إيلاف: فيما انتهت زيارة قام بها نائب الرئيس الأميركي بنس إلى العراق خلال الساعات الأخيرة فقد بدا واضحًا أنه قد امتنع عن لقاء عبد المهدي وبقية السياسيين العراقيين بسبب قمع المحتجين والنفوذ الإيراني "الخبيث" في العراق، لكنه بالضد من ذلك زار أربيل، والتقى نجيرفان بارزاني، مؤكدًا أهمية التحالف بين واشنطن وإقليم كردستان.. فيما أعلن محتجو البلاد عن مليونيات الجمعة المقبل لسحب "الشرعية" عن الأحزاب.

خلال وجوده في العراق، فقد أدلى نائب الرئيس الأميركي مايك بنس بتصريحات قال فيها إنه لن يلتقي مسؤولين عراقيين في ظل الأحداث الأخيرة التي يشهدها العراق. وأكد "لن ألتقي مسؤولين عراقيين خلال موجة الأحداث الأخيرة"، في إشارة إلى الاحتجاجات الشعبية التي تنادي بسقوط الحكومة، حيث جاء التصريح ليؤكد الموقف الأميركي في رفض قتل السلطات للمتظاهرين.

أضاف إنه تحدث مع رئيس الوزراء عادل عبد المهدي عن "الاضطرابات" التي يشهدها العراق، وإن الأخير تعهد له "العمل على تجنب العنف والحفاظ على أرواح المتظاهرين". وأضاف "أشجّع الجميع في العراق على الاستماع إلى مطالب المحتجين والقيام بإصلاحات تلبّي مطالبهم". وأشار إلى أنه عبّر لعبد المهدي عن قلقه من النفوذ الإيراني في العراق.&

قال بنس إنه أكد التزام ترمب بعراق مستقل ذي سيادة.. مشددًا بالقول "لا نزال نشعر بالقلق إزاء التأثير الخبيث لإيران في جميع أنحاء العراق". ومن جانبه، أكد مارك شورت مدير مكتب بنس أن الأخير حث عبد المهدي في المكالمة الهاتفية على إبعاد بلاده عن إيران.

مكتب عبد المهدي أغفل معلومات عن المحادثات الهاتفية مع بنس &
لكن بنس الذي زار القوات الأميركية في قاعدة عين الأسد في محافظة الأنبار الغربية لمناسبة أعياد الشكر المسيحية، والتقى جنود بلاده الـ 700 هناك اكتفى بإجراء اتصال هاتفي مع عبد المهدي، الذي أغفل في بيان أصدره مكتبه الإعلامي عن الاتصال تأكيدات بنس له عن القلق من النفوذ الإيراني "الخبيث".&

وقال المكتب في بيان إن "بنس قام بزيارة متفق عليها إلى العراق، تفقد خلالها قوات بلاده في قاعدة عين الأسد العراقية في إطار التحالف الدولي الذي يقوم بدعم القوات العراقية في محاربة داعش". أضاف في إشارات عامة إلى أن "اتصالًا هاتفيًا جرى بين رئيس مجلس الوزراء عادل عبد المهدي ونائب الرئيس الأميركي تناول تعزيز العلاقات بين البلدين وآفاق التعاون المشترك إلى جانب بحث التطورات التي يشهدها العراق وجهود الحكومة وإجراءاتها الإصلاحية استجابة لمطالب المتظاهرين".

بنس وزوجته يحتفلان مع الجنود الأميركيين في قاعدة عين الأسد في غرب العراق

وكان وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو قال في الثامن عشر من الشهر الحالي إن بلاده ستفرض عقوبات على مسؤولين عراقيين فاسدين، وتمنع أي تدخل إيراني في شؤون العراق. وأشار خلال مؤتمر صحافي في مقر وزارة الخارجية في واشنطن إلى أن بلاده ستستخدم قدراتها لمحاسبة الأشخاص الذين ينهبون الموارد العراقية وستمنع أي تدخل إيراني في العراق.&

وأكد أن بلاده ستفرض عقوبات على مسؤولين عراقيين فاسدين.. مشددًا بالقول "لن نقف مكتوفي الأيدي في الوقت الذي يجعل فيه المسؤولون الفاسدون الشعب العراقي يعاني". وأشار إلى أن "الولايات المتحدة ستستخدم صلاحياتنا الشرعية لفرض عقوبات على شخصيات الفاسدين الذين يسرقون ثروات العراقيين وعلى هؤلاء الذين يقتلون ويصيبون المحتجين المدنيين". وبيّن أن "الاحتجاجات في العراق لا تميّز بين الطوائف والإثنيات، وإنما تريد التخلص من التدخل الإيراني".

مباحثات بنس في أربيل.. وانتقاد للزيارة
لكن بنس الذي رفض مقابلة عبد المهدي غادر قاعدة عين الأسد بطائرة عسكرية إلى أربيل، حيث اجتمع مع رئيس إقليم كردستان نجيرفان بارزاني ورئيس الوزراء مسرور بارزاني.

قالت رئاسة الإقليم في بيان إنه جرى خلال اجتماع رئيسي الإقليم وحكومته مع بنس، بحث آخر مستجدات الوضع في العراق والمنطقة. وأضافت "كما بحث الجانبان سبل تعزيز العلاقات بين الإقليم والولايات المتحدة بما يسهم في توطيد الأمن والاستقرار ويحقق المصلحة العامة للعراق وعموم المنطقة".

أوضحت الرئاسة أن نائب الرئيس الأميركي أكد على "أهمية التحالف بين واشنطن وإقليم كردستان". وقال "باسمي وباسم الرئيس ترمب نؤكد على دور الكرد كحلفاء مهمين للولايات المتحدة في المنطقة".

