إيلاف: فيما بدأت رئاسة البرلمان العراقي مناقشة طلب قدمه الزرفي لتحديد موعد جلسة للتصويت على الثقة لتشكيلته الحكومية فإن القوى الشيعية المعارضة له تمر بحال إرباك بين مقاطعة التصويت أو تقديم مرشح بديل.

فبعد ساعات من تقديم المكلف بتشكيل الحكومة العراقية الجديدة عدنان الزرفي طلبًا إلى البرلمان بتحديد موعد لعقد جلسة برلمانية استثنائية للتصويت على تشكيلته الوزارية، فقد بدأت رئاسته ببحث الطلب وآلية التصويت ومناقشة مقترح بأن يكون عبر تطبيق واتساب، بسبب انتشار فيروس كورونا، وإصابة عدد من النواب به، كما أبلغ مصدر برلماني "إيلاف" اليوم.

بالترافق مع ذلك فقد أشار مصدر سياسي إلى أن اجتماعًا عقد في بغداد مساء أمس بين قادة قوى شيعية معارضة لتكليف الزرفي بمشاركة رئيس تيار الحكمة عمّار الحكيم وزعيم ائتلاف دولة القانون نوري المالكي وزعيم تحالف الفتح هادي العامري.

لفت المصدر إلى أن الاجتماع أسفر عن ترشيح رئيس جهاز المخابرات العراقي مصطفى الكاظمي بديلًا من الزرفي، كما نقلت عنه وسائل إعلام عراقية تابعتها "إيلاف"، وأن هذه القوى لن تحضر جلسة الثقة البرلمانية في حال انعقادها.

وكان اسم الكاظمي قد طرح في الشهر الماضي لتشكيل الحكومة، لكنه اشترط لقبول المهمة إجماعًا على ذلك من قبل القوى الشيعية، وهو ما لم يتم آنذاك، لكنه لم يعرف بعد في ما إذا قبل الكاظمي المهمة هذه المرة أم لا.

الزرفي: لست مرشحًا من أطراف إيرانية أو أجنبية
إزاء هذه المعلومات، فقد أشار الزرفي إلى أن من أولوياته إجراء انتخابات مبكرة، مشددًا على أنه مرشح من نواب عراقيين، وليس من أطراف إيرانية أو خارجية.

وأكد الزرفي في حديث متلفز الليلة الماضية أنه لا عداء له مع إيران، كما إنه لا يوجد فيتو إيراني ضده. وقال إن "إيران ساعدت العراق عسكريًا واقتصاديًا". وشدد على أنه مرشح من النواب العراقيين، وليس من أطراف إيرانية أو أجنبية.

ونوه بأن العراق في طور بداية مرحلة جديدة، ولا نحتاج إلى عسكرة وتأزيم الأوضاع الأمنية في المنطقة.. وقال إن "العراق لن يقبل بأي تحدٍ جديد يفرض عليه، وإن الشراكات مع الدول ستكون عبر بوابات الاقتصاد".. مؤكدًا أن "هناك إرادة خفية تجاه عدم بناء أي مشروع للبلاد، ويجب القضاء على هذه الإرادات التي تعوق تنفيذ المشاريع".

تعهد الزرفي بمنع أي خروقات أمنية عند حصول حكومته على ثقة البرلمان، كاشفًا عن مطالبته السفير الأميركي بجدولة انسحاب قوات بلاده. وأشار إلى أن العراق لا يحتاج تواجد الجيوش الأجنبية، وأن قواته قادرة على حماية البلاد.. ولفت إلى أهمية عكس النشاط الأميركي في العراق من عسكري إلى اقتصادي.

البرلمان العراقي في جلسة انعقاد

وأوضح الزرفي أن "مطلب المتظاهرين كان بإجراء الانتخابات المبكرة، ومهمتي هي إجراء انتخابات حرة ونزيهة وإرجاع هيبة الدولة، والانتخابات المبكرة أهم نقاط منهاجي الحكومي". وأكد أن "هناك نظامًا عامًا، ولن يكون أي سلاح علني في الشارع إلا سلاح الدولة، لكن هناك بعض العصابات تخطف وتقوم بعمليات اغتيال".

