فرانكو عام 1967
Getty Images

على مدار عقود، كان موقع قبر الديكتاتور الراحل الجنرال فرانسيسكو فرانكو محل جدل كبير.

لكن الفصل الأخير في هذه القصة أوشك على الانتهاء، إذ تقول الحكومة إنها ستستخرج رفاته يوم الخميس، وتنقله إلى مقبرة في العاصمة مدريد.

فلم تصاعدت المطالب بنقل رفاة فرانكو؟ ولم أثار الأمر كل هذا الجدل؟

القصة في مئة كلمة

حكم فرانكو أسبانيا منذ عام 1939، حتى وفاته عام 1975. ودُفن في ضريح ضخم يحمل اسم "وادي الشهداء"، في ضواحي مدريد

لكن موقع المقبرة تحول إلى قبلة لليمين المتطرف، وهو ما يرفضه الكثير من الأسبان.

وتنوي الحكومة الاشتراكية الحالية نقل رفاة فرانكو إلى جوار زوجته في مقبرة في مدريد.

ويُتوقع أن تستمر عملية استخراج الرفاة ثلاث ساعات، ويرجح أن تُنقل في طائرة عمودية لتجنب تنظيم أي احتجاجات في طريقها.

وحاولت أسرة فرانكو واليمينيون المتشددون منع نقل الرفاة، لكن محاولاتهم باءت بالفشل.

امرأة تحمل علم أسبانيا أمام الضريح
Getty Images
عشرات الآلاف من ضحايا الحرب الأهلية من الجانبين دُفنوا في نفس الضريح في مقابر جماعية

القصة في 500 كلمة

انتصر فرانكو في الحرب الأهلية في ثلاثينيات القرن الماضي، التي اندلعت بسبب انقلابه على الحكومة اليسارية المنتخبة.

وأسس نظاماً استبدادياً، ونصّب نفسه رأسا للدولة. وظل قابضا على الحكم حتى وفاته عام 1975، ثم انتقلت اسبانيا بعدها إلى الديمقراطية.

ورغم إرساء النظام الديمقراطي حاليا، إلا أن شبح حقبة فرانكو ما زال يطارد البلاد. وثمة "اتفاق نسيان" غير مكتوب أُرسي مع مرحلة الانتقال الديمقراطي، وأُزيلت كل تماثيل فرانكو، وغُيّرت أسماء الشوارع.

ودُفن جسده في "وادي الشهداء"، مع عشرات الآلاف من ضحايا الحرب الأهلية من الجانبين.

لكن عدداً كبيراً من الأسبان يرى أن المكان تجسيد لانتصار القوات الموالية لفرانكو على معارضيه الجمهوريين. كما أن جزءاً من الضريح بُني على يد السجناء السياسيين الذين استغلتهم حقبة فرانكو كعمالة إجبارية.

ويعتبر اليمينيون المتشددون محل دفن فرانكو ضريحا، يزورونه كنوع من التقدير للديكتاتور الراحل. كما يجتمعون فيه لإحياء ذكرى وفاته.

لكن الحكومة الاشتراكية الحالية، التي أتت للحكم في يونيو/حزيران الماضي، جعلت نقل رفاة فرانكو على رأس وعودها.

وتريد الحكومة أن يصبح وادي الشهداء "مكاناً لإحياء ذكرى ضحايا الحرب وتقديرهم" وترى أن وجود رفاة فرانكو في هذا الضريح إهانة للديمقراطية الناضجة.

ويؤيد الكثير من أبناء ضحايا فرانكو قرار نقل رفاته. لكن الرأي العام الأسباني انقسم حول هذا الأمر.

وفي أغسطس/ آب الماضي، وافقت الحكومة على نقل الرفاة رغم معارضة أسرة فرانكو واليمين المتشدد. وأرادت الحكومة نقل الرفاة إلى مكان أقل أهمية، ليصعب على مؤيديه إحياء ذكراه.

لكن أسرة فرانكو (التي كانت تفضل عدم نقل رفاته من الأساس) تقول إنه يجب نقله إلى مدفن العائلة في كاتدرائية المودينا في قلب مدريد.

قبر فرانكو
Getty Images
اليمينيون يعتبرون قبر فرانكو ضريحا ومزارا

وتقول الحكومة إنه لا يجب نقل الرفاة إلى أي مكان يمكن تمجيده فيه. كما قالت إن هناك خطراً أمنياً على الكاتدرائية.

وهنا تدخل الفاتيكان كون الكاتدرائية تتبع الكنيسة الكاثوليكية، وأيّد رأي الحكومة بالبحث عن مكان آخر.

ثم رفضت المحكمة العليا طعن أسرة فرانكو على نقل رفاته الشهر الماضي. وأيدت خطة الحكومة لنقل رفاته بأغلبية الأعضاء.

ومن المقرر أن يبدأ استخراج الرفاة يوم الخميس، في الثامنة والنصف صباحا بتوقيت غرينتش، ونقله إلى مقابر "إل بادرو مينغوروبيو".

وأرادت الحكومة نقل الرفاة قبل الانتخابات المقررة في العاشر من نوفمبر/ تشرين الثاني، لذا اختارت 25 أكتوبر/ تشرين الأول كآخر موعد لتنفيذ الخطة. وذكرت صحيفة "إل بايس" اليومية الأسبانية أن استخراج الرفاة سيتم بحضور طبيب شرعي، وأقارب فرانكو، ووزير العدل دولوريس ديلغادو.

وتبلغ تكلفة إزالة الضريح المصنوع من الغرانيت (ووزنه طن ونصف) حوالي 3090 يورو.


فرانسيسكو فرانكو: 1892 - 1975

فرانكو عام 1937
Getty Images
فرانكو أصبح أصغر جنزال في أسبانيا في عشرينيات القرن العشرين

  • ولد لأسرة عسكرية في مدينة غاليثيا، وأصبح أصغر جنزال في أسبانيا في عام 1926، في عمر الثالثة والثلاثين.
  • بعد انتخاب حكومة الجبهة الشعبية اليسارية عام 1936، نظم فرانكو ومجموعة جنرالات انقلابا، لتندلع حرب أهلية استمرت ثلاث سنوات.
  • انتصر فرانكو في الحرب الأهلية عام 1939، بدعم ألمانيا النازية وموسوليني في إيطاليا، وأسس حكما ديكتاتوريا نصب نفسه فيه رأسا للدولة.
  • أحكم فرانكو قبضته على السلطة حتى وفاته عام 1975، ثم بدأ التحول الديمقراطي في أسبانيا بعد وفاته.