يعطي المعنيون في الشأن الإقتصادي مهلة مئة يوم لعمل الحكومة في لبنان، وبعدها تتم محاكمتها بالإيجابية أو السلبية، علمًا أن البيان الوزاري لتلك الحكومة بحسب المعنيين أخذ وقتًا طويلًا، وبنوده يجب أن تكون مختصرة.

إيلاف من بيروت: تستمر اللجنة المختصة في إعداد البيان الوزاري للحكومة. وأكّدت مصادر وزارية أنّ التوجّه لدى هذه اللجنة، هو إنجاز الصيغة النهائية للبيان، في مهلة لا تتجاوز السبت المقبل.

وأشارت إلى أنّ اللجنة في عملها تقارب في صياغتها الواقع الداخلي بكل المستجدات التي طرأت عليه منذ 17 أكتوبر الماضي، على أن تصل إلى خلاصات تضمّنها البيان، تستجيب كليًا لمطالب الحراك الشعبي، وكل ما تتطلبه الأزمة الاقتصادية والمالية، وترسم خريطة طريق العلاجات المطلوبة.

ولفتت المصادر إلى "أنّ مجلس النواب، وكما تبلّغت الحكومة، على جهوزية لعقد جلسة مناقشة البيان الوزاري والتصويت على الثقة بالحكومة، فور إقرار البيان الوزاري في مجلس الوزراء".

أشارت إلى "أنّ اللجنة إذا أنجزت مهمتها، السبت المقبل، فقد يُقرّ البيان في مجلس الوزراء، في مطلع الأسبوع المقبل، على أن يلي ذلك طبعه وإرساله إلى المجلس لتوزيعه على النواب قبل 48 ساعة من الموعد الذي سيتمّ تحديده لعقد الجلسة، والذي يُرجّح أن يكون بين منتصف الأسبوع المقبل، أو الثلاثاء من الأسبوع الذي يليه، في اعتبار أنّ يوم الاثنين سيكون يوم عطلة رسمية لمناسبة عيد شفيع الطائفة المارونية القديس مار مارون.

عن البيان الوزاري المرتقب، ما هي أهم نقاطه، وهل صفقة القرن ستؤثر على مضامينه، يرى الخبير الإقتصادي الدكتور لويس حبيقة في حديثه لـ"إيلاف" أن المهم عدم إكثار نقاط البيان رغم المشاكل الكبيرة والواسعة في لبنان، ولكن من غير الممكن حلها كلها، فالأجدى يكون بالتركيز على بعض الأمور من مشاكل أساسية يجب مواجهتها والموضوعات الأخرى يجب الإبتعاد عنها لمعالجتها لاحقًا.

محاربة الفساد
أما أهم الموضوعات الملحّة التي يجب أن تطرح، فيرى حبيقة أن معالجة الفساد تأتي في الصدارة، ومعالجة البنى التحتية من كهرباء مياه وطرق، والموضوع الإجتماعي من تعليم وأقساط، وموضوع الصحة، وبعدها إلى القطاعات الإنتاجية من زراعة وصناعة وسياحة.

وتتحدد الأهداف الأساسية للبيان حتى تتم محاسبة الحكومة بناء عليه.

صفقة القرن
يرى حبيقة أن صفقة القرن لم تكن مفاجئة لذلك لن يتأثر بها البيان الوزاري مباشرة في صياغته. ولن يمشي التوطين في لبنان ولن يتأثر لبنان سلبًا به، بل ستتوتر الأوضاع في الداخل الفلسطيني مع الإسرائيليين، ولبنان مشاكله كثيرة ولن يتأثر بصفقة القرن.

عن البيانات الوزارية السابقة هل كانت حبرًا على ورق أم شكلت فعلاً خارطة طريق، يرى حبيقة أن المهم ألا يكثروا الكلام والوعود، والبيانات الفضفاضة لن تمر، حتى إن عمر الحكومة قد لا يكون طويلًا. وما يشغل البال هو الإطالة في إصدار البيان والوقت الذي اتخذه.

ويلفت حبيقة إلى أن على حكومة دياب أن تخفف حدة المشاكل والانهيار الذي يعيشه لبنان، هناك نزف اقتصادي في لبنان، يجب معالجة الأمور والمطالب للحراك، لا يمكن غض النظر عنها.

يعطي حبيقة مهلة مئة يوم، وبعدها تتم محاسبة الحكومة إذا ما أخفقت أو نجحت. ويجب التعاطي إيجابًا مع الحكومة وبعد مهلة المئة يوم حينها قد تستمر الإيجابية أوتصبح سلبية.