الرباط: تواصل الرباط مراكمة إنجازاتها الدبلوماسية الميدانية في قضية الصحراء، حيث افتتحت اليوم الثلاثاء، قنصلية عامة لجمهورية كوت ديفوار في مدينة العيون،كبرى حواضر الصحراء المغربية.

وترأس حفل افتتاح القنصلية الجديدة بالعيون وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة،وعلي كوليبالي، وزير الإندماج الإفريقي والإفواريين في الخارج.

ويأتي افتتاح القنصلية العامة لكوت ديفوار بالعيون، بعدما كانت قد افتتحت قنصلية شرفية لها بالمدينة ذاتها، في يونيو الماضي.

وكانت جمهورية جزر القمر قد افتتحت قنصلية عامة لها بالعيون في 17 من ينايرالماضي، وهو اول تمثيل ديبلوماسي رسمي بالمدينة.

وتأتي هذه الخطوة بعدما افتتحت كل من غامبيا وغينيا قنصليتين عامتين لهما بالداخلة (أقصى جنوب المغرب) في الشهرين الماضيين.

في غضومن ذلك، اعتبر علي كوليبالي، وزير الإندماج الإفريقي والإفواريين في الخارج، أن افتتاح قنصلية عامة لكوت ديفوار في مدينة العيون قرار سيادي متوافق مع مصالحها وقيمها، وأن دولة كوت ديفوار ترفض أن يملي عليها أي كان سلوكها في مجال علاقاتها الخارجية.

وقال كوليبالي، الذي كان يتحدث اليوم في مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية والتعاون المغربي عقب افتتاح القنصلية العامة لبلده في العيون، "في مجال السياسة الخارجية، كما هو الحال في باقي المجالات، ننأى بأنفسنا عن إعطاء الدروس، كما أننا لا نقبل بأن يملى علينا أي كان ما يجب أن نفعل وما يجب أن لانفعل. هذا مبدأ رئيسي، ونتمسك به".

وأوضح الوزير الإيفواري أن قرار حكومته فتح قنصلية عامة لبلده في العيون "قرار سيادي، نتحمل كامل مسؤوليته، وهو متوافق مع مصالحنا وقيمنا"، معتبرا أن هذا العمل لا يجب أن يكون مثارا لأي جدل من أي نوع لأن كوت ديفوار لم تخفي يوما دعمها لمغربية الصحراء.

وأضاف إن افتتاح قنصلية عامة في هذه المنطقة الاستراتيجية ذات الأهمية الدولية المؤكدة تندرج يعتبر أمرا طبيعيا، معربا عن دعم بلده بشكل كامل لمخطط الحكم الذاتي المقترح من طرف المغرب، والذي اعتبره حلا جديا وذو مصداقية.

وتعتبر هذه القنصلية العامة الخامسة التي تفتحها دولة أجنبية في العيون خلال الأشهر الأخيرة، بعد القنصلية العامة لجزر القمر التي افتتحت في ديسمبر الماضي، والقنصليات العامة للغابون وساو تومي وبرنسيبي وجمهورية إفريقيا الوسطى التي دشنت في يناير.

من جانبه، قال وزير الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، اليوم الثلاثاء بالعيون، أن الصحراء المغربية باعتبارها "ملتقى تجاريا مهما"بين المغرب وعمقه الإفريقي، ستتحول إلى قطب متميز للتعاون جنوب-جنوب.

وقال بوريطة إن منطقة الصحراء المغربية ملتقى تجاري مهم وقطب للتعاون جنوب-جنوب، إنها صلة الوصل بين المغرب وعمقه الإفريقي.

وسجل الوزير بوريطة أن هذا الواقع تكرس بفتح عدة تمثيليات دبلوماسية لبلدان شقيقة وصديقة.

وفي هذا الصدد، لفت بوريطة إلى أن دبلوماسية البلدين عملت دائما في إطار تضامن فاعل بما يخدم المصالح العليا للبلدين الصديقين، وأن فتح هذه القنصلية يعكس تشبث كوت ديفوار بموقفها بخصوص قضية الصحراء.

وشدد على أن هذا الفعل الرمزي "مهم للغاية. فقد ظلت جمهورية كوت ديفوار على الدوام سندا للمغرب في جميع معاركه لصون الوحدة الترابية للمملكة من خلال المواقف والتعبئة والأفعال".

واعتبر الوزير بوريطة أن فتح قنصلية عامة لكوت ديفوار ليس فقط تجسيدا لهذا الموقف السياسي الواضح، بل هو أيضا أداة لتعزيز التعاون الثنائي، مذكرا بالزيارات المتواترة للملك محمد السادس لهذا البلد الإفريقي الصديق.

وأفاد بوريطة بتخصيص ثلاثين منحة للطلبة الإيفواريين الراغبين في استكمال تكوينهم بالعيون في الميادين المتصلة بمهن البحر والطاقات المتجددة والفلاحة والسياحة.