نصر المجالي: قالت مصادر برلمانية بريطانية إن رئيس مجلس العموم المثير للجدل جون بيركو لا يزال على تعهده بالاستقالة من رئاسة المجلس يوم الخميس المقبل الموافق 31 أكتوبر على الرغم من تأخير موعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي لثلاثة اشهر.

وكان بيركو أعلن في 10 سبتمبر الماضي عزمه على التنحي عن منصبه، في يوم 31 أكتوبر، وهو الموعد الذي كان مقررا لخروج بريطانيا من الاتحاد، أو في موعد الانتخابات المقبلة، أيهما يحل أولا.

انتقادات

وتعرض بيركو (56 عاما) وهو خليفة عضو حزب المحافظين السابق، مايكل مارتن، في سدة رئاسة العموم في يونيو2009، وأعيد انتخابه في هذا المنصب لثلاث مرات بعد الانتخابات العامة في عام 2010 و 2015 و 2017 لانتقادات شديدة من النواب المؤيدين لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي خلال السنوات القليلة الماضية.

وعلم أن حزب المحافظين يستعد لخفض سلطات رئيس مجلس العموم إذا فاز في الانتخابات البرلمانية المقبلة، وصرح وزير شؤون مجلس الوزراء قبل نحو شهر لصحيفة (ديلي ميل) أنه قد لا يُسمح أبدًا لرئيس المجلس "بضبط القواعد كما يحلو لهم".

وفي المستقبل، وحسب خطط حزب المحافظين، فإنه يمكن أن يُلزم رئيس البرلمان باتباع نصيحة كتّاب المجلس بشأن الإجراءات المتبعة بدلاً من تجاهلها.

حكم نزيه

وقالت مصادر حكومية إنه من المفترض أن يكون رئيس مجلس العموم حكماً نزيهاً للمناقشات "لكن السيد بيركو كان مرارًا وتكرارًا "مبدعًا" بقواعد لإحباط الحكومة - قائلًا إن واجبه كان الدفاع عن النواب ضد السلطة التنفيذية".

وأكّد بيركو أنه لن يترشح مجدداً إذا صوّت النواب لصالح إجراء انتخابات مبكرة وأنه سيستقيل بجميع الأحوال في 31 أكتوبر مهما كانت نتيجة تصويتهم.

وقال أمام النواب في 10 سبتمبر "إذا صوّت المجلس الليلة لصالح إجراء انتخابات عامة مبكرة، سينتهي عهدي كرئيس للمجلس وكنائب عند انقضاء دورة هذا البرلمان".

اتنحى الخميس

وأضاف "إذا لم يصوّت المجلس لذلك، فقد توصلت إلى أن المسار الأقل تعطيلاً والأكثر ديموقراطية سيكون أن أتنحى مع انتهاء يوم العمل الخميس 31 أكتوبر".

ويعرف عن بيركو لدى إشرافه على النقاشات قوله بصوت مرتفع "نظام نظام!" للنواب المثيرين للفوضى وتوبيخه النواب الذين يزعجونه بنبرة مازحة. كما انه سعى لتطوير البرلمان فتخلى عن الثوب التقليدي الذي يرتديه رئيس المجلس بينما عمل على تسهيل الأمور بالنسبة للنائبات من الأمهات الجدد.

وقال بيركو اثناء الحديث آنذاك عن استقالته إن توقيت استقالته يعني أن النواب سيعرفون إلى حد ما المرشحين للحلول محله. وأوضح أن ذلك سيكون أفضل من الانتظار إلى ما بعد الانتخابات العامة عندما قد يتأثّر النواب بالتوجهات الحزبية في اختيارهم لخلفه.

متعجرف

وقال بيركو، الذي يتهمه معارضوه بأنه متعجرف ومتحيّز للنواب المناهضين لبريكست: "سعيت لزيادة السلطة النسبية لهذا المجلس التشريعي، وهو أمر لا أعتذر عنه إطلاقًا".

وأضاف في حديثه عن منصبه الذي سيخليه: "هذا مكان رائع مليء بأشخاص مدفوعين بمفهومهم للمصلحة الوطنية وتصوّرهم للمصلحة العامة وبواجبهم ليس كمندوبين بل كممثلين لما يعتقدون أنه الأنسب لبلدنا".

يشار إلى أن بيركو ظل عضو البرلمان البريطاني عن دائرة باكنغهام منذ 1997. وكان شغل سابقاً منصبي وزير ظل لشؤون العمل والمعاشات ووزير ظل للتنمية الدولية.

عدم انحياز

ويؤكد بيركو على الدوام عدم انحيازه لحزب سياسي معين، أو تفضيله لحزب سياسي على آخر. ورغم ذلك، أصبح بيركو، شخصية مثيرة للجدل لدوره في المفاوضات الجارية لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في الآونة الأخيرة.

ويقول تقرر لـ(بي بي سي) يبدو بيركو كما لو أنه شخصية وُجدت خصيصاً لعصر وسائل التواصل الاجتماعي. فهو يقول كل ما يجول بخاطره، ويستخدم تعابير وجهه، ويغير نبرة صوته، وإشارات يده عند أداء مهامه.

فليس مستغرباً أنه أصبح شخصية ظريفة وحديث رواد وسائل التواصل الاجتماعي. ويقول بيركو: " الأهم في كل هذا، إنه لا يوجد حزب له أغلبية في مجلس العموم".

وأصبح لبيركو شعبية كبيرة ليس في المملكة المتحدة فقط، بل في جميع أنحاء أوروبا، وحملت صحيفة " دي ويلت" الألمانية عنواناً أن "بيركو مشهور أكثر من قادة أحزابنا".