القدس: يحاول رئيس الوزراء الإسرائيلي استقطاب أصوات اليهود المتحدرين من الاتحاد السوفياتي السابق من حليفه القديم أفيغدور ليبرمان، لكن محللين يشككون في أن يساعد ذلك بنيامين نتانياهو على تخطي منافسيه في الانتخابات التشريعية الإثنين.

يتوجه الناخبون صباح الإثنين إلى صناديق الاقتراع للمرة الثالثة في غضون عام بعد انتخابات متعثرة في نيسان/أبريل وأيلول/سبتمبر.

ولطالما كان ينظر إلى الوزير السابق وزعيم حزب "إسرائيل بيتنا" العلماني أفيغدور ليبرمان على أنه "صانع الملوك" في وقت لم يتمكن نتانياهو وخصمه بيني غانتس من تشكيل ائتلاف حكومي.

وتشير دراسة إلى حصول قائمة ليبرمان على 40,2 في المئة من مجموع أصوات الناخبين المتحدرين من الاتحاد السوفياتي السابق في انتخابات نيسان/أبريل.

بينما صوت 26,7 في المئة منهم لصالح حزب الليكود بزعامة نتانياهو، بحسب أستاذ العلوم السياسية في جامعة بار إيلان قرب تل أبيب، زئيف خانين الذي أجرى الدراسة.

مع ذلك، ينوه خانين إلى أن محاولات نتانياهو للتقرب من بوتين من أجل الحصول على "الصوت الروسي" لا تجدي نفعا.

وبحسب خانين فإن "المهاجرين الروس لا يدعمون بوتين أو أي سياسي روسي آخر وإن كانوا على علاقة بالثقافة الروسية".

ويبلغ عدد اليهود المهاجرين من الاتحاد السوفياتي السابق ابان تسعينيات القرن الماضي، نحو مليون شخص، يمثلون 12 في المئة من الناخبين.

-"غير يهود" -

وليبرمان الوزير السابق في حكومة نتانياهو مهاجر من مولدوفا، وبقي لفترة طويلة متحدثا باسم الجالية السوفياتية في إسرائيل.

ويعارض ليبرمان تمويل الدولة للمدارس التلمودية ويحاول منح المهاجرين من الاتحاد السوفياتي السابق في إسرائيل رواتب تقاعدية.

وفاز حزبه "إسرائيل بيتنا" بثمانية مقاعد من أصل 120 في الكنيست في انتخابات ايلول/سبتمبر.

وضمت قائمته الانتخابية ستة مهاجرين من الاتحاد السوفياتي السابق.

وحاول ليبرمان كسب تأييد المهاجرين كبار السن الذين لا يتحدثون اللغة العبرية من خلال استخدام مواد دعائية باللغة الروسية.

بدوره، يقول المعلق السياسي الروسي أليكس غرينبرغ، إن فئتين من المهاجرين الروس صوتوا لصالح ليبرمان.

واضاف انهم "كبار السن الذين لا يفهمون العبرية والشباب الذين نشأوا في إسرائيل ويشعرون بأنهم مواطنون من الدرجة الثانية". وهاجم الحاخام الرئيسي للطوائف اليهودية الشرقية يتسحاك يوسف في وقت سابق من العام الجاري، المهاجرين اليهود من الاتحاد السوفياتي السابق.

واعتبر يوسف المقرب من حزب "شاس" المتشدد أن بعض هؤلاء كانوا "غير يهود، وبعضهم من الشيوعيين" و"يكرهون الدين".

ورفض ليبرمان الانضمام إلى ائتلاف مع جزب "شاس" وحزب "يهودوت هتوراة" المتحالف مع حزب الليكود.

وتابع غرينبرغ "أثارت عنصرية بعض الحاخامات المتشددين ضد المجتمع السوفياتي السابق رد فعل يستخدمه ليبرمان في حملته".

-عامل بوتين-

إلى جانب تعزيز نتانياهو "صداقته القوية" مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وزع حزب الليكود ملصقات انتخابية باللغة الروسية.

وكان نتانياهو قد استقبل في كانون الثاني/يناير في القدس بوتين إلى جانب عدد من الزعماء الأجانب لإحياء الذكرى 75 لتحرير معسكر "أوشفيتز".

وافتتح الزعيمان نصبا تذكاريا برونزيا في قلب القدس تخليدا لذكرى حصار الجنود والسكان في مدينة سانت بطرسبورغ (ليننغراد) خلال الحرب العالمية الثانية.

وقال الرئيس الروسي حينها "لا يمكن مقارنة حصار ليننغراد والمحرقة بأي شيء آخر".

واغتنم نتانياهو علاقته مع الرئيس الروسي لإطلاق سراح شابة أميركية إسرائيلية تم اعتقالها في روسيا العام الماضي بتهمة تهريب المخدرات.

وأطلقت موسكو سراح نعمة يسسخار قبل وقت قصير من لقاء نتانياهو بوتين في الكرملين أواخر كانون الثاني/يناير.

ولا يمكن التكهن بما إذا كانت كل هذه المساعي كافية لإقناع الناخبين بالتخلي عن ليبرمان.

وبحسب الأكاديمي خانين فإن حملة "إسرائيل بيتنا" تستجيب للتوجس الأمني والاجتماعي للناخبين خصوصا فيما يتعلق بالرواتب التقاعدية.

وقال "سيبقى ناخبو ليبرمان مخلصين له رغم جهود نتانياهو".

أما غرينبرغ فقد ابدى شكوكا إذ قال "الأجندة السياسية الرئيسية للناخبين الروس تتمحور حول الاندماج في المجتمع الإسرائيلي".