مراكش:&ترسيخا لعلاقة التعاون القائمة بين وزارة الثقافة والشباب والرياضة بالمغرب ودائرة الثقافة في حكومة الشارقة بدولة الإمارات العربية، انطلقت، مساء الجمعة ، بقصر الباهية التاريخي بمراكش، فعاليات الدورة الثانية لـ"مهرجان الشعر المغربي"، المنظم من طرف "دار الشعر بمراكش".

حفل افتتاح التظاهرة الشعرية أوفى بوعوده، سواء من حيث الحضور الغفير والمتنوع أو كلمتي الحسن عبيابة وزير الثقافة والشباب والرياضة والناطق الرسمي باسم الحكومة المغربية وعبد الله العويس رئيس دائرة الثقافة بالشارقة، فضلا عن تكريم الشاعرة مليكة العاصمي والشاعر بابا محمد سالم والإعلامية فاطمة التواتي، مع قراءات شعرية لثريا مجدولين وحميد الشمسدي ووصلات موسيقية للفنان أمير علي. كما تم تتويج الفائزين بجائزتي "أحسن قصيدة" و"النقد الأدبي". فيما أتحف الفنان اللبناني مارسيل خليفة الحضور بأغاني أعادته إلى زمن الكلمة الملتزمة والأداء الراقي المستند على نصوص شعراء صنعوا مجد القصيدة العربية المعاصرة، يتقدمهم الشاعر الفلسطيني محمود درويش.

واختصر الشاعر المغربي ياسين عدنان الحضور المتميز الذي بصم عليه مارسيل خليفة في افتتاح المهرجان المغربي، حين كتب على حسابه الرسمي بــ"فيسبوك": "مثلما وعدَتْنا الأغنية... مثلما وعَدَنا في الأغنية... منتصب القامة جاء. مرفوع الهامة صعد إلى الخشبة. جاء بِشَرارة من حراك لبنان فأشعل الخشبة. شاغب الرسميين في الصف الأول وطالبهم بالغناء. أهدى التكريم للبنان ولثوار لبنان. أيقظ زخمُ اللحظة عنفوانَه القديم... فعاد إلى الذخيرة الخالدة والحيّة على الدوام. اقترح على الجمهور أغاني يحفظها المغاربة عن ظهر قلب... فصار الجمهور يغنّي ومارسيل يصاحبُه بالعزف ويكافئُه بالتصفيق.

&كَسَر الجدار الرابع على طريقة بيرتولد بريخت في مسرحه التحريضي، لتَنْتفي الحدود بين المنصة والجمهور. كنّا جميعا في ما يشبه مظاهرة حاشدة للطيور المهاجرة... تتنقّل ما بين بيروت وبغداد وغيرها من المدائن الثائرة... وفي البال أغنية... عن جرادة والحسيمة. كانت حفلة أشبه بالحلم. صباحًا، وعدني مارسيل بأن يغنّي للفرح... ثم فاجَأنا بالغضب وبوعود من العاصفة. لكنّ الكل كان فرحًا وسعيدًا في نهاية الأمسية. ما أعذب غضبك أيها الفنان!".

ولم يخف وزير الثقافة والشباب والرياضة والناطق الرسمي باسم الحكومة المغربية، في كلمة الافتتاح، سعادته بالمهرجان، مشيراً إلى أنه يشكل "علامة بارزة تغني سلسلة المهرجانات والتظاهرات الثقافية والفنية التي تشرف عليها الوزارة عبر مختلف ربوع المملكة"، والتي قال إنها تهدف إلى "جعل الثقافة والفنون عناصر أساسية للرقي بالإنسان وتعزيز أسس مجتمع سليم ومتوازن، فضلا عن الأهداف التنموية المؤكدة في المستقبل".فيما شدد رئيس دائرة الثقافة بحكومة الشارقة على "نجاح تجربة إنشاء بيوت ودور الشعر في أنحاء العالم العربي"، مؤكدا دورها في تحقيق إشعاع ثقافي يدفع بالوجوه الشعرية الجديدة إلى واجهة المشهد الإبداعي، فيما يقدر القامات الشعرية المكرسة.

وتتواصل فعاليات المهرجان، في يومها الثاني، بمنتدى في موضوع "الشعر المغربي وأسئلة التلقي"، بمشاركة الباحثين والنقاد خديجة توفيق وخديجة توفيق وعبد القادر حمدي واسليمة أمرز وحسن المودن. فيما تحتضن حديقة مولاي عبد السلام فقرة الأماسي الشعرية، بانطلاق فقرة "نبض القصيدة"، والتي يقوم بتقديمها الشاعر نجيب خداري، بمشاركة الشعراء أحمد الحريشي وفدوى الزياني ومحمد عرش وإلهام زهدي. تليها فقرة "أبجديات وكوريغرافيا"، في حوار شعري فني، بين الشاعر رشيد خالص، الذي توج هذه السنة مناصفة مع الشاعر مصطفى ملح بجائزة المغرب للكتاب في صنف الشعر، والفنانة المسرحية والتلفزيونية وسيلة الصابحي. فيما يحيي ثلاثي تقاسيم، برئاسة الفنان ناصر هواري، الفقرة الموسيقية.

ويخصص الأحد، ثالث أيام التظاهرة، بحديقة مولاي عبد السلام، لأمسية فقرة "قصيدة مغربية"، تقوم بتأطيرها الشاعرة والفنانة التشكيلية نعيمة فنو، بمشاركة الشعراء مولاي رشيد العلوي وصالح لبريني ونزيهة أباكريم والطاهر خنبيلا، وهي فقرة تحتفي بالمنجز الشعري في تعدده، وفي مختلف تجاربه. فيما يسهر كل من الفنانة وصال حاتم والفنان أنس الملحوني، على المصاحبة الموسيقية. كما سيقام حفل تتويج وتقديم شهادات المشاركة الخاصة بورشة "شاعر في ضيافة الأطفال"، إلى جانب حضور ومشاركة الشاعر المتوج بجائزة أحسن قصيدة.

ويتميز حفل الاختتام، بفضاء حديقة عرصة مولاي عبد السلام، بتقديم فقرة "رؤى شعرية"، بمشاركة الشعراء اسماعيل زويريق، وداد بنموسى، يونس الحيول والطيب هلو، تليها فقرة "أبجديات وموسيقى"، في لحظة فنية حوارية أخرى، تجمع بين الزجال الشاعر مراد القادري والفنانة فاطمة الزهراء ناظيفي والفنان عز الدين دياني.