إيلاف: فيما استمر قطع الجسور والطرقات في محافظات عراقية جنوبية حيث قتل 3 متظاهرين فيها خلال الساعات الاخيرة فقد اعتبر عبد المهدي ما يشهده العراق حاليًا من اضطرابات هزة كبيرة فيما تم تحرير ضابط كبير في الداخلية من الاختطاف وهدد قائد عسكري آخر بالاستقالة.

واعتبر رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة عادل عبد المهدي في كلمة امام اجتماع حكومته الاسبوعي وبثها مكتبه الاعلامي الاربعاء وتابعتها "إيلاف" ما يحدث في العراق من احداث حاليا هو هزة كبيرة محذرا من الفتنة منوها بأن الاحتجاجات ترافقها عمليات حرق وبث للعنف، لذا لا بد من حماية النظام من الاعتداءات. وحذر من "انهيار للنظام وصِدام أهلي خطير" مع استمرار التظاهرات الجارية في البلاد واعمال العنف المرافقة لها.

ونوه بان "هناك من يحمل السلاح ومن يقتل ولا يمكن ان نقف امام ذلك من دون معالجة، فواجبنا حفظ النظام مثلما نحمي المتظاهرين، ولا يمكن للدولة الا ان تدافع عن حق المواطنين". وشدد على ان أي شخص يقوم بقطع الطرق والجسور والحرق والتأثير على عمل الوزارات والمدارس ودوائر الصحة يجب ان يحاسب على هذه الاعمال، ولا يمكن السكوت عن مثل هذه الامور".

واوضح ان هناك حراكا في الحكومة والبرلمان لتصحيح العديد من المسارات السياسية من دون الافصاح عن طبيعة هذا الحراك. واشار الى ان حكومته شرعت بتشكيل قوات حفظ النظام وجهزتها بمعدات خاصة لحماية التظاهرات مشيرا الى ان السلطات منوها بوجود مظاهر عنف وتهديدات من قبل ملثمين مجهولين.. مقرا بوجود اخطاء في النظام السياسي مستدركا بالقول "لكن هناك اعتداءات على النظام العام ستؤدي الى صدام خطير، لذا يجب متابعتها وتطبيق القانون ازاءها.. مدّعيًا ان القوات الامنية كانت دائما في موقف الدفاع متجاهلا قتل اكثر من 400 متظاهر وجرح 16 الفا اخرين.&

واوضح عبد المهدي ان القضاء اطلق سراح 2500 موقوف والمتبقي 240 معتقلا هم من الموقوفين على ذمة قضايا جنائية وسيطلق سراحهم بعد اكمال الاجراءات القانونية بحقهم.

واشار الى ان "الناس تريد ان تعود الى مصالحها لانها تضررت كثيرا، والدولة لا يمكن ان تبقى مكتوفة الايدي امام مثل هذه الامور وإلا سينهار النظام العام، واذا انهار النظام العام فهذه خسارة للجميع، لانه سيحدث هناك صِدام اهلي خطير".

عبد المهدي مترئسًا الاجتماع الاسبوعي لحكومته&

وشدد على ان "التغيير لا يجري عن طريق التهديد ومنع شركات النفط والموانئ من العمل وتعطيل الدراسة والجامعات وقطع الطرق" .. وقال ان "على من يريد التغيير اللجوء الى كل الوسائل القانونية لانها تسمح بذلك وعليه الضغط بشدة لتغيير القوانين".
واكد عبد المهدي تصميمه على فرض القانون الى جانب احترام حقوق المتظاهرين والاعلام "لكن لانسمح بالتستر بالتظاهر والحرية للاعتداء على الحقوق الاخرى". &&

قطع طرق وجسور واعتصامات ومقتل 3 محتجين في الجنوب&
واليوم الاربعاء استمر غلق المتظاهرين للجسور والطرق الرئيسة في محافظات جنوبية عدة حيث ادت المصادمات مع القوات الامنية الى مقتل ثلاثة متظاهرين خلال الساعات الاخيرة.

وفي البصرة اقدم محتجون على قطع جميع الطرق الرئيسة والجسوري في عاصمتها البصرة ما تسبب في شلل الحركة في المدينة.
وفي كربلاء اغلق المحتجون الشوارع المهمة في المدينة والطريق الذي يربطها بمحافظة بابل المجاورة بالاطارات المحروقة. كما انذر المحتجون السلطات اسبوعًا لاقالة قائد الشرطة فيها، بينما اعلنت عشائرها العصيان العام غدا وغلق موانئ المحافظة واداراتها.

وفي محافظة ذي قار اغلق المحتجون ثلاثة جسور وطرقا رئيسة في عاصمتها الناصرية لليوم الثالث على التوالي بسبب عدم استجابة السلطات لمطاليبهم. كما تجددت الاعتصامات في ساحة الحبوبي في وسط المدينة وامام شركة نفط ذي قار حيث نصب الخريجون خياما لاعتصامهم.

وشهدت مدينة النجف الجنوبية مقر مراجع الشيعة الكبار يتقدمهم اية الله علي السيستاني الليلة الماضية اضطرابات قطع خلالها المحتجون عددا من الشوارع واحرقوا كابينات المرور في حي المعلمين.

كما جرت مصادمات بين المحتجين والقوات الامنية في هذا الحي تم خلالها احراق احدى العجلات العسكرية. وقد ارغم تدهور الاوضاع الامنية في النجف بهذا الشكل الخطير الفريق علي الهاشمي قائد عمليات الفرات الاوسط الى التوجه الى النجف حاملا صلاحيات حاكم عسكري اوسع من صلاحيات المحافظ.

