الرباط: تستعيد الدار البيضاء، كبرى المدن المغربية، تدريجيا صخبها المعتاد بعد عشرة أسابيع من الحجر الصحي، إذ فتحت المكتبات من جديد وسمح للمطاعم باستئناف العمل، بينما يستمر الحجر رسميا حتى العاشر من يونيو.

ويتجمع شبان يقدمون خدمة التوصيل المنزلي قبالة مطعم متخصص في الطبخ الإيطالي أعاد فتح أبوابه وسط المدينة، متجاذبين أطراف الحديث في أجواء مرح بانتظار التوزع في أزقة المدينة لنقل طلبات الزبائن على دراجاتهم النارية.

ويشير أحدهم إلى "تكاثر طلبات الزبائن منذ بدأت المطاعم فتح أبوابها الأربعاء"، بينما ظل يقتصر على توصيل طلبات من المتاجر الكبرى طيلة فترة الحجر الصحي المفروض منذ 20 مارس.

ويقول مسير المطعم محمد الغلضي "بدأنا خدمات التوصيل عن بعد في انتظار أن يوضحوا لنا ما يجب القيام به"، مشيرا إلى أنه حرص على "تنظيف المطعم وتعقيم جنبات" قبل إعادة فتحه.

ورخص للمقاهي والمطاعم هذا الأسبوع بتلبية طلبات التوصيل المنزلي فقط.

ورغم أن حالة الطوارئ الصحية مددت رسميا حتى 10 يونيو، إلا أن المملكة دخلت فعليا "منزلة بين المنزلتين" حيث بدأ استئناف غير معلن رسمي للأنشطة في كل قطاع على حدة، بحسب ما قال مسؤول رفيع لوكالة فرانس برس مفضلا عدم ذكر اسمه.

ويضيف "لا نعرف ما الذي سيفتح وما الذي سيظل مغلقا"، مشيرا إلى "لوائح" بالمرافق التي سيتم فتحها تعدها مختلف الوزارات، مع "تعليمات وقاية صحية تخص كل قطاع" على أساس "استئناف تدريجي للأنشطة الاقتصادية بإشراف السلطات المحلية".

ولخص موقع ميديا24 الإخباري الوضع قائلا إن "المغرب يبدأ رفع الحجر دون إعلان رسمي".

وانتقدت نقابة التجار والمهنيين من جهته "قرارات متناقضة ومفاجئة حول استئناف الأنشطة الاقتصادية"، منددة بما اعتبرته "سياسة ارتجالية".

نسمات الحريةو خففت القيود على التنقلات بين المدن، فيما تعود حركة القطارات تدريجيا ابتداء من الاثنين. علما أن العديد من أجراء الشركات وموظفي القطاع العام رجعوا إلى مكاتبهم.

لكن المراقبة الأمنية تظل قائمة، كما تظل الحدود مغلقة بالنسبة للمسافرين، وكذا المساجد والمدارس والشواطئ.

وفي الدار البيضاء يعود هدير المحركات ليملأ الأجواء الأزقة والشوارع صخبا ويلوث الأجواء. ورغم أن بعض أحياء المدينة لم تفقد حركتها تماما أثناء الحجر الصحي، إلا أن سكان الدار البيضاء يستشعرون نسيم الحرية من جديد.

ويتجول بعضهم في أطراف حي المعاريف التجاري وسط المدينة، غير بعيد عن البرجين التوأمين الذين تشتهر بهما المدينة.

ويقول مسير مكتبة في هذا الحي إبراهيم بولحسن باسما "الزبائن يعودون تدريجيا وهم سعداء للقائنا من جديد"، بينما يقوم أحد مساعديه بتعليق لافتة تتضمن تذكيرا بتعليمات الوقاية من العدوى.

ويستدرك الكتبي الخمسيني قائلا "لكن أغلبية زبائننا لم يعرفوا بعد أننا استأنفنا العمل، والإقبال لا يزال ضعيفا"، ويتوقع تراجع مداخيله "بـ50 بالمائة" خلال الأشهر المقبلة.

الوضع تحت السيطرةوتكبد الاقتصاد المغربي خلال الشهرين الأولين من الحجر الصحي خسائر تعادل 6 نقاط من الناتج الداخلي الخام لهذا العام، بما يوازي مليار درهم(نحو 980 مليون دولار) في اليوم، بحسب وزارة الاقتصاد والمالية.

وشددت الأوساط الاقتصادية على ضرورة استئناف الأنشطة الاقتصادية دون تمديد الحجر.

ويقول بائع العطور زهير بوتكروايت (30 عاما) "افتتحنا المتجر أمس لكن الزبائن لا يقبلون على المحل".

ولا تزال الكثير من المتاجر مغلقة الأبواب.كما أغلق سوق السمك بالجملة في المدينة بعد تسجيل بؤرة عدوى حالة إصابة بالعدوى داخله،بحسب وسائل إعلام محلية.

لكن وزير الصحة خالد آيت الطالب أكد الخميس أن "الوضعية الوبائية تحت السيطرة"، مشيرا إلى أن "بؤر العدوى في الأماكن المغلقة تم التحكم فيها هي الأخرى (...) بإمكاننا أن نبدأ الحديث عن تخفيف إجراءات الحجر".

وسجل المغرب الذي يضم 35 مليون نسمة، ما مجموعه 7697 حالة إصابة بالعدوى بينها 202 وفاة حتى الجمعة.
ونالت الدار البيضاء النصيب الأكبر من هذه الإصابات بنسبة 32,6 بالمائة ، بحسب معطيات رسمية.