فئران بانكسي تنتفض... إنها كالبشر تلتزم الحجر المنزلي إلى حين... وكالبشر أيضاً، تضيق بها المساحات، فتعبث بكل ما تيسر من حولها، مجسدة حالة عارمة من الفوضى والشك... والأمل!


إيلاف من دبي: أصيب العالم بفيروس قلب الحياة فيه رأساً على عقب. هي فترة استثنائية بالتأكيد. حالة من الفوضى أبدعت فئران بانكسي في تجسيدها على جدران دورة المياه في منزله، لتنتج عملاً جديداً، يقول فنان الغرافيتي مجهول الهوية عنه ممازحاً: زوجتي تكرهني حين أعمل من المنزل!

كيف لا وقد سمح بانكسي لفئرانه بأن تتسلل إلى منزله. أدخلها إلى دورة المياه لا لتختبئ، بل لتعبث في كل ركن من أركانه.

كغيره، عزل نفسه طوعاً بين جدران من الإسمنت. تقلصت مساحات التعبير، فانتقلت من الحيز العام والجدران اللامتناهية إلى الحيز الخاص، والخاص جداً، حيث سجل بانكسي أحدث أعماله الفنية على جدران دورة المياه في منزله.

لم تترك فئران بانكسي جداراً ولا مغسلةً ولا مرحاضاً إلا وعبثت بها.
الجدران لا تكفي... فاعتلت المرحاض والمغسلة... ملأت المكان، تعبث بمعجون الأسنان، وتؤرجح المرآة.
تركض على لفافة من ورق التواليت لتدفع بها أرضاً.
أنظر. ثمة فأر في الأعلى يلهو بسائل اليدين، وآخر على المرحاض... يقضي حاجة ما!
ثمة فأر يتأرجح هناك، وآخر هنا.
لم تسلم عدة الماكياج الخاصة بزوجة بانكسي، فقد سرقت إحدى فئرانه قلم أحمر الشفاه لتدون به على الحائط زمناً ما!

إنها الفوضى. فوضى الحجر المنزلي. فوضى العبث واللهو والشك. فوضى اليقين بأن إنسان ما بعد كورونا لن يكون كمن قبله.
إنها فوضى الإصرار على أمل... بالاستمرار.