كان التوتر بين دول الخليج وإيران من السمات الكبرى التي طبعت عام 2019، فما هي أبرز المواقف العربية من إيران في العام المنصرم؟.

إيلاف: جاءت الأزمة التي شهدها عام 2019 نتيجة لتصعيد التوترات العسكرية بين إيران والولايات المتحدة عقب نشر الرئيس الأميركي دونالد ترمب قوات عسكرية في الخليج العربي، إثر كشف معلومات استخباراتية عن قيام إيران وحلفائها بحملة تستهدف القوات الأميركية ومصالح واشنطن في الخليج العربي والعراق.

جاء ذلك عقب تصاعد التوتر السياسي بين البلدين خلال فترة رئاسة ترمب، وهي الفترة التي شهدت انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي، وفرض عقوبات جديدة على إيران، واعتبار الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية، وهي أمور ردت عليها إيران بتصنيفها القيادة المركزية الأميركية منظمة إرهابية.

في ما يأتي أبرز المواقف العربية من إيران في عام 2019:

دعوة الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز قادة دول مجلس التعاون الخليجي وقادة الدول العربية إلى عقد قمتين، خليجية وعربية، طارئتين في مكة يوم 30 مايو، على خلفية الاعتداءات على محطتي ضخ للنفط في السعودية وسفن قرب سواحل الإمارات.

تعامل دولة الإمارات العربية المتحدة مع الهجوم الذي استهدف 4 سفن تجارية، بينها ناقلتا نفط تابعتان لشركة أرامكو السعودية، قرب ميناء الفجيرة في خليج عمان يوم 12 مايو، على أنه "هجوم تخريبي" شنته إيران.&

إبلاغ الإمارات، بدعم من النروج والسعودية في 6 يونيو، مجلس الأمن أن هجمات 12 مايو تحمل بصمات "عملية متطورة ومنسقة" وقفت إحدى الدول وراء تنفيذها على الأرجح، من دون التطرق إلى الجهة التي تعتقد ضلوعها في ذلك، على الرغم من أن الحديث كله كان يوجّه أصابع الاتهام إلى إيران.

على الرغم من تمادي إيران في تهديد أمن دول الخليج، صدرت دعوى أطلقها مندوب السعودية لدى الأمم المتحدة في نهاية يوليو لإجراء محادثات مع إيران، وهي الدعوى التي رحّب بها الجانب الإيراني من منطلق أنها تمهد إلى استقرار وأمن دول المنطقة، لاسيما أن طهران تحترم العلاقات الثنائية، بحسب الإعلان الإيراني.

إصدار وزارة النفط العراقية بيانًا تؤكد من خلاله أن لا علاقة لها بناقلة النفط التي احتجزتها إيران في الخليج بدعوى تهريب وقود، وتأكيد الوزارة في هذا الشأن أن صادراتها تقتصر على النفط الخام والمنتجات النفطية المعلنة وفق السياقات والآليات، في ما يُحسب نأيٌ للعراق بنفسه عن الأساليب التخريبية الإيرانية.

عرض السعودية في 18 سبتمبر أدلة مادية تثبت تورط إيران في الهجمات التي شُنت على منشآت نفط سعودية في بقيق وخريص، وهو العرض الذي أتى موثقًا بالبراهين، ما يدعم الاتهام السعودي – الخليجي لإيران بالسعي إلى زعزعة أمن المنطقة.

صدور تقارير عربية ودولية تحدثت عن احتمال قيام الرياض (أو واشنطن) برد عسكري على الهجوم الذي استهدف المنشأتين النفطيتين السعوديتين، وأتى رد إيران على لسان وزير خارجيتها محمد جواد ظريف، مؤكدًا أن بلاده تأمل تجنب الصراع، لكنها مستعدة لأي سيناريو عسكري.

ظهور بوادر انفراج في موجة التصعيد المتزايدة بين الرياض وواشنطن بعد تلميحات من الجانبين تبشّر باتخاذ بعض الخطوات نحو إجراء محادثات غير مباشرة لمحاولة الحدّ من التوترات التي جعلت الشرق الأوسط على شفا الحرب، تبعًا لتصريحات نقلتها نيويورك تايمز عن مسؤولين من دول عدة تشارك في تلك الجهود.

دعوة الإمارات إلى ضرورة قبول إيران الجلوس على طاولة المفاوضات مع القوى العالمية ودول الخليج بغية صياغة اتفاق جديد من شأنه إزالة التوترات الإقليمية وإنعاش اقتصادها، إلى جانب القيام بتحركات ثنائية هدفها الحدّ من التوترات وإطلاق الدعوات إلى تجديد أوجه التعاون بين أبو ظبي وطهران لتحسين العلاقات.

هيمنة التوتر على الأجواء في كل من لبنان والعراق على خلفية الحراك الشعبي الحاصل أخيرًا في كل منهما مع تشوش الصورة ودفع الفصائل القوية الموالية لإيران في كلا البلدين نحو قمع هذه الاضطرابات السياسية التي تحدّ نفوذ طهران الراسخ هناك.
&