إيلاف من القاهرة: أكدت الرئاسة المصرية أن مصر على عهدها في الدفاع عن الأمنين القوميين المصري والليبي بوجه التدخل التركي في شؤون ليبيا الداخلية.

وأصدرت الرئاسة المصرية بيانًا قالت فيه إن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي صرح الخميس أن مصر "لن تقف مكتوفة الأيدي في مواجهة أي تحركات تمثل تهديدًا مباشرًا للأمنين القوميين المصري والليبي".

أضاف البيان أن مشايخ القبائل الليبية الذين اجتمعوا مع السيسي في القاهرة، تحت شعار "مصر وليبيا... شعب واحد ومصير واحد"، أعربوا عن كامل تفويضهم الرئيس المصري والقوات المسلحة المصرية للتدخل لحماية السيادة الليبية، في ظل التدخل التركي في الشؤون الداخلية لليبيا.

وأكد السيسي أن الهدف الأساس للجهود المصرية على كل المستويات تجاه ليبيا هو "تفعيل الإرادة الحرة للشعب الليبي، من أجل مستقبل أفضل لبلاده وللأجيال المقبلة من أبنائه"، بحسب ما أفاد به السفير بسام راضي، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية.

وكان وصل مساء الأربعاء وفد من المجلس الأعلى لشيوخ وأعيان القبائل الليبية إلى القاهرة، في طائرة آتية من بنغازي، ليناقشوا مع المسؤولين المصريين مستجدات الأزمة الليبية الراهنة، وسبل الخروج منها، بعد التدخل التركي.

كما دعا مجلس النواب الليبي مساء الاثنين الجيش المصري إلى التدخل العسكري في ليبيا، لحماية الأمن القومي للبلدين. وشدد مجلس النواب الليبي على أهمية تضافر جهود مصر وايبيا لدحر "المُحتل الغازي" التركي.

خط أحمر

ويذكر أن السيسي حذّر في 20 يونيو من أنّ تقدّم القوات الموالية لحكومة الوفاق الوطني التي تسيطر على طرابلس والمدعومة من تركيا نحو الشرق سيدفع بلاده الى التدخّل العسكري المباشر في ليبيا.

وقال في كلمة عقب تفقده وحدات الجيش المصري في المنطقة العسكرية الغربية في كلمة بثها التلفزيون المصري "إذا كان يعتقد البعض أنه يستطيع أن يتجاوز خط سرت أو الجفرة فهذا بالنسبة لنا خط أحمر".

وعلّق السيسي على ذلك الخميس قائلا "إن الخطوط الحمراء التي أعلناها هي بالأساس دعوة للسلام وإنهاء الصراع في ليبيا".

والسبت نفّذ الجيش المصري مناورة عسكرية باسم "حسم 2020"، ضمّت تشكيلات من القوات البحرية والجوية والخاصة، في المناطق الحدودية الغربية بين مصر وليبيا.

وتشهد ليبيا التي تملك أكبر احتياطي نفط في إفريقيا نزاعاً بين سلطتين -- حكومة الوفاق الوطني المعترف بها من الأمم المتحدة ومقرّها طرابلس والمشير خليفة حفتر الذي يسيطر على شرق البلاد وجزء من جنوبها والمدعوم من البرلمان المنتخب ومقرّه طبرق.

ودخلت أطراف عديدة على خط النزاع الليبي، فمن جهة تدعم روسيا ومصر والإمارات العربية المتحدة المشير حفتر، بينما تدعم تركيا حكومة الوفاق الوطني المعترف بها من الأمم المتحدة.