أسامة مهدي: كشف خبير أمني عراقي عن توجيه الولايات المتحدة تحذيرا وصفه بالمميت الى الحكومة العراقية في حال تكرار استهداف معسكراتها في العراق واكد ان منفذي اغتيالات الناشطين مرتبطون بالاحزاب.. فيما تسلم الرئيس العراقي اسماء مرشحين لرئاسة الحكومة الجديدة.

وقال الخبير الامني المحلل السياسي هشام الهاشمي ان واشنطن وجهت لسلطات بغداد تحذيرا من ردة فعل مميتة في حال تم استهداف مواقعها العسكرية في العراق وابلغتها انه ستكون في المرة المقبلة ردة فعل مميتة او عمليات عسكرية من الجانب الأميركي ضد استهداف المعسكرات الاميركية في العراق.

وأضاف أن واشنطن كشفت لبغداد امتلاكها معلومات عن الجهة التي قامت بعمليات قصف قواعدها ومنشأتها في العراق وحتى أسماء الأشخاص الذين نفذوها وطلبت من الحكومة تبليغ تلك الجهات بردة فعلها المتوقعة.. موضحا ان الاستخبارات العراقية لديها معلومات اكثر دقة عن الجهات التي استهدفت تلك المعسكرات.

واشار الهاشمي الذي كان يتحدث في مقابلة مع قناة الفرات الفضائية الليلة الماضية تابعتها "إيلاف" الى ان الفوضى تسمح للكثيرين بفتح الابواب من الداخل للدول تحت مسميات عدة وغيرها وأميركا تسعى لإيجاد من يفتح لها الباب من الداخل العراقي.

منفذو اغتيالات الناشطين مرتبطون بأحزاب

وأضاف الهاشمي قائلا "منذ أكتوبر الماضي تتعرض الكوادر الوسطية الفاعلة في ساحات التظاهرات الى عمليات اغتيال وهو عمل منظم وراءه جماعة لم تأت&طارئة بل مسنودة وتتحرك بمنتهى السهولة والانسيابية.. موضحا ان هذه المفارز الإرهابية التي تقوم بالجرائم تمتد مع أحزاب سياسية هزمتها التظاهرات وعملياتها ليست تصفية حسابات بل قتل ممنهج للكوادر الوسطية التي تربط الطبقة الرئيسية بساحات التظاهر.

وبين أن الملف الأمني قد خسر الكثير من ثقة الجمهور ابتداء من جرائم جرت في ساحة الطيران والتحرير ومول النخيل وساحة الحمزة في العامة بغداد.. وكذلك حينما تم تجريد القوات الأمنية من السلاح فاستخدمت اسلحة رديئة وهي قنبال الغاز المسيل للدموع فزادت العلاقة سوءًا وكانت الموجة الأولى من الضحايا في اكتوبر&140 قتيلا من المحتجين و9 من القوات الأمنية ثم 285 قتيلا آخر خلال الاسابيع الاخيرة.. عادا ذلك نقطة خطيرة جدا من قوات منزوعة السلاح.

ونوه إلى "وجود منهجية واضحة في عمليات الاغتيال بدأت برسائل على موقع التواصل الاجتماعي ثم فبركات وتهديد مباشر ثم خطف واغتيال، فالمنفذون يريدون بهذا الفعل ارجاع المتظاهرين بكل طريقة الى منازلهم وتشويه سلميتهم".

وأمس عبر وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر لرئيس الوزراء العراقي المستقيل عادل عبدالمهدي خلال اتصال هاتفي عن استياء بلاده من استهداف منشأتها في العراق مشددا على ضرورة اتخاذ إجراءات لإيقاف تعرضها للقصف.

مبنى السفارة الأميركية في بغداد

وكشفت خلية الإعلام العراقية في التاسع من الشهر الحالي عن سقوط 4 صواريخ كاتيوشا على معسكر بمحيط مطار بغداد الدولي يأوي جنوداً ودبلوماسيين أميركيين ما أدى الى إصابة ستة مقاتلين بجروح في هجوم هو الثالث من نوعه منذ بداية الشخر الحالي حيث أعلنت الخلية في الثالث من الشهر سقوط خمسة صواريخ داخل قاعدة عين الأسد في محافظة الأنبار دون خسائر تذكر وبعدها بيومين أكدت سقوط صاروخين كاتيوشيا على قاعدة بلد الجوية بمحافظة صلاح الدين أيضاً بعدما جرى استهداف المنطقة الخضراء مؤخراً بعدة هجمات.

واعتبر هجوم التاسع من الشهر هو التاسع من نوعه خلال ستة أسابيع ضد قواعد تضم عسكريين أمير كيين أو السفارة الأميركية في المنطقة الخضراء الشديدة التحصين وسط بغداد.
&وكان وزير الخارجية الاميركي مايك بومبيو قد دان الجمعة الماضية الهجوم الذي استهدف مقرا عسكريا اميركيا بمحيط مطار بغداد الدولي متوعدا في الوقت ذاته ايران ووكلاءها في العراق برد حاسم في حال تعرضها للأميركيين او شركاء واشنطن في العراق.