سياسي شيعي مستقل يهاجم القوى الشيعية: بئس القوم أنتم
وقد علق السياسي الشيعي العراقي المستقل عزت الشابندر على المعلومات برفض قوى شيعية للزرفي وترشيحها لمصطفى الكاظمي للمنصب مكانه قائلًا "بئس القوم أنتم".

قال الشابندر الذي طرحت قوى شيعية اسمه في الأسبوع الماضي مرشحًا بديلًا من الزرفي، ثم تخلت عنه، قائلًا في تغريدة على حسابه في شبكة التواصل الاجتماعي "تويتر"، وتابعتها "إيلاف" اليوم، "أحترم عدنان الزرفي، وأقدّر إصراره، وأحترم مصطفى الكاظمي وأقدر اعتذاره، وأحتقر من رفض الأول علنًا، ونسّق معه سرًّا، وأحتقر من اتّهم ورفض الثاني ليلًا، ثم عاد يبرئه ويرشحه نهارًا. خاب من تمسك بكم، وفازَ من نأى بنفسه عنكم، فبئس القوم أنتم".

من جهته، شكك المحلل السياسي الشيعي صادق الموسوي بأهداف القوى الشيعية من ترشيح الكاظمي بديلًا من الزرفي.

وقال الموسوي في تغريدة على حسابه في تويتر إطلعت عليها "إيلاف" إن "القبول بالكاظمي ليس لتمريره، بل لإسقاط الزرفي، فتخلو الساحة من مرشحين تحوم حولهم الشبهات التي تدور في مخيلة بعض الأطراف الشيعية .. لا تفرحوا كثيرًا، فالسجال لا يزال قائمًا، وسيبقى قائمًا".

الصدر يشترط
من جهتها، أبدت كتلة "سائرون" النيابية المدعومة من زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر المؤيد لترشيح الزرفي استعدادها لتمرير حكومته وفق شروط معينة. وأبلغ النائب عن "سائرون" رياض المسعودي وكالة "الشفق نيوز" العراقية أن الائتلاف يشترط للتصويت لمصلحة الزرفي أن تكون تشكيلته الوزارية التي سيقدمها إلى البرلمان من المستقلين.. إضافة إلى تعهد المكلف الزرفي بتنفيذ الملفات التي عرضها في منهاجه الوزاري الذي قدمه إلى البرلمان السبت خلال فترة تولي رئاسة الحكومة المقبلة والتي أمدها عام واحد.

وأكد المسعودي أن النقطة المهمة لـ"سائرون" مقابل منح الثقة لحكومة الزرفي هي توافر توافقات إيجابية من القوى السياسية من أجل تشكيل حكومته.

ائتلاف الزرفي يطالب بمنحه فرصته الدستورية
أما ائتلاف النصر بزعامة رئيس الوزراء السابق حيدر العبادي الذي ينتمي إليه الزرفي، فقد دعا إلى منح رئيس الوزراء المكلف فرصته الدستورية وفق السياقات القانونية والسياسية لتشكيل الحكومة.

قال الائتلاف في بيان تابعته "إيلاف" إنه "حريص على التوصل إلى تفاهمات وتوافقات وطنية لتسهيل مسارات تشكيل حكومة جديدة بعيدًا من أي وصاية خارجية لتحقيق طموحات المواطن العراقي، خصوصًا في هذا الظرف العصيب من تفشي وباء كورونا والأزمة الاقتصادية الخانقة".

وكان الزرفي الذي قدم برنامجه الحكومي إلى البرلمان السبت الماضي قد كُلف من قبل الرئيس العراقي برهم صالح في السابع عشر من الشهر الماضي بتشكيل الحكومة الجديدة خلال 30 يومًا من تاريخ التكليف.