طهران: قتل متظاهر إيراني على يد القوات الأمنية، الجمعة، في مدينة سيرجان وسط البلاد، أثناء احتجاجات على رفع أسعار البنزين، وفق ما أفادت وسائل إعلام محلية.

وتداولت مواقع التواصل الاجتماعي، يوم الجمعة، مقاطع فيديو لاحتجاجات شعبية في عدة مدن إيرانية، بما فيها مدينتا ماهشهر، والأهواز، وقد جاءت هذه الاحتجاجات على خلفية ارتفاع أسعار البنزين.

وبحسب مقاطع الفيديو المنتشرة من مدينة الأهواز، جنوب غربي إيران، طالب بعض المواطنين بالاعتصام، مرددين شعار: "أيها الأهوازي الغيور.. أوقف سيارتك".

وبحسب موقع "إيران إنترناشيونال بالعربي" تظهر بعض المقاطع المتداولة من احتجاجات مدينة ماهشهر مجموعة من سائقي السيارات يقومون بالضغط المتكرر على "كلاكسات" السيارات بشكل مستمر، لإحداث ضجيج، تعبيرًا عن الاحتجاج، بالإضافة إلى مجموعات أخرى من المواطنين يضرمون النيران وسط الشوارع.

كما تم نشر مقاطع فيديو متعددة على مواقع التواصل الاجتماعي لاحتجاجات المواطنين في مدن إيرانية أخرى، من بينها مدينة شيبان وشوشتر.

تجدر الإشارة إلى أن انتشار أنباء حول ارتفاع أسعار البنزين، فجر اليوم الجمعة، أدى إلى خروج عدد من الايرانيين في مدن الجنوب إلى الشوارع، وتنظيم تجمعات احتجاجًا على قرار الحكومة الأخير.

ودعا المحتجون في مدينة المحمرة التابعة لمحافظة خوزستان، جنوب غربي إيران، إلى "استقالة الرئيس الإيراني، حسن روحاني"، بحسب المقاطع المنتشرة في مواقع التواصل الاجتماعي.

إلى ذلك، قام المحتجون بإغلاق طرق تستر–دزفول، وأميدية–آغاجري، لعدة ساعات، في محافظة خوزستان.

تأتي هذه الاحتجاجات بعدما أعلنت الشركة الوطنية الإيرانية لتوزيع المنتجات النفطية، اليوم الجمعة 15 نوفمبر (تشرين الثاني)، في بيان لها، أنه "وفقًا للمعلومات الواردة من جميع أنحاء البلاد، فإن قرار التحصيص تم- ولله الحمد- في أوضاع مناسبة ودون أي حادث".

وكانت الشركة، قد أصدرت، فجر الجمعة، بيانًا أعلنت فيه عن ارتفاع سعر البنزين الحر ثلاثة أضعاف سعره الحالي في البلاد.

ووفقًا لبيان الشركة الوطنية الإيرانية لتوزيع المنتجات النفطية، فقد أصبح سعر لتر البنزين العادي المحصص (المدعوم حکوميًا) 1500 تومان لكل لتر، وسعر البنزين العادي غير المحصص أصبح 3000 تومان لكل لتر. وکذلك سعر لتر البنزين السوبر أصبح 3500 تومان للتر الواحد.

يذكر أن سعر البنزين غير المحصص، كان 1000 تومان لكل لتر، وهو ما يعني أن الارتفاع الحالي ارتفع بنسبة وصلت إلى نحو 200 في المائة.

وكان "مسؤول مطلع" في وزارة الداخلية الإيرانية قد قال سابقًا في تصريح لوكالة الطلبة الإيرانية (إيسنا) إنه وفقًا للتحقيقات الجارية "لم ترد حتى الآن أي تقارير حول نشوب أحداث شغب أو تجمعات أو اشتباكات أو حرق محطات وقود، في أي نقطة من البلاد".

ونفى هذا المسؤول الإيراني، الذي لم يتم الكشف عن اسمه، عملية "حرق محطات الوقود" في محافظات أصفهان وأذربيجان الشرقية وخوزستان والمناطق الإيرانية الأخرى.

وفي المقابل، وردت تقارير من المدن الإيرانية الأخرى، حول تجمع السيارات وتشكيل طوابير طويلة في بعض محطات الوقود.

وفي السياق، أعلن نائب رئيس اتحاد أصحاب محطات الوقود، عطار بور، في تصريح لوكالة الطلبة الإيرانية (إيسنا)، عدم عجز أصحاب محطات الوقود عن توفيره بالسعر الجديد.

يشار إلى أن ارتفاع أسعار البنزين، اليوم الجمعة، قوبل بردود فعل واسعة من قبل النشطاء في وسائل التواصل الاجتماعي، وكذلك بعض نواب البرلمان الإيراني والمسؤولين الحكوميين، فيما وصف سكرتير دار العمال، علي رضا محجوب، هذا القرار بأنه "إضرام للنار في حياة الفقراء".