دعا وزير الخارجية الاميركي بومبيو عبد المهدي اليوم الى وقف قتل المتظاهرين ومعالجة مطاليبهم فورا مؤكدا استنكار بلاده لاستخدام القوة المميتة ضدهم..فيما اعتبر رئيس وزراء العراق ان حكومته خرجت من قلب العاصفة لكنه أقر باستمرارها.

وقالت وزارة الخارجية الاميركية في بيان ان وزيرها مايك بومبيو اجرى الثلاثاء اتصالا هاتفيا مع رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي مؤكدا له رفض بلاده بقمع حكومته للمتظاهرين المحتجين.

واضافت ان بومبيو أكد لعبد المهدي "أن المظاهرات السلمية هي عنصر أساسي في جميع الديمقراطيات"..وانه "استنكر أعداد القتلى بين المتظاهرين نتيجة القمع من جانب الحكومة العراقية واستخدام القوة المميتة بحقهم فضلا عن التقارير التي تتحدث عن اختطاف المتظاهرين".

متظاهر عراقي اصيب بقنبلة غاز مسيلة للدموع تخترق الجمجمة

وأشارت الخارجية الاميركية الى ان بومبيو طالب عبد المهدي "باتخاذ خطوات فورية لمعالجة المظالم المشروعة للمتظاهرين من خلال سن الإصلاحات ومعالجة الفساد"..مشيرا "من جديد الى التزام الولايات المتحدة الدائم بدعم عراق قوي وذو سيادة ومزدهر بناءً على اتفاقية الإطار الاستراتيجي الموقعة بين البلدين (عام 1988) كما تعهد بمواصلة دعم قوات الأمن العراقية في محاربة داعش".

وكان البيت الابيض الاميركي قد دعا الأحد الماضي الى اجراء انتخابات مبكرة في العراق ووقف العنف المميت ضد المتظاهرين. &

وجاء في نص بيان البيت الابيض "تشعر الولايات المتحدة بالقلق الشديد إزاء الهجمات المستمرة ضد المحتجين والمدنيين والناشطين ووسائل الإعلام، فضلاً عن القيود المفروضة على الوصول إلى الإنترنت في العراق. العراقيون لن يقفوا إلى جانب النظام الإيراني الذي يستنزف مواردهم ويستخدم الجماعات المسلحة والحلفاء السياسيين لمنعهم من التعبير عن آرائهم بسلام. على الرغم من استهدافهم بالعنف المميت وحرمانهم من الوصول إلى الإنترنت، الا ان العراقيين قد اسمعوا صوتهم الى العالم ودعوا إلى إجراء انتخابات وإصلاحات انتخابية. تنضم الولايات المتحدة إلى بعثة المساعدة التابعة للأمم المتحدة في العراق بدعوة الحكومة العراقية إلى وقف العنف ضد المتظاهرين والوفاء بوعد الرئيس برهم صالح بتمرير الإصلاح الانتخابي وإجراء انتخابات مبكرة. كما ندعو بقية المجتمع الدولي إلى الانضمام إلينا في دعم مستقبل أفضل للشعب العراقي".

عبد المهدي: خرجنا من قلب العاصفة..لكنها مستمرة

&ومن جهته قال عبد المهدي خلال ترؤسه لاجتماع حكومته الاسبوعي في بغداد اليوم أن الاحتجاجات مهمة ويمكن تجاوز سلبياتها المحدودة مشددا على ضرورة عدم إضعاف النظام كون ذلك يؤدي إلى ازدياد الفساد.
&
واشار عبد المهدي في كلمته الى إنه "لا يجوز تحميل حكومة عمرها عدة أشهر ملفات الفساد".

وقال ان بعض المخربين تعمدوا الاصطدام بالقوات الأمنية موضحا ان البلاد بحاجة لتعديلات دستورية وإصلاح النظام الانتخابي.

وأوضح أن "هناك ملفات متراكمة منذ فترات طويلة، فالفساد موضوعه قديم منذ بدأ العقوبات على العراق والفساد يحصل عندما يتم اضعاف النظام فكلما كان النظام ضعيفاً يزداد الفساد. وأشار إلى أن "الفساد تراكم خلال الفترات الاخيرة واصبحت كعكة الدولة النفطية هي الكعكة التي يتنافس عليها الجميع من داخل الدولة وخارجها وحتى الاقليمية والدولية كلها تعرف حجم الثروة الموجودة في العراق وتحاول ان تأخذ اكبر حصة من هذه الكعكة".

وأضاف "علينا ان ننحني امام شعبنا وشبابنا الذين منحونا هذه الفرصة لاحداث الإصلاحات".. مشيرا الى ان "العراق فيه من الحريات ما ليست موجودة عند الكثير من الدول" على حد قوله.&
واكد عدم ااستخدام القوات الأمنية الرصاص الحي ضد المتظاهرين الا في حالات نادرة بهدف الدفاع عن النفس بحسب قوله.&

انقاذ شاب مصاب برصاص الامن على احد جسور يغداد

واعتبر ان حكومته "بفضل تضامن وزرائها ورئيسها تمكنت من الخروج من قلب العاصفة التي حدثت في البلاد".. مستدركا بالقول لكن "العاصفة مستمرة ولم تنته الى الان". واوضح ان القانون يحظر إقامة تظاهرات لأكثر من 4 ساعات والتظاهرات الحالية مضى عليها 40 يوماً.

&وقال ان ازمة التظاهرات الحالية لا تتعلق بالمطاليب والخدمات فقط لأن هذه الازمة رافقها دخول مخربين حاولوا حرف التظاهرات منوها الى ان هناك من دعا بالتزامن مع التظاهرات الى إحداث صراع شيعي شيعي.

وتشهد بغداد ومحافظات جنوبية شيعية منذ الأول من الشهر الماضي تظاهرات شعبية ضد الطبقة الحاكمة وفسادها وضد التدخل الإيراني في شؤون البلاد سرعان ما توسعت &بانضمام حشودا هائلة من مختلف الأطياف العراقية تواجهها القوات الامنية بالقنابل المسيلة للدموع التي تخترق الجمجمة والرصاص المطاطي مباشرة ما أدى الى مصرع حوالي 400 شخصا منهم واصابة 15 الفا آخرين لحد الان.