إيلاف من بيروت: ردًا على تقارير متداولة عبر مواقع التواصل الاجتماعي بشأن وجود ماهر الأسد، شقيق الرئيس السوري السابق بشار الأسد، داخل الأراضي العراقية، نفت وزارة الداخلية العراقية هذه الأنباء بشكل قاطع.
وصرّح المتحدث الرسمي باسم الوزارة، العميد مقداد ميري، أن تلك التقارير "عارية من الصحة تمامًا"، مشيرًا إلى أنها لا تستند إلى أي مصدر موثوق. وأضاف ميري قائلاً: "ندعو وسائل الإعلام إلى توخي الدقة والحذر في نقل الأخبار، والاعتماد على المصادر الرسمية فقط لتجنب تضليل الرأي العام".
من هو ماهر الأسد؟
يُعد ماهر الأسد شخصية محورية في المشهد السوري السياسي والعسكري، رغم أنه ظل بعيدًا نسبيًا عن الأضواء مقارنة بشقيقه الرئيس بشار الأسد. وُلد ماهر الأسد في الثامن من ديسمبر عام 1967، وهو الابن الأصغر للرئيس السوري الأسبق حافظ الأسد والشقيق الأصغر لكل من باسل وبشار الأسد.
بدأ ماهر مسيرته التعليمية في أكاديمية الحرية، ثم واصل دراسته الجامعية في جامعة دمشق، حيث تخصص في إدارة الأعمال. لكن سرعان ما اتجه إلى المسار العسكري بعد تخرجه، مقتفيًا أثر شقيقه الراحل باسل الأسد، الذي كان يُنظر إليه كخليفة محتمل لوالده حافظ الأسد قبل وفاته المفاجئة عام 1994 إثر حادث مروري.
الصعود العسكري والسياسي
بعد وفاة باسل، برز اسم ماهر الأسد كأحد المرشحين لخلافة والده، لكن هذا المسار تغير حين وقع الاختيار على شقيقه بشار الأسد ليكون خليفة والده بعد وفاته في عام 2000.
عقب انتقال السلطة إلى بشار الأسد، صعد ماهر الأسد بسرعة في الرتب العسكرية، حيث رُقي من رتبة رائد إلى عقيد في الجيش السوري. لاحقًا، تولى قيادة الحرس الجمهوري، أحد أكثر التشكيلات العسكرية السورية قوةً وتأثيرًا، والذي ضمّ حوالى 10 آلاف جندي يتميزون بولائهم المطلق.
في العام نفسه، انتُخب ماهر عضوًا في اللجنة المركزية لـ حزب البعث العربي الاشتراكي، الحزب الحاكم في سوريا. واستغل نفوذه داخل الحزب والجيش لممارسة تأثير كبير على شقيقه بشار الأسد، خصوصًا في الأشهر الأولى من توليه الحكم. يُنسب إلى ماهر الأسد دوره البارز في إنهاء فترة الانفتاح السياسي التي شهدتها سوريا في بداية حكم بشار، وهي الفترة التي أُطلق عليها اسم "ربيع دمشق".
رغم أن ماهر الأسد لم يصل إلى سدة الحكم، إلا أنه ظل لاعبًا رئيسيًا في النظام السوري. قاد الفرقة الرابعة في الجيش السوري، وهي وحدة عسكرية قوية ذات نفوذ خاص، وكان لها دور حاسم في التصدي للمعارضة المسلحة منذ بداية النزاع السوري في عام 2011.
تعتبر الفرقة الرابعة، التي ارتبطت باسم ماهر الأسد، من أكثر التشكيلات العسكرية ولاءً للنظام، ما أكسبه نفوذًا عسكريًا وسياسيًا استثنائيًا داخل سوريا.
التعليقات