حثت بريطانيا، كلا من إيران والولايات المتحدة على إيجاد حل سلمي للتوترات المتصاعدة، بينما حذر الرئيس الإيراني، حسن روحاني، في اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء البريطاني، الولايات المتحدة من عاقبة ارتكاب أخطاء أخرى.

وقال الرئيس الإيراني، خلال اتصال هاتفي برئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون استمر نحو 20 دقيقة، بأنه: "إذا ارتكبت أميركا خطأ آخر، فسوف تتلقى ردا خطيرا للغاية".

وأضاف روحاني: "السبب الرئيسي لانعدام الأمن في الآونة الأخيرة هو انسحاب الولايات المتحدة بشكل غير قانوني من الاتفاق النووي، لقد فرضوا عقوبات على المواد الغذائية والدواء لمدة عامين وارتكبوا جريمة كبرى باغتيال سليماني".

وأكد روحاني أن "طهران تبقى ملتزمة بتعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية وستواصل الوكالة مراقبة أنشطة إيران النووية كما كان من قبل".

ومن جهته، دعا رئيس الوزراء البريطاني، طهران إلى التهدئة، ومحاولة البحث عن حلول سلمية في التوتر القائم مع واشنطن حفاظا على الأمن والاستقرار الدوليين، مؤكدا ان لندن ستعمل ما في وسعها في هذا الاتجاه مع مختلف الأطراف.

لقاء راب - بومبيو

وفي إطار التحرك البريطاني، ذكرت مصادر دبلوماسية الليلة الماضية أن وزير الخارجية دومينيك راب حث الولايات المتحدة وإيران على إيجاد حل سلمي للتوترات المتصاعدة عندما التقى بنظيره الأميركي مايك بومبيو في واشنطن.

وجاء لقاء راب وبومبيو في واشنطن بعد أسبوع من الدراما في الشرق الأوسط أثارها اغتيال الجنرال الإيراني قاسم سليماني في بغداد.

وقالت المصادر إن السيد راب كرر موقف رئيس الوزراء بوريس جونسون خلال اتصاله مع الرئيس الأميركي بضرورة العمل بشكل سريع وعاجل لتجنب المزيد من الصراع.

وقالت المصادر إنه من المتوقع أن يستخدم السيد راب الاجتماع للتأكيد على أنه لا يزال هناك حل سلمي إذا كانت جميع الأطراف مستعدة للدخول في محادثات ذات مغزى.

وكان من المتوقع أن يكرر أنه في الوقت الذي ترى فيه المملكة المتحدة وجهاً لوجه مع الولايات المتحدة حول الحاجة إلى منع إيران من تطوير أسلحة نووية وطهران لإنهاء "السلوك الشنيع" في المنطقة، إلا أن المزيد من التصعيد لا يخدم مصلحة أحد.

الهجمات الصاروخية

وخلال الاجتماع، دان وزير الخارجية البريطاني الهجمات الصاروخية الإيرانية يوم الثلاثاء على قاعدتين عسكريتين في العراق تستخدمان من جانب قوات أميركية وبريطانية.

ووصف راب الهجمات على قاعدة حرير في أربيل في شمال العراق وقاعدة عين الأسد في جنوب العراق بأنها "متهورة" و "خطيرة"، مضيفًا: "الحرب في الشرق الأوسط لن تفيد سوى الجماعات الإرهابية".

وكان الوزير البريطاني دان الهجمات الصاروخية ضد القاعدتين، وحث إيران في بيان يوم الثلاثاء على عدم تكرار هذه الهجمات المتهورة والخطيرة، داعيا إلى خفض التصعيد. وأكد أن اندلاع حرب في الشرق الأوسط لن يستفيد منه سوى داعش وغيره من الجماعات الإرهابية.