إيلاف من القاهرة: توفي حسين سالم، رجل الأعمال الأقوى خلال فترة حكم الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك، عن عمر يناهز 85 عامًا في أسبانيا.

وتوفي رجل الأعمال المصري حسين سالم في أسبانيا، اليوم الأربعاء، بعد صراع مع المرض، عن عمر يناهز 85 عامًا.

وتوفي سالم الذي كان أقرب أصدقاء الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك، وكان يطلق عليه لقب "بنكير عائلة مبارك"، بعد صراع مع المرض في مدريد عاصمة أسبانيا، التي كان يقيم فيها منذ ثورة 25 يناير 2011، بعد اسقاط نظام حكم مبارك، ومحاكمته ونجليه علاء وجمال، ورموز نظام حكمه.

وقال نجله خالد حسين سالم، إن والده سوف يتم دفنه في أسبانيا، ولن يعود جثمانه إلى مصر، ليوارى الثرى.

وولد حسين سالم في 11 نوفمبر 1933 في ضاحية حلوان بالقاهرة، خلال طفولته، أصيب سالم إصابة في العين، منعته من دخول الخدمة العسكرية الإلزامية.

تخرج من مدرسة مصر الجديدة الثانوية، لكنه اضطر إلى تكرار السنة الأخيرة. في عام 1956، وتخرج من كلية جامعة القاهرة للتجارة.

بعد وقت قصير من تلقيه الشهادة الجامعية، أمن له واحد من أقاربه وظيفة؛ فعمل موظفا في صندوق دعم صناعة الغزل والمنسوجات، براتب قدره 18 جنيهًا، وكان يسكن في شقته بإيجار شهري 9 جنيهات.

ويعتبر أقرب أصدقاء الرئيس الأسبق حسني مبارك، خلال فترة حكمه، وهو مهندس صفقات تصدير الغاز الطبيعي إلى إسرائيل، طوال فترة حكمه، من خلال شركته "غاز شرق البحر المتوسط".

وشغل سالم منصب رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لمجموعة شركات HKS، وهي شركة ضيافة تقوم بتشغيل منتجع ماريتيم جولي فيل في شرم الشيخ، الذي كان يقيم فيه مبارك وأفراد أسرته خلال الصيف، ويعقد فيه لقاءاته الرسمية والخاصة.

ولعب حسين سالم دورًا رئيسيًا في اتفاقية تصدير الغاز المصري لإسرائيل من خلال شركة غاز شرق المتوسط التي يمتلك نصيبا كبيرا فيها. وصدر قرار القبض عليه من قبل الإنتربول الدولي لاتهامه في قضايا فساد في مصر.

القي القبض عليه يوم 16 يونيو 2011 من قبل الانتربول الدولي في إسبانيا ثم تم الافراج عنه بعد يومين بكفاله تقدر بـ 27 مليون يورو، بعد تجميد جميع أصوله وأرصدته.

وصف حسين سالم في عهد مبارك بأنه "واحد من أكثر رجال الأعمال سرية في مصر"، كما وصف بإمبراطور الأعمال، وكان من أقرب المقربين لمبارك. وعرف عنه أيضا أنه الأب الروحي لمدينة شرم الشيخ حيث أنه أول من استثمر فيها منذ عام 1982، وهو يعتبر مالك خليج نعمة بالكامل، بالإضافة إلى أنه يمتلك عدة منتجعات منها منتجع موفنبيك جولى فيل في مدينة شرم الشيخ أكبر المنتجعات السياحية في هذه المنطقة.

أمر حسين سالم ببناء قصر كبير على أطراف المنتجع على أحدث الأساليب العالمية وأهداه للرئيس السابق. كما أمر أيضاً ببناء مسجد بلغت تكلفته حوالي 2 مليون جنيه خلال أقل من شهرين، عندما علم أن مبارك سيقضي إجازة العيد في المنتجع الشهير.

واعتبرت وسائل الإعلام الإسرائيلية القبض على رجل الأعمال حسين سالم، بمثابة أقوى الضربات التي تلقاها الرئيس السابق مبارك منذ إطاحة الثورة المصرية بنظامه وسقوط أقوى رجال حكمه الواحد تلو الآخر، مؤكدة أن سقوط حسين سالم، يضع مبارك في وضع أكثر حرجاً، نظراً للاتهامات الموجهة ضده بالاشتراك مع صديقه المقرب حسين سالم في قضايا فساد مالي وإهدار لأموال الدولة، بجانب اشتراكه في تصدير الغاز المصري لإسرائيل بأسعار منخفضة، وفقاً للاتهامات الموجهة لمبارك. و قد اعترفت إسرائيل مؤخرا بأن حسين سالم يحمل جنسيتها.

وتقدم سالم الذي يحمل الجنسية الإسبانية عن طريق محاميه، في منتصف 2013، بمبادرة للتصالح، إذ قدموا عرضًا مغريًا للحكومة المصرية، وهو تنازل موكلهم عن 50% من إجمالي ثروته بالداخل والخارج، توقف قبل 30 يونيو مباشرة، بسبب انتهاء المهلة التي حددها "سالم" لحكومة ونظام الإخوان والنائب العام وقتها بالبت في العرض.

وفي يوليو 2017، وصل رجل الأعمال إلى مطار القاهرة الدولي، قادمًا من إسبانيا، على متن رحلة "مصر للطيران" القادمة من مدريد، بعد هروبه من مصر منذ 6 سنوات.

في ديسمبر 2018، استعاد جهاز الكسب غير المشروع، 30 مليون جنيه، قيمة أصول أخفاها المدير التنفيذي لشركة مملوكة لرجل الأعمال حسين سالم، في جنوب سيناء. وكانت تلك المرة الأولى التي يُكشف فيها عن أموال مخفاة لـ"سالم" منذ إتمام التصالح، الذي بمقتضاه تنازل عن 21 أصلًا مملوكة له ولأفراد أسرته لصالح الدولة، بقيمة 5 مليارات و341 مليونًا و850 ألفًا و50 جنيهًا، تمثل 75% من إجمالي ممتلكاتهم داخل مصر وخارجها، المُقدرة بـ7 مليارات، و122 مليونًا، و466 ألفًا و733 جنيهًا مصريًا.

وبوفاة سالم يكون أحد أكبر مخازن أسرار نظام حسني مبارك، قد ذهب إلى غير رجعة، لاسيما أنه لم يكتب مذكرات.