مراكش: ضمت القائمة القصيرة للروايات المرشحة لنيل الجائزة العالمية للرواية العربية 2020، في دورتها الثالثة عشرة، والتي أعلن عنها، الثلاثاء، بمراكش، 6 روايات: "حطب سراييفو" لسعيد الخطيبي (الجزائر)، الصادرة عن منشورات الاختلاف، و"الديوان الإسبرطي" لعبد الوهاب العيساوي (الجزائر)، الصادرة عن دار ميم للنشر، و"ملك الهند" لجبور الدويهي (لبنان)، الصادرة عن دار الساقي، و"الحي الروسي" لخليل الرز (سوريا)، الصادرة عن منشورات ضفاف، و"فردقان" ليوسف زيدان (مصر)، الصادرة عن دار الشروق، و"التانكي" لعالية ممدوح (العراق)، الصادرة عن منشورات المتوسط.

وطأة التاريخ

تميزت فعاليات المؤتمر الصحفي، الذي حضره كتاب ونقاد وإعلاميون مغاربة، بكلمات كل من رئيس لجنة التحكيم، الأديب والأكاديمي العراقي الدكتور محسن الموسوي، وأعضائها: الصحافي اللبناني بيار أبي صعب والمترجمة الروسية فيكتوريا زاريتوفسكايا والأديب الجزائري أمين الزاوي والإعلامية المصرية ريم ماجد؛ فضلا عن ياسر سليمان رئيس مجلس أمناء الجائزة، وفلور مونتانارو منسقة الجائزة.

أعضاء لجنة التحكيم بمراكش

وقال محسن الموسوي، رئيس لجنة التحكيم، في معرض تقديمه لعمل اللجنة، خلال المؤتمر الصحفي المخصص لإعلان النتائج والرد على استفسارات الإعلاميين، إن "الروايات المختارة تضم نخبة من النصوص المتنوعة أسلوبا ومادة، خرج أغلبها من حصار التقليد الذي يرافق الظاهرة الروائية، فيما تكاد تنشغل جميعا بوطأة التاريخ بماضيه وحاضره، لكنها لا تستعيد هذا التاريخ أو الواقع المعاصر تطابقا وإنما تواجهه بحدته لتثير عند القارئ الأسئلة عن مصير الإنسان العربي".

من جهته، تحدث ياسر سليمان، رئيس مجلس الأمناء، عن اختيار المغرب للإعلان عن القائمة القصيرة، مشددا على أن البلد يستحق ذلك، من منطلق أن أعمال الروائيين المغاربة استطاعت دخول القائمتين الطويلة والقصيرة للجائزة، كما فازوا بها، وبالنظر إلى الحضور المميز للنقاد المغاربة الذين شاركوا في لجن التحكيم، كما أن من الكتاب المغاربة من شارك أو يشارك في عضوية مجلس أمناء الجائزة، علاوة على دور الناشرين المغاربة في النشر والترويج للرواية العربية.

وبعد أن شكر للجنة التحكيم "عملها الجاد في قراءة ما تقدم من روايات"، تحدث سليمان عن روايات القائمة القصيرة التي تتنوع فيها آليات السرد والموضوعات والفضاءات التي تدور فيها أحداثها، زمانًا ومكانًا.

رئيس لجنة التحكيم الأديب والأكاديمي العراقي الدكتور محسن الموسوي

معطيات

اختيرت روايات القائمة القصيرة، والتي ستتنافس للفوز بالجائزة الكبرى التي تناهز قيمتها 50 ألف دولار ، من بين 16 رواية دخلت القائمة الطويلة، اختيرت بدورها من بين 128 رواية، صدرت ما بين يونيو 2018 ويوليو 2019.
ويحصل كل كاتب وصل إلى القائمة القصيرة على مبلغ 10 آلاف دولار ، فيما سيعلن عن الفائزة بالجائزة الكبرى من بين الروايات الست في حفل يقام يوم 14 أبريل المقبل في أبوظبي.

نكهة مراكشية

منح المنظمون لحدث الإعلان عن القائمة القصيرة لجائزة البوكر لهذا العالم نكهة مراكشية، سواء بتنظيم المؤتمر الصحفي المخصص للإعلان عنها في "متحف محمد السادس لحضارة الماء بالمغرب"، أو ببرمجة عرض حكائي شعبي نشطه الحكواتي المراكشي المعروف (محمد باريز). فيما شكلت الندوة المسائية التي أدارها الكاتب المغربي ياسين عدنان، مناسبة للاحتفاء بروايات القائمة القصيرة، عضو مجلس الأمناء، وفتح نقاش بخصوص الرواية العربية، سواء على مستوى كتابتها، تلقيها أو إشعاعها، بحضور كوكبة من كتاب المدينة والبلد.

ياسر سليمان خلال المؤتمر الصحفي لتقديم القائمة القصيرة للبوكر بمراكش

روايات القائمة

وقدم كل عضو من أعضاء اللجنة، خلال المؤتمر الصحفي، نبذة عن إحدى روايات القائمة القصيرة.

وقدم الموسوي "الديوان الإسبرطي"، التي تتابع تفاصيل يومية وتاريخية للمجتمع الجزائري في السنوات الأولى للغزو الفرنسي وسقوط الحكم العثماني، من خلال متابعة مسار خمس شخصيات مركزية تتقاطع في رؤاها تجاه هذين الحدثين.

وقدم ماجد لـ"الحي الروسي"، التي تتناول أحد أحياء دمشق في مواجهة عنف الحرب وتداعيات ذلك على بنية الفرد والمجتمع على المستوى النفسي والوعي الاجتماعي. فيما قدم الزاوي "ملك الهند"، التي ترسم شخصية في مواجهة مصيرها الفردي والوطني، حيث لبنان غارق في الحرب الأهلية والطائفية، والاحتماء بالعائلة والعودة إلى القرية فضاء منقذا. وقدمت زاريتوفسكايا "خطب سراييفو"، النص الذي يصور وحشية الحرب في أي مكان كانت، سواء في أوروبا أو في شمال أفريقيا، وتأثيرها على المثقفين وامتحان تجربة المقاومة عند هذه الطبقة الحساسة.

متحف محمد السادس لحضارة الماء بالمغرب

وقدم بيير أبي صعب "التانكي"، التي تحكي تاريخ بغداد العمراني وتشكّل أحياء المدينة المعاصرة، كما تتناول فكرة العيش مع الآخر بكل سلبياته وإيجابياته. وقال إن الرواية، التي اعتبرها "أعجوبة صغيرة"، تنقل لـ"نص يصعب ولوجه بالوسائل التقليدية"، حيث نكون مع "سرد مكثف يقطع الأنفاس، هستيريا وشغف وحنون مع تشبث باسترجاع الأمل". وعاد الزاوي للحديث عن "فردقان"، التي تتناول تاريخ علاقة المثقف المجتهد بالسلطة، ممثلا في شخصية ابن سينا بالوقوف على تفاصيل حياة هذا الأخير، تلك التي سقطت من كتب التاريخ.

روايات القائمة القصيرة للبوكر 2020