أوليغ سينتسوف
AFP
من بين المفرج عنهم المخرج السينمائي والناشط السياسي الأوكراني أوليغ سينتسوف.

أتمت روسيا وأوكرانيا صفقة "تاريخية" طال انتظارها لتبادل الأسرى.

ومن بين المفرج عنهم 24 بحارا أوكرانيا، وشخص مثير للجدل، وصف بأنه "محل اهتمام" فيما يتعلق بالتحقيق في إسقاط الرحلة الجوية الماليزية "إم إتش 17"، الذي أسفر عن مقتل 298 شخصا.

ويؤمل في أن تؤدي صفقة التبادل إلى تخفيف التوتر بين الجارتين المتنازعتين.

ولدى تحيته لأوكرانيين في المطار، قال الرئيس فولوديمير زيلينسكي: "علينا أن نفعل كل الخطوات لإنهاء هذه الحرب المروعة". وأعربت روسيا عن سعادتها لأن مواطنين روس عادوا إلى بلادهم.

وتدهورت العلاقات بين البلدين بشكل كبير في عام 2014، حين ضمت روسيا شبه جزيرة القرم التي كانت تابعة لأوكرانيا، وبدأ متمردون تدعمهم روسيا تمردا في منطقتين شرقي أوكرانيا.

وقتل أكثر من 13 ألف شخص في النزاع في منطقتي دونيتسك ولوهانسك.

وفي أبريل/ نيسان الماضي، انتخب الأوكرانيون رئيسا جديدا. وقال السيد زيلينسكي إن أولويته الأولى هي إنهاء النزاع.

وقال مسؤولون روس إن التقدم نحو إطلاق سراح السجناء أمر حيوي، لتحسين "الأجواء المحيطة بتسوية الأزمة الأوكرانية".

وجرت المفاوضات حول القضية الحساسة للغاية في سرية تامة، حيث أكد كل من المسئولين الأوكرانيين والروس أن أي تسريبات يمكن أن تعرقل صفقة التبادل.

وفي الثلاثين من أغسطس/ آب الماضي، كتب المدعي العام الجديد في أوكرانيا منشورا على موقع فيسبوك، أشار فيه إلى أن التبادل قد بدأ، الأمر الذي نفاه مكتب الرئيس زيلينسكي في وقت لاحق.

ماذا تتضمن الصفقة؟

تضم قائمة الأسرى الذين أفرجت عنهم روسيا 24 بحارا أوكرانيا، اعتقلتهم روسيا قبالة سواحل القرم، في نوفمبر/ تشرين الثاني من العام الماضي.

ومن بين المفرج عنهم أيضا المخرج السينمائي والناشط السياسي الأوكراني، أوليغ سينتسوف، الذي حكمت عليه روسيا بالسجن لمدة 20 عاما في عام 2015، بتهمة التآمر لتنفيذ أعمال إرهابية في شبه جزيرة القرم، وذلك في محاكمة أدانتها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، باعتبار أنها سياسية. وكان سينتسوف يعتبر السجين السياسي الأول في أوكرانيا.

ولم تؤكد روسيا رسميا أسماء مواطنيها المفرج عنهم. لكن الشخص الأكثر أهمية وإثارة للجدل، من بين من أرسلتهم أوكرانيا إلى روسيا، هو "فولوديمير تسيماخ"، الذي يقال إنه قائد الدفاعات الجوية للمتمردين، الذين تدعمهم روسيا في شرق أوكرانيا.

فولوديمير تسيماخ
AFP
اختُطف فولوديمير تسيماخ، من منطقة يسيطر عليها الانفصاليون في أوكرانيا، في وقت سابق من العام الجاري.

تسيماخ، البالغ من العمر 58 عاما، هو "شخص محل اهتمام" فيما يتعلق بالتحقيق الذي تقوده هولندا، في حادث إسقاط الطائرة، التي كانت تقل الرحلة "إم إتش 17" التابعة للخطوط الجوية الماليزية، الذي أسفر عن مقتل جميع الأشخاص الذين كانوا على متنها، والبالغ عددهم 298.

لماذا يثير اسم تسيماخ الجدل؟

يعتقد أنه كان قائدا للدفاع الجوي في مدينة "سنيجنيا"، في ما يسمى بجمهورية دونيتسك الشعبية التي أعلنت الانفصال عن أوكرانيا والانضمام للاتحاد الروسي ذاتيا، وهي إحدى مناطق المتمردين الذين تدعمهم روسيا في شرق أوكرانيا.

وتقع مدينة "سنيجنيا" بالقرب من مكان، يقول المحققون إن الصاروخ الذي أسقط الطائرة الماليزية قد أطلق منه، في عام 2014.

وفي عام 2016، قال فريق من المحققين الجنائيين الدوليين إن الصاروخ تم إحضاره من روسيا، وأُطلق من حقل يسيطر عليه انفصاليون تدعمهم موسكو.

وفي عملية جريئة في يونيو/ حزيران الماضي، قامت مجموعة من القوات الخاصة الأوكرانية باختطاف تسيماخ، إلى خارج الأراضي التي يسيطر عليها المتمردون، وكان من المقرر أن يمثل أمام المحكمة، في أكتوبر/ تشرين الأول المقبل.

وعلى الرغم من أنه ليس مشتبها به، قال المحققون الدوليون إنهم يريدون بقاءه في أوكرانيا، حتى يتمكنوا من طرح المزيد من الأسئلة عليه.

وفي الأسبوع الماضي، حث المحققون السلطات الأوكرانية على عدم السماح له بالسفر إلى روسيا. لكن محكمة أوكرانية قررت الأربعاء الماضي إطلاق سراحه.

وأعربت الحكومة الهولندية عن خيبة أملها، إزاء القرار الأوكراني بإرساله إلى روسيا.