تقطعت أوصال العاصمة بيروت والمناطق اللبنانية بحراك شعبي تلقائي، خرج إلى الشوارع وأقفلها احتجاجًا على فرض الحكومة ضرائب جديدة على المواطنين اللبنانيين.

إيلاف من بيروت: تحت ضغط الحراك الشعبي في لبنان، وفي ظل تظاهرات حاشدة عمت مناطق لبنانية عدة، رافقها بعض أعمال الشغب، أعلن وزير الاتصالات اللبناني محمد شقير ليلًا أنه "بإسم رئيس الحكومة سعد الحريري، تم أيقاف موضوع الرسم على مكالمات واتسآب وإسقاط فكرتها".

وعلى عادة أصحاب السلطة في لبنان، قال إن هناك أمورًا خفية وراء نزول الناس الى الشارع اليوم.

وكانت الحكومة اللبنانية أقرت الخميس فرض ضريبة قيمتها 20 سنتًا في اليوم على المكالمات التي تجري عبر تطبيق "واتسآب"، أي ما مجموعه 6 دولارات شهريًا، تضاف إلى تكاليف الاتصال في لبنان، المعروف أنه من أعلى دول العالم كلفة في قطاع الاتصالات، على أن يبدأ تطبيق هذا القرار في مطلع العام القادم.

تظاهرات وإطارات مشتعلة

كان الحراك المدني اللبناني قد أطلق تظاهرات شعبية اجتاحت مساء الخميس الشوارع اللبنانية، شملت مختلف المناطق اللبنانية، من الشمال إلى الجنوب، وصولاً إلى البقاع.

بدأ التحرك في ساحة رياض الصلح في وسط العاصمة اللبنانية بيروت، ثمّ جسر الرينغ الذي يصل بين شطري العاصمة والذي قطعه المتظاهرون في الاتجاهين قبل إعادة القوى الأمنية فتحه، ثم شارع الحمرا حيث عمد المتظاهرون إلى قطع الطريق أمام "مصرف لبنان" المركزي احتجاجًا على غياب السياسات&الاقتصادية التي يمكن أن تنقذ ما تبقى من الاقتصاد اللبناني المتهافت.

ودعا المتظاهرون اللبنانيين إلى النزول إلى الشوارع والمشاركة في عصيان مدني عام رفضًا لقرار مجلس الوزراء المتعلق بفرض رسوم ضريبية جديدة.

المشهد نفسه تكرر في الضاحية الجنوبية، وطريق المطار، ومناطق في الجنوب والشمال والبقاع وطرابلس، وجونية وبرجا والجية، حيث تجمهر المحتجون وأحرقوا الإطارات المطاطية.

تلاسن مع مرافقي شهيب

في خضم هذا الهياج الشعبي، حصل تلاسن في وسط بيروت بين المتظاهرين ومرافقي وزير التربية اللبناني أكرم شهيب، ما دفع بأحد مرافقيه إلى إطلاق النار في الهواء لصد المتظاهرين الذين حاولوا محاصرة شهيب.

وقال متظاهرون إن شهيّب ترجّل من سيّارته لتهدئة الوضع، بعد إطلاق مرافقيه النار في الهواء، فغادر المرافقون ليعود ويغادر بعد بعض الوقت.

في حديث صحفي، أوضح شهيب أن مجموعة من الشبان اعترضوا سيارته خلال مروره مع زوجته وابنته في وسط المدينة، ونزل أحد مرافقه لفتح الطريق، فضربه أحد المتظاهرين على رأسه، "وبهدف الحماية أطلق مرافقو شهيب&النار في الهواء، فترجل&من السيارة وتكلم&مع المتظاهرين شخصياً، وأعتذر عن إطلاق النار".

أضاف شهيب: "عملنا على التظاهر قبل يومين دفاعًا عن التعبير عن الرأي وصونًا للحريات، لكن التظاهر لا يعني الاعتداء على الناس. اتصلت بدورية للدرك لتسليم المرافقين مع العلم أنهما من قوى الأمن الداخلي وطلبت فتح تحقيق في الموضوع".

فور شيوع الخبر، غرّد رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط على تويتر: "إنني طلبت من الرفيق أكرم شهيب تسليم الذين أطلقوا النار في الهواء ونحن تحت القانون لكن نطلب تحقيقًا شفافًا ونرفض الاعتداء على أيٍّ كان".

لن ندفع

وكان قرار فرض ضريبة جديدة على مكالمات واتسآب استأثر بالتغريدات في لبنان. فغرد النائب فؤاد مخزومي: "هربت الحكومة من استحقاقات الإصلاح ومكافحة الهدر إلى إصلاحات من جيوب المواطنين، فلم ترَ إلا خدمات حيوية ومجانية مثل الواتساب لتنقذ نفسها من الغرق. تناست حكومتنا مصادر أخرى لتخفيف الهدر والتقشف مثل رواتب الوزراء والنواب وسفرات المسؤولين ورواتب المستشارين".

أما النائب بولا يعقوبيان، فغردت: "لن تكون هنالك ليرة على الواتسآب، تراجعوا سريعًا قبل البهدلة. جيبوا عملة من وقف صفقاتكم اللي بتسموها مشاريع. أموال سد بسري يجب وضعها بالكهرباء اللي بتكلف مليارين عجز كل سنة إلخ. اسمعوا منيح الشعب لن يدفع ليرة واحدة على متنفسه الذي يشتمكم عبره".

ودعا الإعلامي جو معلوف شركة واتسآب مقاضاة الدولة اللبنانية في حال فرضت ضرائب على خدمة لا تملكها، مغردًا: "لا تبرير قانونيًا أو منطقيًا لهذه الضريبة وسوف نواجهها بالقانون عندما يصوت عليها النواب الكرام ونسمي كل نائب صوّت لفرض سرقة موصوفة من جيوب الفقراء في لبنان".