسرتها.

وروت العروس نعمة طارق شوقي، تفاصيل حادث التفجير وقالت عبر صفحتها على فيسبوك: "كانت ليلة الأحد خطوبتي على من تمنيت أن أبقى بقية حياتي معه، وكنت أسعد مخلوقة&لأنني بجواره هو وأصدقائي وعائلتي إلى أن انتهت الخطوبة، وبدأنا في التحرك على منزلي لكي نسهر أنا وأصدقائي وخطيبي ونأكل من الطعام الذي ظلت أمي تعده طوال اليوم".

وأضافت: "ومع لحظة العودة توقفت ثلاث سيارات أمامنا لكي نذهب معا، ولكن فرقتنا الإشارة وفجأة انفجرت السيارات الثلاث أمام عيني وبها أمي وأبي وجميع عائلتي".

وقالت: "صدمة لم أكن أتخيلها، وأن تكون نهاية يوم خطوبتي أقف مكاني وأبكي ولا أتحرك.. فقط أقول أين أمي وأبي؟ لتأخذني صديقتي في بيتها كي أغير فستان زفافي، وأبحث عن والدي وعائلتي الذين رأيتهم يحترقون أمام عيني".

وتابعت: "ذهبت إلى مكان الحادث مرة أخرى ولكن لم أجدهم، فقد نقلتهم سيارات الإسعاف إلى أكثر من مستشفى، وطوال الساعات الماضية شاهدت جثثا متفحمة، وكنت أتنقل من ثلاجة موتى إلى أخرى ومن مستشفى إلى آخر لكي أبحث عن عائلتي فقط".

وأضافت: "كنت أجد جثثا متفحمة، وأبحث عن أي علامة بهم لأخبر المستشفيات بأسمائهم، وظل هذا الوضع يومين حتى وجدت هاتفي يرن بالنغمة التي كانت بيني وبين أبي، وإذا بي أجد على الطرف الآخر أمناء شرطة يخبرونني بأنهم وجدوا جثمان أبي في الماء، متسائلة هل أنا وعائلتي نستحق هذه النهاية البشعة، وهل يستحق أهلي الموت حرقا أو غرقا في المياه؟".

&

نعمة طارق شوقي

وتصف العروس لحظات عثورها على جثة أمها "نجوى" بالقول: "صرخت ولم أصدق.. ناديت باسمها عاليًا.. كل أرجاء المستشفى زلزلزت.. يا نجوى إصحى يا نجوى.. تعالي إمسكي فستاني".

وتطالب العروس: "الدولة تأخذ حقنا من الإرهابيين، موتوا أبويا وأمي، وناس من عائلتنا وجيراننا".

وفي السياق ذاته، يرى خبراء أن تفجير معهد الأورام تدعمه دول كبرى، وعلمت به أجهزة استخباراتية، منها جهاز الاستخبارات البريطاني، وقال المستشار الدكتور عمرو عبد الرازق رئيس محكمة أمن الدولة العليا الأسبق ورئيس حملة "علشان بلدنا"، إن "هذا الحادث الإرهابي الدنيء يؤكد أن مصر مستهدفة من عدد من الدول والأنظمة الدولية وليس فقط الجماعة الإخوانية الإرهابية"، مشيرًا إلى أن "أصابع الاتهام تشير إلى ثنائي الشر تركيا وقطر، اللتين&لا تكفان عن نسج المؤامرات ضد مصر واستقرارها، وتمويل وتدعيم أيه أعمال تخريبية أو عثرات وأزمات لعرقلة خطى مصر على طريق الأمن والأمان والتنمية".

&وأضاف لـ"إيلاف" أن "تفجير معهد الأورام يذكرنا بدناءة العدو الصهيوني في مجزرة "بحر البقر" والتي قصف فيها الطيران الحربي الإسرائيلي مدرسة "بحر البقر" الابتدائية لتقتل الأطفال العزَّل، وهو ما كررته هذه المرة أيادي الإرهابيين الآثمة في هذه التفجيرات، لتغتال مرضى الأورام العُزَّل وذويهم".

وربط عبد الرازق بين "تحذيرات شركة الطيران البريطاني والسفارة البريطانية مؤخراً لرعاياها في مصر، والتي أثارت ضجة وتساؤلات منذ أسبوعين على قنوات التواصل الاجتماعي وفى مختلف وسائل الإعلام &وبين هذه الأحداث الإجرامية الإرهابية المؤسفة أمر لا يجب تجاهله، خاصةً مع تكراره في أكثر من واقعة مشابهة على مستوى العالم خلال السنوات الماضية، والتي ثبت فيها إطلاع المخابرات البريطانية المسبق على بعض الأحداث التخريبية قبل حدوثها في عدد من الدول، وصِدق تحذيراتها المسبقة لرعاياها في هذه الدول، ما من شأنه أن يؤكد أن تفجيرات حادث معهد الأورام عملٌ مدبر من بعض المنظمات الإرهابية الدولية، والتي اعتادت أن تُخطِر أو تحذِّر مسبقاً - ولو بشكل غير مباشر - أجهزة مخابرات الدول الكبرى، حتى لا تقع في خصومة معها".

وأعرب عن أمله أن "تنتهي التحقيقات الجارية حالياً بقرار من النائب العام المصري إلى الأسباب الحقيقية والفاعل الحقيقي لهذه التفجيرات، وأن يعاود معهد الأمراض خدمة المرضى في أقرب وقت ممكن".

وكشف تقرير صادر عن مرصد مكافحة الإرهاب، التابع للمنظمة المصرية لحقوق الإنسان، عن "وجود كيسين من الأشلاء لم يتم التعرف على هويتها بعد"، مشيرًا إلى أن "ما حدث هو عمل وحشي ينتهك الحق في الحياة، ذلك الحق الذي كفلته المواثيق والاتفاقيات الدولية منه المادة الثالثة من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والمادة السادسة بالعهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية.

وأضاف المرصد في تقريره الذي حصلت "إيلاف" على نسخة منه، أن "مصادر أمنية تؤكد أن الفحص الفني لسيارة الحادث أثبت وجود كمية من المتفجرات بها، وإن راكبها كان ينوي نقلها لأحد الأماكن القريبة لاستخدامها في عمل إرهابي، مضيفة أن السيارة مبلغ عن سرقتها منذ أشهر&بمحافظة المنوفية."

وطالب المرصد السلطات المصرية بضرورة اتخاذ خطوات عملية وسريعة لمكافحة البؤر الإرهابية وتكثيف القوات الأمنية وتوفير الحماية الكافية للمواطنين &والمنشآت الحيوية، وتعزيز قيم ومبادئ حقوق الإنسان.

ومن جانبه، قال حافظ أبو سعدة، رئيس المنظمة، إن الإرهاب اعتداء على حقوق الشعوب ويعتبر الدعم المستمر من بعض الدول بمثابة انتهاك صارخ للقانون الدولي.

وطالب أبو سعدة بضرورة محاسبة الدول الداعمة للإرهاب و خلق بيئة سياسية تحظى&بإجماع القوى&السياسية على&محاربة الإرهاب، و خلق بيئة اجتماعية تنبذ الأفكار المتطرفة بجميع أشكالها.

وكانت سيارة قد انفجرت أمام مستشفى معهد الأورام القومي بالقاهرة، منتصف يوم الأحد الماضي، ما أدى إلى مقتل نحو 22 شخصًا، وإصابة العشرات الآخرين، بينهم 19 من أسرة واحدة، وعدد من أقارب وذوي مرضى السرطان في مصر.

&