لافتات تحذير في المنطقة 51
Getty Images

تتأهب قريتا راشيل وهيكو الواقعتان على مقربة من القاعدة العسكرية السريّة المعروفة باسم "المنطقة 51" في ولاية نيفادا الأمريكية، لتدفق محتمل لسيل من الزوّار المحتجين.

ودشن ناشط على فيسبوك دعوة للتجمهر باسم "معا نجتاح المنطقة 51، لا يمكنهم إيقافنا جميعا"، وضرب موعدا لذلك هو اليوم الجمعة 20 سبتمبر/أيلول - رغم أن صاحب الفكرة قال في وقت لاحق إنها دعابة.

ما حكاية المنطقة 51؟

المنطقة 51 هي موقع على الخريطة واسم شائع لقاعدة جوية أمريكية. وتقع في بحيرة غروم الجافة في صحراء نيفادا، على مسافة 135 كيلومتر شمالي لاس فيغاس.

وتجري في داخل هذه المنطقة أمور سرية للغاية. ولتحذير العامة من الاقتراب، فقد أقيمت لهذا الغرض لافتاتٌ وأجهزة مراقبة إلكترونية فضلا عن عناصر حراسة مسلحين.

ويُحظر التحليق فوق المنطقة 51، رغم أن الموقع ترصده الأقمار الاصطناعية، وللقاعدة مدرجات للطائرات يصل طولها إلى 3.7 كم.

تمثال على هيئة كائن فضائي يرحب بضيوف أحد المطاعم في قرية راشيل بولاية نيفادا
Getty Images
بعض المحليين في قرية راشيل يربطون بين المنطقة 51 والحديث عن أسرار تخص كائنات فضائية

وغير بعيد من المنطقة 51، ثمة منطقتان عسكريتان يُحظر أيضا الاقتراب منهما، إحداهما موقع اختبارات نيفادا، حيث كانت تخضع أسلحة نووية أمريكية للاختبار ما بين خمسينيات وتسعينيات القرن الماضي؛ والأخرى منطقة اختبار وتدريب نيفادا.

وتغطي المنطقة بالكامل أكثر من 2.9 مليون فدان. وبحسب الجيش الأمريكي، فإنها تمثل "مضمارا واقعيا ومتعدد الأبعاد لإجراء اختبارات وتدريبات".

لماذا أنشئت؟

أقيمت المنطقة 51 إبان الحرب الباردة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي كمكان لاختبار وتحديث الطائرات، بما في ذلك طائرات الاستطلاع من الطراز "بلاكبيرد".

ورغم افتتاح المنطقة 51 عام 1955، إلا أن وكالة الاستخبارات الأمريكية سي آي أيه لم تقرّ بوجودها رسميا إلا في أغسطس/آب 2013.

وبعد مرور أربعة أشهر من إعلان السي آي أيه، أصبح باراك أوباما أول رئيس أمريكي يتحدث عَلنا عن المنطقة 51.

ماذا يجري هناك اليوم؟

رغم ندرة المعلومات الرسمية، يُعتقد أن الجيش الأمريكي لا يزال يستخدم المنطقة 51 في تحديث الطائرات الجديدة، وأن نحو 1,500 شخص يعملون هناك.

وقالت آني جاكوبسن، التي كتبت تأريخا للمنطقة 51، لبي بي سي إن الموقع يضم بعضا من أحدث برامج التجسس عالميا.

مالدر وسكالي من مسلسل إكس-فايلز
Getty Images
العديد من أعمال الخيال العلمي تناولت المنطقة 51

وأضافت جاكوبسن: "المنطقة 51 هي منشأة اختبار وتدريب. وقد بدأ البحث بطائرة التجسس والاستطلاع 'يو-2' في حقبة الخمسينيات ووصل الآن إلى الطائرات المسيّرة".

هل توجد كائنات فضائية وأطباق طائرة في المنطقة 51؟

أسهم الغموض الذي يكتنف المنطقة 51 في نسْج نظريات المؤامرة حولها.

وتقول أشهر السرديات في هذا الصدد إن الموقع يستضيف مركبة فضائية وأجسام طياريها، بعد أن تحطمت بهم في منطقة روزويل في ولاية نيو مكسيكو عام 1974.

وتقول الحكومة الأمريكية إنه لا توجد كائنات فضائية وأن الجسم المتحطم لم يكن سوى منطاد أرصاد جوية.

ويزعم أناس أنهم رأوا أجساما طائرة مجهولة تحوم فوق أو على مقربة من الموقع، بينما يقول أناس آخرون إنهم تعرضوا للاختطاف على أيدي كائنات فضائية، ويتجاوزون ذلك إلى القول إنهم خضعوا لتجارب قبل أن يُعادوا إلى الأرض.

وفي عام 1989، زعم رجل يدعى روبرت لازار أنه اشتغل على تقنية فضائية في المنطقة 51، وأنه اطلع على صور فوتوغرافية طبية لكائنات فضائية، وأن الحكومة تستخدم المنشأة لاختبار أجسام طائرة مجهولة.

وربما أسهم ارتباط المنطقة 51 بالكائنات الفضائية في خلق أجواء تشويش مفيدة لأجهزة الاستخبارات.

تقول جاكوبسن: "منذ أوائل الخمسينيات والسي آي أيه تُشغِّل مكتبا للأجسام الطائرة المجهولة بغرض التعامل مع مشاهدات الأجسام الطائرة المجهولة في سماء نيفادا. وعندما شاهد الناس لأول مرة طائرة التجسس يو-2 وهي تحلق لم يكونوا يعرفون ما ذلك الذي يشاهدونه".

وتضيف: "لقد استخدمت السي آي أيه هذا التشوش لمصلحتها عبر الترويج لخرافة الكائنات الفضائية".

ماذا لو اجتاح الناس المنطقة 51؟

دشن ماتي روبرتس، 20 عاما، دعوة على فيسبوك قال فيها: "يمكننا أن نسبق رصاصهم. دعونا نراهم غرباء". وقال مليونا شخص إنهم "ذاهبون" رغم تغيير مكان المهرجان خوفا من وقوع كارثة إنسانية.

مقاتلة شبح من طراز إف-117
Getty Images
المقاتلة الشبح إف-117 انطلقت في أول تحليق لها من المنطقة 51 عام 1981

تشير لافتات التحذير حول المنطقة 51 بشكل واضح إلى أن دخول المنطقة أمر غير مسموح به.

وحذرت القوات الجوية الأمريكية من أن المنطقة 51 هي "منطقة تدريب خاصة بسلاح الطيران الأمريكي، وسوف نحبط أية محاولة لاقتحام المنطقة التي ندرّب فيها قوات مسلحة أمريكية".

وأضافت: "سلاح الجو الأمريكي يقف دائما وقفة الاستعداد لحماية أمريكا وأصولها."