وصفت رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي وزعيم الديمقراطيين بمجلس الشيوخ تشاك شومر اتفاقا بين الولايات المتحدة وتركيا لوقف هجوم أنقرة في شمال شرق سوريا بأنه "عار".

وقالت بيلوسي وشومر في بيان إن الاتفاق "يقوض بشكل خطير مصداقية السياسة الخارجية الأميركية ويبعث برسالة خطيرة لحلفائنا وأعدائنا على حد سواء بأنه لا يمكن الوثوق في كلامنا. الرئيس التركي أردوغان لم يتخل عن شيء والرئيس ترمب قدم له كل شيء".

وقال زعيم الديمقراطيين في الكونغرس إن مجلس النواب سيصوت الأسبوع المقبل على حزمة عقوبات مدعومة من الحزبين ضد تركيا.

ووافقت تركيا اليوم الخميس على وقف هجومها في سوريا خمسة أيام للسماح للقوات الكردية بالانسحاب من "منطقة آمنة" تسعى أنقرة لإقامتها وذلك في اتفاق أشادت به واشنطن ووصفه زعماء أتراك بأنه نصر كامل.

أعلن عن الهدنة مايك بنس نائب الرئيس الأميركي عقب محادثات في أنقرة مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وسرعان ما أشاد بها الرئيس الأميركي دونالد ترمب وقال إنها ستنقذ "ملايين الأرواح".

وفي حال تنفيذها، ستحقق الهدنة الهدفين الرئيسيين اللذين أعلنت عنهما تركيا عندما شنت الهجوم قبل ثمانية أيام وهما: السيطرة على شريط من الأراضي السورية بعمق يتجاوز 30 كيلومترا، وطرد وحدات حماية الشعب الكردية، الحليف السابق لواشنطن، من المنطقة.

وذكر بيان أميركي-تركي مشترك عقب المحادثات "أن القوات المسلحة التركية ستتولى إقامة المنطقة الآمنة".

وقال عضوا مجلس الشيوخ الأميركي لينزي غراهام وكريس فان هولن إنهما "سيواصلان بكل قوة" العمل على خططهما لفرض عقوبات صارمة على تركيا رغم إعلان وقف إطلاق النار.

وقال سياسي تركي لرويترز إن أنقرة حصلت "على ما تريد بالضبط" من المحادثات مع واشنطن. وقال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو إن الجيش التركي "يوقف" فقط العمليات حتى تغادر وحدات حماية الشعب الكردية المنطقة.

وأضاف الوزير أن المقاتلين الأكراد سيجبرون على ترك أسلحتهم الثقيلة وسيتم تدمير مواقعهم. كما رفض الوزير وصف الاتفاق بأنه "وقف لإطلاق النار قائلا إن وقف إطلاق النار يجري الاتفاق عليه بين أطراف شرعية فقط وليس مع الأكراد الذين تعتبرهم تركيا إرهابيين.

وقال الوزير التركي "عندما تغادر العناصر الإرهابية المنطقة الآمنة، يمكننا وقف العملية".

وذكر البيان المشترك أن واشنطن وأنقرة ستتعاونان بشأن التعامل مع مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية وأفراد عائلاتهم المحتجزين في سجون ومخيمات بالمنطقة وهي قضية تثير قلقا دوليا.