واليوم ايضا اعلن محافظا ذي قار والمثنى الجنوبيتين تعطيل الدوام الرسمي الاربعاء والخميس "حفاظا على السلم الاهلي وتفويت الفرصة على بعض المغرضين الذين يحاولون الاعتداء على مؤسسات الدولة".

وفي مدينة السماوة اندلعت اشتباكات بين المتظاهرين والقوات الامنية اسفرت عن عشرات الاصابات في صفوف الطرفين.
والاربعاء اعلنت المفوضية العراقية العليا لحقوق الانسان عدد القتلى والجرحى من القوات الامنية للفترة من الاول من الشهر الماضي وحتى العاشر من الشهر الحالي.&

وقال عضو المفوضية علي البياتي في بيان ان عدد قتلى وجرحى القوات الامنية خلال المصادمات مع المتظاهرين في بغداد ومحافظات الجنوب بلغ 2540 عنصرا امنيا، فيما وصل عدد الممتلكات العامة والخاصة المتضررة خلال الفترة نفسها الى 254 مبنى.

تحرير ضابط كبير في الداخلية من مختطفيه
واعلن في بغداد اليوم عن تحرير ضابط كبير برتبة لواء في وزارة الداخلية من خاطفيه المسلحين في العاصمة بغداد.
وأكد وزير الداخلية ياسين الياسري تحرير مدير المعهد العالي اللواء المختطف ياسر عبد الجبار موضحا إن "قوة برئاسة مدير مكافحة الإجرام تمكنت من تحرر اللواء المختطف ياسر عبد الجبار مدير المعهد العالي في الوزارة بعد مباغتة ومصادمة مع المجموعة الخاطفة في منطقة زراعية نائية ومهجورة خارج العاصمة بغداد.&

وكان القائد العام للقوات المسلحة عادل عبد المهدي أعلن في وقت سابق ان كاميرات المراقبة سجلت في 12 من الشهر الحالي اختطاف اللواء عبد الجبار في وضح النهار وفي منطقة الجادرية وسط بغداد واقتياده إلى جهة مجهولة معتبرا ذلك جريمة يعاقب عليها القانون. &
&
وكان مسلحون مجهولون يستقلون سيارات دفع رباعي حديثة أختطفوا في 11 من الشهر الحالي الثاني الجاري عميد المعهد العالي للتوير الامني والإداري التابع لوزارة الداخلية.. فيما تم توجيه اتهامات الى ميليشيا عصائب اهل الحق الموالية لايران باختطافه لرفضه ضم مجموعة من عناصرها لاحدى الدورات التدريبية للمعهد خلافا للتعليمات لانهم غير مؤهلين لمثل هذه الدورات.

قائد شرطة محافظة بابل يهدد بالاستقالة
هدد قائد شرطة محافظة بابل (100 كم جنوب بغداد) اللواء علي الزغيبي الاربعاء باستقالته من منصبه اذا استمر تدهور الاوضاع في المحافظة محذرا من إنحراف التظاهرات الى ما لا يحمد عقباه.

واشار الزغيبي في بيان تابعته "إيلاف" الى ان ما يقارب الشهرين انطلقت التظاهرات في عموم العراق ومنها بابل التي تميز ابناؤها بعمق انتمائهم التاريخي والثقافي، وحافظوا مع اخوتهم في الأجهزة الامنية على سلامة ابنائهم ومحافظتهم، الا من بعض الحالات.. مستدركا بالقول "الا انه ومع الأسف الشديد وفي اليومين الأخيرين خرجت مجموعة لتحرف التظاهرات عن مسارها السلمي وتتعرّض إلى كل البابليين بالتضييق عليهم بقطع الطرق والجسور واستهداف الأجهزة الامنية مستعينة بذلك بتغطية اعلامية غير منصفة ومنحازة، وكان هناك من يسحب الأمور باتجاه اراقة الدماء واستباحة الممتلكات العامة والخاصة بعنوان التظاهر ووصل الأمر إلى التعرّض طيلة ليلة كاملة على مقر مؤسسة أمنية".

اضاف انه مع ذلك لاتزال المؤسسة الامنية متمسكة بضبط النفس والصبر على الأذى الكبير الذي تتعرض له بالهجوم المباشر عليها تارة وبعدم الإنصاف وانكار دورها وظلمها من قبل الماكنة الإعلامية تارة أخرى.

قال "ولكل هذا كنت شخصيًا أتجرع المر في سبيل المحافظة على الهدوء وضبط إيقاع الأجهزة الامنية حرصًا على بابل واهلها الطيبين مستعينًا بالطبع بمعاونة الخيرين من أهالي بابل وأخوتي في المؤسسة الامنية". وخاطب مواطني المحافظة قائلا "لكن يا أهلي الطيبين الصبر له حدود، وأنا أبقى بكل المقاييس بشر، ولست شيئا آخر، ولست مستعداً ان يذكر اسمي شريكا في أي قطرة دم تراق بدون وجه حق من ابناء وطني في بابل أو غيرها".

وطالب الزغيبي "الاحرار في ساحات التظاهر وكل من له دور في هذه المحافظة بأن يعيننا على عدم السماح بجر التظاهرات إلى ما لا يحمد عقباه وفي حال تخلي الخيرين عن دورهم في تصحيح مسار التظاهرات وإعادتها إلى وضعها السلمي فاني اجد نفسي مضطرًا إلى تقديم طلب إعفائي من المنصب وليأتي من يعرف كيف يسيس اموركم ويتعامل مع تظاهراتكم وتعرفون جميعا من يتربص لذلك وينتظر الفرصة لينقض على سلميتكم".


&