أكد مجلس الوزراء السعودي أنه لن يدّخر أي جهد لدعم جميع الدول في حربها ضد الإرهاب والتطرف مدينًا استمرار الميليشيا الحوثية في إطلاق الصواريخ الباليستية، والطائرات من دون طيار.

الرياض: ترأس خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز جلسة مجلس الوزراء أمس الثلاثاء عبر الاتصال المرئي والتي استعرض المجلس في مستهلها آخر التطورات والمستجدات المتصلة بجائحة فايروس كورونا (كوفيد 19)، على النطاقين المحلي والعالمي، والحالات المسجلة في المملكة، وتابع ما تتلقاه من رعاية وعناية طبية شاملتين، وما أظهرته نتائج الفحص الموسع الذي تم تنفيذه على مراحل في عدد من المواقع الثابتة والمتحركة في جميع مناطق المملكة، والحالات التي جرى الاستقصاء والتقصي لها، والفحوص المخبرية بهدف تقييم معدل الانتشار العام للفايروس، وذلك تواصلًا للإجراءات الاحترازية والتدابير الوقائية لمنع انتشاره.

اطمأن المجلس إلى الجهود المبذولة من الجهات المعنية بالعمل على إجراءات عودة المواطنين الراغبين من الخارج، وما تقدمه بعثات المملكة حول العالم، من خدمات إلى أكثر من (سبعة وأربعين ألف) مواطن ومواطنة، وفِدوا من (إحدى وخمسين) وجهة عبر (مائتين وخمسين) رحلة طيران، مع استمرار العمل بالإجراءات حتى اكتمال عودة جميع المسجلين على منصة وزارة الخارجية.

جدد المجلس تأكيد المملكة خلال مشاركتها في الاجتماع الافتراضي لتحالف دول الساحل (G5) الذي استضافته الجمهورية الفرنسية، بأنها لن تدّخر أي جهد لدعم جميع الدول في حربها ضد الإرهاب والتطرف، والذي يعد مصدر قلق للمجتمع الدولي، وتهديداً للأمن والسلم الدوليين. كما جدد إدانته لاستمرار الميليشيا الحوثية الإرهابية المدعومة من إيران إطلاق الصواريخ الباليستية، والطائرات من دون طيار، في محاولات متعمدة لاستهداف الأعيان المدنية والمدنيين في المملكة، مؤكداً أنها أعمال إرهابية ومحاولات عبثية وهمجية.

اعتبر العميد مسعد الصلاحي، ضابط في الجيش اليمني، في تصريح لوكالة أنباء الأناضول، أن "معاودة الحوثيين إطلاق الصواريخ الباليستية على أحياء مدنية في السعودية، يدل على أنهم غير جادين في السلام". أضاف الصلاحي، وهو أيضًا مدير عام مديرية "ناطع" المحررة من الحوثيين في محافظة البيضاء (وسط)، أن "قصف السعودية في هذا الوقت هو عمل استفزازي يستهدف أية جهود للسلام، بالتزامن مع إعلان حالة الطوارئ في العالم لمواجهة جائحة كورونا". وحذر من أن "استمرار الحوثيين في إطلاق الصواريخ على السعودية يهدد بنسف أية مساعٍ للتهدئة".

مضى قائلًا: "الحوثيون معروفون، منذ نشأة جماعتهم، بأنهم يستغلون أية هدنة للتوسع الميداني، ومحاولة تحقيق أي نجاح عسكري.. لم يف الحوثيون بأي عهد قطعوه على أنفسهم، وأصبحوا وكأنهم أعداء للإنسانية".

من جهته اعتبر يعقوب العتواني، كاتب سياسي يمني، أن "الحوثيين مراوغون كثيرًا، ولطالما استفادوا من دعوات التهدئة وإعلانات وقف إطلاق النار، التي يبادرون دائمًا إلى الترحيب بها ثم ينقضوها لاحقًا، في محاولة لاستغلالها وإحداث اختراقات عسكرية معينة". أردف العتواني للأناضول قائلًا إن "أهم مكاسب ميدانية حققها الحوثيون حدثت فورًا بعد اتفاقات، أو على الأقل أحاديث تهدئة".

تابع: "الحوثيون قصفوا السعودية عقب الدعوة إلى التهدئة لتركيز الجهود على مواجهة كورونا، وهي دعوة لاقت قبولًا مبدئيًا من جميع الأطراف، وبينهم الحوثيون أنفسهم".

استطرد: "القصف الحوثي الجديد يمكن تفسيره فقط وفق القاعدة الحوثية، التي تقضي بانتهاز أية فرصة يظهر فيها الخصم مستعدًا لخفض المواجهة، ثم تحاول الجماعة انتزاع انتصار خاطف".

وختم بأن "الحوثيين يريدون، عبر هذا الهجوم الصاروخي، توجيه رسالة مفادها: ترحيبنا بالتهدئة لا يجب أن يؤخذ وكأنه ميل إلى المهادنة أو إشارة إلى أي عجز في امتلاك أدوات التصعيد والقوة العسكرية".