نصر المجالي: رأى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، في تصريحات، اليوم السبت، أن مسألة استعادة عضوية سوريا في جامعة الدول العربية قد نضجت منذ وقت طويل، وهي جزء لا يتجزأ من التسوية السورية.

وقال لافروف، في مقابلة مع وكالة الأنباء الأرمينية (ميديماكس) إن "الجزء الأساسي من التسوية النهائية للأزمة السورية هو عودة سوريا إلى (الأسرة العربية) نحن نتحدث عن استعادة عضوية سوريا في جامعة الدول العربية، وفي رأينا أن هذه القضية قد نضجت منذ وقت طويل".

وجاء حديث لافروف غداة تصريحات للرئيس السوري، بشار الأسد، لقناة "الإخبارية السورية" الرسمية عن عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية، قال فيها: "عندما تم تجميد عضوية سوريا في الجامعة العربية لم نصدر بيانا، وكذلك لم نصدر بيانا لطرح عودة سوريا إلى الجامعة".

وظل مقعد سوريا خاليا في أي اجتماع عربي منذ في 12 نوفمبر 2011، أي بعد نحو 8 أشهر من بدء الاضطرابات في سوريا، حيث اتخذت الجامعة العربية قرارا بتعليق عضوية سوريا مع فرض عقوبات سياسية واقتصادية على دمشق، مطالبة الجيش السوري بـ"عدم استخدام العنف ضد المتظاهرين المناهضين للنظام"، ردا على رد الحكومة السورية العنيف على الاحتجاجات.

إمكانية التسوية&

وكان وزير الخارجية الروسي، قال في وقت سابق، إن عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية يمنح المنظمة إمكانية المساهمة المباشرة في التسوية السورية، وأن المسألة تمت مناقشتها خلال المنتدى الوزاري الروسي-العربي.

كما قال لافروف، في حوار مع وسائل إعلام عربية، نشر نصه على موقع الخارجية الروسية: "التقدم على المسار السياسي يطرح ملفا تم طرحه منذ وقت طويل، حول ضرورة عودة سوريا إلى "العائلة العربية" والمقصود جامعة الدول العربية. والكثير هنا سيتوقف على موقف المملكة العربية السعودية، لأن صوتها مسموع في المنطقة وخارجها".

وكانت لاحت في ختام عام 2018 بوادر تفاؤل حول عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية، فقبل أن ينتهي العام الماضي أعادت دولة الإمارات العربية افتتاح سفارتها بدمشق.

دعم عربي&

وغداة العملية العسكرية التركية في شمال سوريا، عقد يوم 12 أكتوبر 2019 اجتماع طارئ لمجلس الجامعة على مستوى وزراء الخارجية العرب، بناء على طلب جمهورية مصر العربية وتأييد عدة دول، وبالتشاور مع وزير خارجية العراق رئيس مجلس الجامعة على المستوى الوزاري في دورته الحالية لبحث العدوان التركي على الأراضي السورية.
&
واعتبر الاجتماع أن العدوان التركي يمثل اعتداءً غير مقبول على سيادة دولة عربية عضو بالجامعة استغلالاً للظروف التي تمر بها والتطورات الجارية، وبما يتنافى مع قواعد القانون الدولي. ودفع الهجوم التركي على مناطق سيطرة المقاتلين الأكراد في شمال شرق سوريا آلاف المدنيين إلى النزوح، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وأجمع وزراء الخارجية العرب المشاركون في الاجتماع، في كلماتهم، عن إدانتهم للعمليات العسكرية التركية، التي تمثل انتهاكا لسيادة سورية وتهديدا للأمن والسلم الإقليمي، مطالبين تركيا بالوقف الفوري والكامل لكافة العمليات العسكرية وسحب قواتها التي توغلت داخل الأراضي السورية، وتحميلها المسؤولية كاملة عن التبعات الإنسانية والأمنية، التي قد تترتب على هذا العدوان الخطير.

تهديد امني&

كما اعتبر مجلس جامعة الدول العربية العدوان التركي تهديداً مباشراً للأمن القومي العربي وللأمن والسلم الدوليين، مؤكدا أن كل جهد سوري للتصدي لهذا العدوان والدفاع عن الأراضي السورية هو تطبيق للحق الأصيل لمبدأ الدفاع الشرعي عن النفس، داعياً تركيا إلى وقف العدوان والانسحاب الفوري وغير المشروط من كافة الأراضي السورية.

كما طالب باتخاذ ما يلزم من تدابير لوقف العدوان التركي والانسحاب من الأراضي السورية بشكل فوري، وحث كافة أعضاء المجتمع الدولي على التحرك في هذا السياق مع العمل على منع تركيا من الحصول على أي دعم عسكري أو معلوماتي يساعدها في عدوانها على الأراضي السورية.