ما هو وضع لبنان مع استمرار العمل على تأليف الحكومة وكأنها قطعة حلوى يتقاسمها السياسيون، وهل سيتجه لبنان إلى انهيار كامل مع استمرار أزمته ومع عجز الدولة في ما بعد على دفع الرواتب مع احتمال افلاس مصارف ومؤسسات؟.

إيلاف من بيروت: يتم العمل على تأليف الحكومة في لبنان وكأنها قطعة حلوى، وكأن السياسيين لم يتعظوا من ثورة المواطنين. في هذا الصدد يقول النائب السابق خالد زهرمان لـ"إيلاف" إن هذه الطبقة السياسية لم تستوعب ما يريده الشارع، الذي يطالب بحكومة من ناس تقنيين يفهمون في الشأن العام لإنقاذ البلد من الأزمة التي يتخبط بها، وحتى الساعة يتم الحديث عن استنسابية في تشكيل الحكومة ومحسوبية أيضًا، مع مستشارين للزعماء السياسيين، مع تلميع صورة الحكومة بأنها مشكّلة من تقنيين وهي في الحقيقة حكومة سياسية.

النجاح
هل سيكتب النجاح لحكومة دياب؟. يلفت زهرمان إلى أن موضوع الحراك بعد 17 أكتوبر يختلف عما قبله، وهذا العناد من الطبقة السياسية، وتجاهل مطالب الناس سيجعل الحكومة تتعثر في الإنطلاق، لأنها لا تُرضي مطالب الناس وتطلعاتهم.

نهوض
ما الذي يحتاجه لبنان من أجل النهوض مجددًا من أزمته؟. يجيب زهرمان إن عملية إنقاذ البلد تحتاج جهدًا كبيرًا لأننا أصبحنا في مرحلة قريبة من الإفلاس والإنهيار، نحتاج رؤية واضحة وفريقًا يستطيع وضع خطة من أجل تحسين الوضع الذي قد يحتاج سنوات، المطلوب أن نتناغم مع مطالب المجتمع الدولي الذي قد يساعدنا في هذه الأزمة، وهو أي المجتمع الدولي، وضع ضوابط وشروط في موضوع الإصلاحات، وقد اكتوى المجتمع الدولي من إلتفاف الطبقة السياسية على حقائق كثيرة.

سيتم ضخ أموال في لبنان، لكن بشرط الإصلاحات، إلا أن المرواغة والمماطلة مع الطبقة السياسية وعدم وضع إصلاحات تصب في مصلحة البلد، جعلت المجتمع الدولي يفقد الثقة بالطبقة السياسية، ويقول إنه غير مستعد للمساعدة.

وعلينا أن نشكل حكومة من الإختصاصيين لديها الحد الأدنى من الإستقلالية عن الطبقة السياسية، من هذا المنطلق يطالب الشارع بحكومة تقنيين مستقلة بالحد المسموح به كي تضع هذه الحكومة خطة إنقاذية بغضّ النظر عن مصالح الحزبيين، والمصالح الضيقة، وتضع الحلول على السكة.

انتخابات مبكرة
عن الحديث عن انتخابات نيابية مبكرة تنقذ الوضع يرى زهرمان أن هذا جزء من الحل، لكن هل نعتمد القانون الانتخابي نفسه؟. والقانون الانتخابي التي جرت الانتخابات على أساسه لم يكن ملائمًا فرأينا الطبقة السياسية التي أفرزها وبعدها الحراك المضاد، يجب بعد تشكيل الحكومة التفكير جديًا بوضع قانون انتخابي جديد وإجراء انتخابات نيابية مبكرة.

الفساد
أما هل يمكن لبنان فعليًا أن يحارب الفساد المتجذر في مجمل قطاعاته؟. فيؤكد زهرمان أن معالجة الفساد في لبنان أمر صعب جدًا، وتتم عن طريق تفعيل مؤسسات الدولة، وخصوصًا المؤسسات الرقابية، وتفعيل القضاء واستقلاليته، وهذا ليس من مصلحة الطبقة السياسية.

عملية التغيير تبقى أمرًا صعبًا، لكن لدينا أمل بالثورة التي تجري في لبنان، من الممكن أن تكون بادرة أمل في التغيير في العقلية السياسية وفي المسار في السبيل لبناء دولة المؤسسات.

الثورة
ما هي مآخذكم على الثورة وهل يكتب لها النجاح في تحقيق المطالب؟. يجيب زهرمان نستنتج مما جرى في اليومين الأخيرين أن الثورة يجب أن تحصّن نفسها أكثر مع وجود مندسين عاثوا فسادًا في المؤسسات، والثورة يجب أن تبقى حضارية كما كانت في السابق مضرب مثل في حضارتها في التعاطي. والمندسون هم من المتضررين من الثورة.

أي وضع اقتصادي يتجه إليه لبنان في حال استمرار الأزمة فيه؟ يجيب زهرمان أن لبنان سيتجه إلى انهيار كامل بكل ما للكلمة من معنى مع عجز الدولة على دفع الرواتب وإفلاس مصارف ومؤسسات، وحينها لا خيار آخر سوى أن الصندوق النقد الدولي والمؤسسات الدولية سوف تضع يدها على البلد، وتضع خطة لإنقاذ لبنان، وهذا ما شهدناه في دول أخرى، وحينها بدلًا من أن نضع الرؤيا التي تناسبنا، ستضع دول خارحية هذه الخطة للخروج من المأزق، وهو أمر مؤسف.