الرباط: قال الدكتور سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة المغربية، إن بلاده تفادت تسجيل 200 وفاة يوميا جراء فيروس كورونا، وذلك بفضل الإجراءات الاحترازية التي اعتمدتها لمحاربة تفشي الوباء، من ضمنها حالة الطوارئ الصحية.

وأوضح العثماني في لقاء صحافي خص به، مساء الخميس، القنوات التلفزيونية المغربية، أن الوضعية الوبائية في البلاد متحكم فيها، في ظل عدد من المؤشرات الإيجابية المرتبطة بالوباء، منها انخفاض عدد الإصابات، والجهود العلاجية، واستفادة البلاد من التجارب الدولية من خلال التفاعل مع أفكار الخبراء والعلماء.

وقال العثماني: "نسجل اليوم حوالي 50 مصابا بكورونا يوجدونفي الإنعاش، منهم حوالي 20 مصابا في العناية المركزة، بعدما كان العدد في السابق يصل إلى 90 مصابا، في حين تصل نسبة الوفيات إلى 3.3 في المائة، بعدما كانت من قبل 7 في المائة، وهذا دليل على أن التدخل العلاجي كان إيجابيا".

وأشار العثماني إلى التزام أغلبية المواطنين بالحجر الصحي على الرغم من بعض الإشكالات المطروحة والمتعلقة بظهور بؤر للوباء بسبب ارتكاب بعض الأخطاء من طرفهم، علما أن الأمر يتعلق بفيروس محير للعالم، يتطور ويتحول يوميا، مما يفرض الالتزام بالإجراءات الوقائية كضمان لتفادي ما هو أسوء.

ونفى العثماني دعم صندوق مواجهة "كورونا" للمشاريع الخاصة والمؤسسات والمقاولات، خاصة قطاع التعليم الخاص .

وزاد قائلا: "هو صندوق يهدف لمواكبة المجهود الطبي من خلال شراء الأدوية، وأجهزة الإنعاش ، ومواجهة تداعيات الفيروس على المقاولة والمهن بمختلف أنواعها عن طريق دعم المأجورين الذين توقفوا عن العمل في هذه المؤسسات".

وبشأن تدبير الحكومة لقطاع التعليم في ظل الأزمة الراهنة، قال العثماني إن عملية التعليم عن بعد مهمة غير مسبوقة مكنت من استفادة مليون و200 ألف تلميذ في شهر مارس ليرتفع العدد في أبريل.

وأشار العثماني إلى عمل الحكومة على عدة سيناريوهات سيتم الحسم فيها في الأيام المقبلة لتدبير القطاع.

وحول تأخر العمل ببرنامج السجل الاجتماعي الموحد، قال العثماني:"هناك مشروع قانون في البرلمان ستتم مباشرة الإجراءات العملية لتنفيذه بمجرد خروج القانون ونشره بالجريدة الرسمية".

وبشأن تداعيات"كورونا" على الاقتصاد الوطني، أشار العثماني الى تصريح 62 في المائة من المقاولات بتوقفها إما كليا أو جزئيا، لاشتغالها في مجالات التصدير والسياحة واستيراد مواد أولية من الخارج، في مقابل استمرار قطاعات أخرى تشمل الفلاحة والمواد الغذائية والصيد البحري.

وقال العثماني إن الوضع ما بعد كورونا سيكون صعبا على المستوى الاقتصادي، مما يفرض تناول الحكومة للصعوبات وتبني لجنة اليقظة الاقتصادية لسيناريوهات للخروج من الأزمة، وتحقيق إقلاع في كل القطاعات.

وأفاد وئيس الحكومة المغربية بتجاوز بلاده للنقص الحاصل على مستوى الكمامات وبيعها للعموم ليصل إنتاجها حاليا ما بين 8 و9 ملايين كمامة يوميا.

وبخصوص عودة المغاربة العالقين في الخارج ، قال العثماني إنها ينبغي أن تكون مكتسبا جديدا للبلاد في ظل متابعة الحكومة لملفهم باهتمام كبير.

وأضاف موضحا: "نشتغل على سيناريوهات لعودتهم وهو ما سيتم فعليا بمجرد فتح الحدود، حاليا هناك 27 ألفا و850 شخصا مسجلين في القنصليات ممن يريدون العودة لأرض الوطن، نحن نواكب وضعيتهم من خلال إحداث 155 مركزا وخلية للأزمة لمواجهة هذه القضية في مختلف سفارات وقنصليات المملكة، باستنفار كبير، كما نعمل على تقديم الدعم لحوالي 5700 شخص في مجالات التطبيب والسكن وخدمات أخرى".

وحول تصور الحكومة لما بعد مرحلة " كورونا"، قال العثماني: "ليس لدي تصورا. هناك سيناريوهات وإمكانيات تطرحها وزارة الصحة والداخلية إلى جانب اجتماعات سنعمل على عقدها لمقاربة الموضوع".

وزاد قائلا: "الخروج من الحجر الصحي أصعب من دخوله وهو ما يتطلب مراعاة الإجراءات الاحترازية لكي لا نعود للوراء".