ومن جهته، أكد مصدر أمني عراقي أن رتلا من الناقلات العسكرية الاميركية قد توجه الى المنطقة الخضراء المحصنة في العاصمة العراقية بغداد أمس.

وقال المصدر إن قوة عسكرية تتألف من 15 ناقلة تحمل عجلات همر من نوع (هامفي) متنوعة زيتوني مع الاعتدة والاسلحة الاميركية قد توجهت الى المنطقة الخضراء وهي تحمل تصريحا بالدخول للمنطقة المحصنة والتوجه الى سفارة الولايات المتحدة الاميركية من دون توضيح المكان الذي قدمت منه تلك الناقلات العسكرية.

وكانت المنطقة الخضراء المحصنة وسط بغداد والتي تضم مباني الرئاسات الثلاث والبرلمان العراقي ومؤسسات حكومية حساسة اضافة الى السفارات والبعثات الدبلوماسية للدول قد تعرضت خلال الايام القليلة الماضية الى قصف ادى الى سقوط عدد من الصواريخ بالقرب من مبنى السفارة الاميركية في المنطقة.

الرئيس صالح تسلم أسماء مرشحين لرئاسة الحكومة الجديدة

وحول المداولات لترشيح رئيس للحكومة العراقية الجديدة فقد كشفت مصادر سياسية مطلعة عن تسلم الرئيس العراقي برهم صالح قائمة تضم عددا من الاسماء للمنصب.

وقالت إن الرئيس صالح قد يذهب لتكليف مرشح رئيس الوزراء بعيدا عن تسمية الكتلة الاكبر عددا.. موضحة ان الكتلة الأكبر انتهت بعد ترشيح عادل عبد المهدي لمنصب رئيس الوزراء منتصف العام الماضي.

واضافت المصادر ان صالح تسلم قائمة تضم عددا من الاسماء المرشحة ابرزها : محمد شياع السوداني واسعد العيداني ومصطفى الكاظمي".. كما نقلت عنها وكالة الانباء العراقية الرسمية وتابعتها "إيلاف" ان صالح تسلم ايضا اسماء مرشحة من قبل المتظاهرين ابرزها القاضي رائد جوحي.

وأشارت إلى أن هذه الاسماء قابلة للتغيير حسب المتغيرات وتوافق الكتل السياسية.. منوهة الى ان رئيس الجمهورية سيكلف شخصية لرئاسة الحكومة يضمن مقبوليتها والتصويت عليها في مجلس النواب.

وأضافت المصادر أن رئيس الحكومة المستقيل عادل عبد المهدي ابلغ رئيس الجمهورية بأن آخر موعد حكومة تصريف الاعمال هو يوم الخميس المقبل.

&ويوم أمس طلب اكثر من نصف النواب العراقيون وبما يشكلون الكتلة النيابية الاكبر من رئاسة البرلمان التصويت على قرار بترشيح شخصية مستقلة لرئاسة الحكومة الجديدة تحظى بقبول المتظاهرين ما يعني حرمان الكتل الحزبية من هذا الترشيح.

ووجه 173 نائبا عراقيا ينتمون الى مختلف القوى والاحزاب السياسية مذكرة الى رئاسة البرلمان يطلبون فيها التصويت على قرار يلزم الرئي العراقي برهم صالح بترشيح شخصية وطنية مستقلة وليست من مزدوجي الجنسية لرئاسة الحكومة العراقية الجديدة.

ودعا الرئيس صالح البرلمان الى تحديد الكتلة البرلمانية الاكبر التي يحق لها ترشيح رئيس للحكومة الجديدة لكنّ مصدرا برلمانيا اشار الى ان رئاسة البرلمان قد اكدت انه لم يتم خلال الجلسة الاولى للبرلمان العراقي التي انعقدت بعد الانتخابات الاخيرة في مايو&الماضي تسجيل أي كتلة على أنها الاكبر.

يشار الى ان كتلة سائرون المدعومة من زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر هي الاكثر عددا في البرلمان ولها 56 نائبا يليها تحالف الفتح بزعام رئيس منظمة بدر هادي العامري وهو الجناح السياسي لمليشيات الحشد الشعبي وله 51 نائبا من مجموع عدد نواب البرلمان الحالي البالغ 329 عضوا.

وكان تحالف سائرون قد قدم في الثالث من الشهر الحالي مذكرة الى الرئيس صالح يعلن فيها تنازله عن استحقاقه الانتخابي باعتباره الكتلة الاكبر بحسب الدستور الى المتظاهرين، وذلك بعد استقالة عبد المهدي، ويؤكد فيها ان "الشعب هو الكتلة الاكبر وان خيارات ساحات التظاهر السلمي هي خياراتنا".