كييف: يجري وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو محادثات في كييف الجمعة خلال أول زيارة له إلى أوكرانيا، الدولة التي تعد في صلب محاكمة الرئيس دونالد ترمب أمام مجلس الشيوخ الرامية إلى عزله.

والزيارة التي كانت مقررة في مطلع كانون الثاني/يناير وتم إرجاؤها بسبب التوترات في الشرق الأوسط، يتوقع أن تؤكد على الدعم الأميركي لأوكرانيا في نزاعها مع الانفصاليين المدعومين من روسيا، وأيضا في جهودها لاجتثاث الفساد.

وقال بومبيو للصحافيين الأربعاء "سأتحدث بشأن العمل المهم الذي ستواصل الولايات المتحدة وأوكرانيا القيام به بشكل مشترك لمكافحة الفساد داخل ذلك البلد".

وأضاف "ولضمان أن تقدم أميركا الدعم الذي يحتاج له الشعب الأوكراني كي تكون له دولة حرة ومستقلة". وجاءت تصريحاته على متن الطائرة التي أقلته إلى كييف مع توقف لمدة 24 ساعة في لندن.

وسيجتمع بومبيو بالرئيس فولوديمير زيلينسكي، الذي تتمحور حوله محاكمة تاريخية لترمب بتهم استغلال النفوذ وعرقلة الكونغرس.

ويقول فريق الادعاء الديموقراطي في المحاكمة الدائرة في مجلس الشيوخ إن ترمب حاول الضغط على كييف لمساعدته في تشويه صورة منافسه المحتمل في الانتخابات الرئاسية المقبلة، نائب الرئيس السابق جو بايدن.

وفي جوهر الفضيحة اتصال هاتفي في 25 تموز/يوليو حض فيه ترمب زيلينسكي على الإعلان عن فتح تحقيق يطال بايدن.

وترمب متهم بتعليق قرابة 400 مليون دولار من المساعدة العسكرية لأوكرانيا في الحرب في شرق البلاد، ومنع لقاء لزيلينسكي في البيت الأبيض ما لم يفتح التحقيق.

والمساعدة المالية والعسكرية الأميركية ضرورية جدا لكييف، ولذا تسعى أوكرانيا لعدم الانخراط في الحملة الأميركية ساعية للحصول على دعم من الحزبين الأميركيين الرئيسيين.

"بغاية الحذر"

يرى محلل السياسة الخارجية في مركز رازومكوف في كييف أن "بومبيو سيكون بغاية الحذر نظرا لمستوى حساسية المسألة"، فيما يتعلق بالضغط المفترض لترمب على الرئيس الأوكراني.

وامتنع بومبيو عن التعليق بشأن ما إذا كان يسعى لإثارة موضوع بايدن خلال الزيارة.

وقال بومبيو "لا أريد التحدث بشأن أشخاص معينين. المسألة لا تستحق العناء" مضيفا أنه سيناقش "التزام" زيلينسكي محاربة الفساد.

وتزايدت التساؤلات بشأن بومبيو العام الماضي عندما تبين أنه كان أحد مسؤولي الإدارة الذين استمعوا لمحادثات ترمب الهاتفية مع زيلينسكي في 25 تموز/يوليو.

والعام الماضي أقال ترمب السفيرة الأميركية لدى أوكرانيا ماري يوفانوفيتش، وانتقدها في المحادثة مع الهاتفية مع زيلينسكي.

وأخذ دبلوماسيون سابقون على بومبيو، الحليف الشرس لترمب، عدم الدفاع بقوة عن يوفانوفيتش لا في البيت الأبيض ولا علنا.

وأصبح موقف بومبيو من يوفانوفيتش موضوع خلافه مع صحافيين هذا الأسبوع فيما تم استبعاد مراسل للإذاعة العامة في الولايات المتحدة من طائرة بومبيو، بعد نقاش حاد بينه وبين صحافي آخر من الإذاعة.

وخلال زيارته سيلتقي بومبيو أيضا وزيرا الخارجية والدفاع الأوكرانيان، ورئيس الكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية المستقلة المتروبوليت يبيفاني ويطلع الصحافيين بعد محادثاته مع زيلينسكي.

وفي ساعة مبكرة السبت يواصل بومبيو جولته في المنطقة متوجها إلى بيلاروسيا ثم إلى كازاخستان وأوزبكستان بآسيا الوسطى.