كشفت مصادر مطلعة في العاصمة السودانية الخرطوم أن الرئيس السابق عمر البشير خرج من سجن كوبر، في موكب يضم 17 سيارة، من أجل زيارة صديقه وطبيبه الخاص.

إيلاف من القاهرة: أثار السماح للرئيس السوداني السابق عمر البشير الخروج من السجن، للمرة الثالثة، الكثير من الغضب في الأوساط السودانية، واتهموا إدارة سجن كوبر، بمحاباة وتمييز البشير عن باقي السجناء.

كشفت صحيفة الصيّحة السودانية، الصادرة اليوم الخميس عن تفاصيل السماح للبشير بالخروج من السجن وسط حراسة أمنية مشددة، وموكب يضم 17 سيارة لاند كروزر.

ونقلت الصحيفة عن مصادر طبية في الخرطوم أن الزيارة الطبية التي قام بها الرئيس السابق عمر البشير إلى مركز السودان للعيون في الخرطوم في الأيام الماضية، لإجراء فحوصاتٍ طبية هناك، جرت وسط حراسة أمنية مشدّدة بمعية 17 عربة لاندكروزر للتأمين.

أكّد طبيب لصحيفة الصيّحة ـ فضّل حجب اسمه ـ أنّ البشير عانى في الفترة الأخيرة من ضعفٍ في النظر بسبب درجات الحرارة العالية، لافتًا إلى ارتدائه نظارة طبية منذ سنوات عدة.

قال إنّ الفحوصات التي أجريت على البشير أكّدت وجود حالة التهابية في عينيه، مما استدعى إجراء كشف نظر كامل له. وحذّر الطبيب من عدم التعامل بجدية مع تلك الحالة، التي قال إنها ربما تقود إلى فقدان البشير نظره وإصابته بالعمى في المستقبل.

وأجرى البشير الفحوصات تحت إشراف طبيبه الخاص وصديقه كمال هاشم، الذي يعالجه من سنوات طويلة، ويحضر إليه في القصر الرئاسي.

طالب محامي والقيادي في قوى الحرية والتغيير معز حضرة، النيابة العامة والسلطات القضائية، بإجراء تحقيق عاجل حول كيفية تمكن الرئيس المعزول عمر البشير من التنقل عبر موكب كبير لتلقي العلاج في أحد المراكز الطبية يوم الثلاثاء.

ونقلت صحيفة "سودان تربيون"، عن حضرة قوله، إن "إدارة سجن كوبر المركزي سمحت بنقل البشير إلى (مركز السودان للعيون) في الخرطوم ليتمكن طبيبه الخاص من معاينته".

وأوضح أن موكب البشير كان مصحوبًا بـ 17 سيارة حراسة، بينما وضع هو داخل سيارة دفع رباعي فخمة، مشيرًا إلى أن هذه الوقائع تثير حزمة من المخالفات، بينها أن إدارة سجن كوبر كانت ترفض علاج أي متهم في وضع الانتظار – قيد المحاكمة - في مستشفى خاص مهما تفاقمت حالته، وتصر على أن ينقل فقط إلى مستشفى الأمل التابع لجهاز الأمن، أو مستشفى الشرطة.

أضاف: "لدينا أمثلة كثيرة، مثل رفض إدارة سجن كوبر وجهاز الأمن وبعض القضاة علاج الراحلين أمين مكي مدني، وعلي محمود حسنين، لدى أطبائهم الخاصين، كما لم تسمح كذلك لفاروق أبو عيسى".

وشدد على أن الوضع القانوني للرئيس المعزول أنه متهم ينتظر المحاكمة في بلاغات عدة، بعضها أمام النيابة، وبلاغ واحد أمام القضاء. وأردف: "أي خروج لمتهم ينتظر في السجن يجب أن يكون إما بأمر من القاضي، أو وكيل النيابة، الذين يباشرون الإجراءات".

أشار حضرة إلى أنه تقصى حول الجهة التي منحت الإذن، وتأكد أنها لا المحكمة ولا النيابة هم االلتان أصدرتا أمرًا بخروج المتهم للعلاج خارج السجن.

وقال: "نطالب النيابة والهيئة القضائية إجراء تحقيق في هذا الأمر لمعرفة الذي يتحكم في خروج ودخول البشير من وإلى كوبر".أضاف: "أيًا كان الأمر، ما يحدث هو مخالفة واضحة وتمييز يخالف مبادئ العدالة، حيث يسمح لبعض المتهمين بالعلاج في المشافي التي يختارونها، ويرفض هذا الأمر للآخرين، وهذا مخالف للقوانين السارية في السودان".

تابع: "كذلك المخالفة الثانية لا يسمح بخروج متهم منتظر في السجن إلا بموافقة الجهة التي هو محبوس بأمر منها، وهنا هي إما النيابة أو السلطة القضائية".

بينما نقلت وكالة الأناضول التركية عن قيادي في حزب المؤتمر الوطني، قوله، إن الرئيس المخلوع عمر البشير، أجرى فحوصات طبية خارج سجن كوبر. أشار المصدر إلى أن البشير "أجرى مراجعة دورية مع اختصاصي لطب العيون خارج السجن، بعد توصية طبية من سجن كوبر الذي يقبع فيه".

ولم تصدر السلطات السودانية أي تعليق حول خروج البشير من السجن في موكب ضم 17 سيارة، وحراسة مشددة، سواء بالنفي أو التأكيد.

عقدت محكمة في العاصمة السودانية الخرطوم، جلسة لمحاكمة الرئيس السوداني السابق، السبت الماضي، أمام المحكمة في الجلسة التاسعة، للنظر في تهمتي "الثراء الحرام" و"التعامل غير المشروع بالعملة الأجنبية". وفي 19 أغسطس الماضي، بدأت أولى جلسات محاكمة البشير، الذي يواجه تهمًا بـ"الفساد" بعد العثور على مبلغ 7 ملايين يورو في مقرّ إقامته بعد عزله.

وفي 11 أبريل الماضي، عزلت قيادة الجيش البشير من الرئاسة، بعد 30 عامًا في الحكم، تحت وطأة احتجاجات شعبية بدأت في أواخر العام الماضي، تنديدًا بتردي الأوضاع الاقتصادية.