وقد أشارت الرئاسة إلى أنه خلال الاجتماع جرى "التأكيد على مواصلة دعم الولايات المتحدة لقوات البيشمركة في إطار جهود محاربة الإرهاب المتمثل في تنظيم داعش، والذي لا يزال يمثل تهديدًا جديًا".&

من جانبه، اعتبر ائتلاف النصر بزعامة رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي زيارة بنس إلى قاعدة عين الأسد وأربيل إخلالًا بالسيادة العراقية.

ودان الائتلاف "الزيارة المخلة بالسيادة والتي قام بها نائب الرئيس الأميركي مايك بنس".. مشيرًا إلى انه "يُذكِر أن بغداد هي عاصمة العراق، وليست أربيل". وشدد على رفضه "قبول الحكومة العراقية بترتيبات هذه الزيارة التي اقتصرت على قاعدة عين الأسد وأربيل".. مشيرًا إلى أن "قضايا السيادة الوطنية ليست ملكًا لأحد ليضحّي بها، وكان الأولى رفض الزيارة إن لم تراعِ سيادة الدولة العراقية".

المتظاهرون يرفضون قانون الانتخابات العراقية الجديد

وكان الرئيس الأميركي دونالد ترمب قد قام في أواخر العام الماضي بزيارة سرية إلى العراق، وزار قاعدة عين الأسد الأميركية في محافظة الأنبار الغربية، كما زار وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو بغداد في الثامن من مايو الماضي التقى خلالها مع رئيس الوزراء عادل عبد المهدي.&

مليونيات الجمعة المقبل بشعار "نازل أسحب شرعيتكم"
دعا معتصمو ساحة التحرير في بغداد، محافظات العراق من الشمال إلى الجنوب إلى تنظيم وقفة مليونية الجمعة المقبل لسحب الشرعية من الأحزاب تحت شعار "نازل أسحب شرعيتكم".

قال المعتصمون في بيان "اجتمعت قوى الظلم في قصور الظلام، واتفقت على إصلاحات وتوقيتات لترقيع ثوب الحكومة الممزق بدماء الشهداء وأنين الجرحى من المتظاهرين. وعلى الرغم من أن إجماع التظاهرات الشعبية على ضرورة إقالة حكومة القنّاصين أولًا قبل أي إصلاح وتفاوض، إلا أن الكتل السياسية الفاسدة تصر على تمسكها بالحكومة، وبذلك تصر السلطة على قتل المتظاهرين وقمعهم وترويعهم بالخطف والاعتقال والتهديد".

أضافوا "كما اجتمع الفاسدون على باطلهم فقد اجتمع المعتصمون على حقهم ووحدوا كلمتهم في وجه الفساد وأهله وعاهدوا بعضهم على المضي بالاعتصام حتى يعود الوطن الذي أراده الشهداء".. واعتبروا "لقاء عددٍ من الشيوخ برئيس الحكومة الأربعاء، وهي المسؤولة عن قتل إخواننا، فعلًا قبيحًا، واستهانةً فاضحةً بتضحيات أبطال هذهِ الانتفاضة، لكن هذه السقطة لا تُحسب على جميع عشائرنا الأصيلة، وها هم شيوخنا الأفاضل يعتصمون مع أبنائهم ويُساندونهم ويقفون خلف مطالبهم، فمن شاء أن يسقط في وحل القتلة فليسقط مع السلطة، ومن شاء أن يرتقي إلى صف الشرف، فليلتحق بالأحرار"، كما أشاروا في البيان الذي نقلته وكالة "بغداد اليوم" وتابعته "إيلاف".

وبيّن المعتصمون أن "السلطة وأحزابها تتبجح بشرعيتها من خلال صناديق الانتخابات المزوّرة والتي قاطعها معظم العراقيين، وندعو كل أبناء شعبنا العراقي في جميع محافظاتنا العزيزة من الجنوب إلى الشمال إلى وقفة مليونية تَسحب هذهِ الشرعية "الباطلة" من كل أحزاب السلطة في يوم الجمعة المقبل 29 نوفمبر الحالي، رافعين شعار نازل أسحب شرعيتكم".

ودعا المعتصمون العراقيات والعراقيين إلى "رفع الأعلام العراقية في ساحات الاعتصام وفي الشوارع والمناطق والمنازل في الأسواق والحدائق العامة، وعلى السيّارات والتكاتك ليتوشح عراقنا العظيم بعلمهِ كسرًا لشرعية الفاسدين وإعلانًا لرفض الحكومة وإصلاحاتها ومن يقف خلفها".

وكان قادة 12 حزبًا سياسيًا عقدوا اجتماعًا موسعًا في بغداد في 18 من الشهر الحالي بحثوا خلاله التطورات الجارية في العراق وأصدروا توصيات لا جديد فيها حول مطالب الإصلاح التي ينادي بها المواطنون في محاولة على ما يبدو لكسب الوقت ما عدا إمهالها الحكومة 45 يومًا لإنجاز الإصلاحات وبعكسه ستصوّت على إقالتها.

يشار إلى أن احتجاجات غاضبة قد تفجرت في العاصمة العراقية وتسع محافظات وسطى وجنوبية في 25 من الشهر الماضي سرعان ما توسعت بانضمام ملايين الطلبة والعمال والمحامين والمعلمين والأطباء والمهندسين للمطالبة بمكافحة الفساد والبطالة، ثم تحوّلت إلى دعوات إلى إسقاط النظام والعملية السياسية القائمة على المحاصصة واجهتها السلطات بالعنف المفرط، ما تسبب في مقتل حوالى 400 متظاهر وإصابة أكثر من 16 ألفا آخرين.


&