إيلاف من باريس: أين هو الآن؟ لقد غادر فرنسا عام 2021 عائداً إلى سوريا، وفقاً لما قالته مجلة لوبوان الفرنسية التي قالت إنه أفلت من العقاب، واليوم لم تظهر أي علامة على حياته منذ سقوط ابن أخيه، والصادم في الأمر أن رفعت الأسد أصبح قطاً له 7 أرواح كما يقولون، فهو يفلت من العقاب في كل مرة، حتى لو كان الأمر يتعلق بالقضاء الأوروبي.

وتساءلت المجلة -في تقرير بقلم نيكولا باستوك- أين يختبئ الرئيس السابق لسرايا الدفاع الذي أُدين عام 2021 في فرنسا في قضية "مكاسب غير مشروعة" تقدر قيمتها بنحو 90 مليون يورو، وحوكم في سويسرا بتهمة ارتكاب عدة جرائم.

المفاجأة القادمة
تعتزم المحكمة الجنائية الفيدرالية السويسرية حفظ الدعوى المرفوعة ضد رفعت الأسد عم الرئيس السوري السابق بشار الأسد، المتهم بـ"ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية".

وحسبما ذكرت صحيفتان ومنظمة غير حكومية، الأحد، تتهم النيابة العامة السويسرية رفعت الأسد بأنه "أصدر أمرا بارتكاب عمليات قتل وتعذيب، ومعاملة قاسية، واعتقال غير قانوني في أثناء قيادته سرايا الدفاع، في سياق النزاع المسلح في مدينة حماة في فبراير 1982".

مجزرة الـ 40 ألف ضحية في حماة
وأضافت: "هذه المجزرة التي راح ضحيتها ما بين 10 آلاف و40 ألف قتيل، أكسبت رفعت الأسد لقب جزار حماة".

لكن في 29 تشرين الثاني (نوفمبر)، قبل أيام قليلة من الإطاحة ببشار الأسد، أبلغت المحكمة الجنائية الفيدرالية ممثلي الضحايا برغبتها في حفظ الدعوى، وفق ما أوردت الصحيفتان السويسريتان "لو ماتان ديمانش"، و"سونتاغس تسايتونغ".

وأوضحت الصحيفتان، أن "المحكمة السويسرية أبلغت ممثلي الضحايا بأن المتهم الثمانيني يعاني من أمراض تمنعه من السفر وحضور محاكمته".

بداية رفع القضية في سويسرا عام 2013
وكانت جهود منظمة "ترايل إنترناشيونال" السويسرية غير الحكومية، قد قادت في كانون الأول (ديسمبر) 2013 النيابة العامة الفيدرالية لفتح قضية ضد رفعت الأسد. وقد علمت المنظمة بوجوده في أحد فنادق جنيف بعد تلقيها إخطارات من سوريين مقيمين في المدينة.

وأكد المستشار القانوني للمنظمة بينوا مايستر، يوم الأحد، أن "ترايل إنترناشيونال" تؤكد النية التي أعربت عنها المحكمة للأطراف بشأن الحفظ، لكن القرار الرسمي لم يتخذ بعد".

وأشار مايستر إلى أنه "في حال الحفظ، ستتم دراسة إمكانية الاستئناف، ومن المحتمل جدا أن يتم الطعن في هذا القرار"، موضحا أن منظمته "لا تتمتع بأهلية الاستئناف، وإذا كان هناك طعن فإنه سيكون بقرار من الأطراف المشتكية".

مع الأخ ثم انقلب عليه ثم عارض ابن الأخ
وقدم رفعت الأسد نفسه طوال سنوات معارضا لبشار الأسد، لكنه عاد إلى سوريا عام 2021 بعدما أمضى 37 عاما في المنفى في فرنسا، هربا من حكم قضائي فرنسي بالسجن لمدة 4 سنوات بتهمتي غسل الأموال، واختلاس أموال عامة سورية.

وقد غادر رفعت الأسد سوريا عام 1984 بعد محاولة انقلاب فاشلة ضد شقيقه الرئيس آنذاك حافظ الأسد.

من هو رفعت الأسد؟
رفعت علي سليمان الأسد، من مواليد 22 آب (أغسطس) 1937 (87 عاماً)، وهو الشقيق الأصغر للرئيس السوري السابق حافظ الأسد وجميل الأسد، وعم الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد.

شغل منصب نائب رئيس الجمهورية السوري لشؤون الأمن القومي وعضو القيادة القطرية لحزب البعث وقائد سرايا الدفاع. يُنسب إليه عددٌ من المجازر الوحشية في سوريا.

بعد محاولة الانقلاب الفاشلة ضد حافظ الأسد عام 1984، ذهب رفعت الأسد إلى المنفى في فرنسا حيث عاش لمدة 36 عامًا. وعاد إلى سوريا في تشرين الأول (أكتوبر) 2021 بعد إدانته في فرنسا باختلاس ملايين اليوروهات من الدولة السورية.

وفي أيلول (سبتمبر) 2022، أيدت محكمة النقض (أعلى سلطة قضائية في فرنسا) الحكم.

وفي آب (أغسطس) 2023، أصدرت سويسرا مذكرة اعتقال دولية بحق رفعت الأسد بعد أن طالبت المحكمة الجنائية الاتحادية بتسليمه لمحاكمته على دوره في الإشراف على العمليات البرية لمجزرة حماة.

وصدرت مذكرة التوقيف كجزء من الإجراءات المتعلقة بالشكوى المتعلقة بجرائم الحرب التي قدمتها في عام 2013 منظمة حقوق الإنسان "ترايل إنترناشيونال" إلى مكتب المدعي العام السويسري.

في آذار (مارس) 2024، اتهم مكتب المدعي العام السويسري رفعت الأسد بارتكاب العديد من الجرائم في مذبحة حماة عام 1982.

حافظ الأسد وشقيقه رفعت الأسد