لندن: في الساعة 11 من ليل الجمعة في لندن لم تدقّ ساعة بيغ بن الشهيرة لكونها تخضع للصيانة، لكنّ الآلاف من مؤيّدي بريكست احتشدوا أمام مبنى البرلمان، حيث احتفلوا على وقع التصفيق والنشيد الوطني بخروج بلادهم من الاتحاد الأوروبي.

قبل ثلاثين ثانية من حلول الساعة 11 ليلًا بالتوقيت المحلّي (منتصف الليل بتوقيت بروكسل) بدأ المحتشدون حول قصر ويستمنستر، مقرّ البرلمان البريطاني، العدّ التنازلي ليعلو في نهايته التصفيق والهتاف وصيحات الفرح مصحوبة بإطلاق بالونات في السماء وتبادل العناق.

ردّد مؤيّدو بريكست الذين رفعوا الأعلام البريطانية والإنكليزية كلمات النشيد الوطني "ليحفظ الله الملكة" التي عرضت أمامهم على شاشة عملاقة، قبل أن يطلقوا العنان للألعاب النارية.

قالت كارين أولرتون، المتقاعدة البالغة من العمر 65 عامًا، والتي جاءت من شمال إنكلترا خصيصًا للاحتفال بهذه المناسبة التاريخية "هذا أمر رائع للغاية".

أضافت هذه المرأة التي صوّتت منطقتها بقوّة لمصلحة بريكست في استفتاء 2016، لكونها تعتبر من أكثر المناطق المحرومة في البلاد، إنّ "التفاؤل يسود في كل مكان حولنا. يمكننا العيش معًا بسلام، وآمل أن يتم إبرام اتفاقات تجارية جيّدة" بين لندن وبروكسل.

أمّا رئيس الوزراء بوريس جونسون، الذي كان من أشدّ المؤيّدين لخروج المملكة من الاتحاد الأوروبي، فحاول أن يظهر بمظهر الشخصية الجامعة في بلد تسبّب فيه ملف بريكست بشرخ عميق. واحتفل جونسون بوقوع الطلاق بين بروكسل ولندن بحفل استقبال متواضع في داونينغ ستريت تميّز بالنبيذ الإنكليزي الفوّار والكانابيه الإنكليزية.

نظّم الحفل الجماهيري أمام مبنى البرلمان عتاة المتحمّسين لبريكست يقودهم نايجل فاراج الذي خسر بخروج بلاده من الاتحاد الأوروبي مقعده في البرلمان الأوروبي، لكنّه حقّق حلمه القديم.

قال فاراج في كلمة أمام الحشد إنّ "هذه أهمّ لحظة في التاريخ الحديث" للمملكة المتحدة، مضيفًا على وقع تصفيق شديد "لقد فعلناها (...) لقد انتصرت الديموقراطية".

وإذ كان عدد من مؤيّدي بريكست قد أحرقوا خلال النهار العلم الأوروبي، فإنّ الأجواء التي سادت احتفالات المساء تميّزت بالفرح والصخب.

قال جون موس (44 عامًا)، الذي جلب معه إلى الاحتفال زجاجة من النبيذ الفوّار، إنّه فرح ببريكست، "لكنّي لن أتوقّف عن شرب البيرة الألمانية!... نحن أحرار في الجانبين. يمكنهم تنفيذ مشروعهم الأوروبي".

أما كوري، اللندني البالغ من العمر 29 عامًا، فقال "أنا سعيد لأنّ الأمر تمّ.. إنّه لأمر محزن بعض الشيء، لأنّه كان بإمكان الاتحاد الأوروبي أن يكون أفضل، لو أنّه أولى مزيدًا من الاهتمام لدوله الأعضاء".