إيلاف من لندن: يبدأ وزير الخارجية الايراني اليوم زيارة الى بغداد لاجراء مباحثات حول التوترات في المنطقة يستبق فيها زيارة يقوم بها الكاظمي الى السعودية غدا وإلى إيران الثلاثاء وسط توقعات بوساطة عراقية بين البلدين.

فقد أعلنت وزارة الخارجية العراقية خلال الساعات الاخيرة عن قيام وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف بزيارة إلى العراق الاحد وقالت في بيان صحافي تابعته "إيلاف" إن وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين سيلتقي اليوم مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف فور وصوله الى بغداد ويبحثان علاقات البلدين ثم يعقدان مؤتمراً صحفياً بعد اللقاء.

واشار المتحدث الرسمي للوزارة أحمد الصحاف الى ان الزيارة تأتي في سياق تعزيز جهود تعزيز العلاقات بين البلدين حيث سيبحث الوزيران التحديات المشتركة بما ينعكس ايجابا على المصالح المشتركة. واوضح ان ظريف سيجتمع كذلك مع الرؤساء الثلاثة للبلاد برهم صالح والحكومة مصطفى الكاظمي والبرلمان محمد الحلبوسي .
ومن المنتظر ان يناقش ظريف في بغداد جدول زيارة الكاظمي الى طهران الثلاثاء المقبل والموضوعات التي سيناقشها مع القادة الايرانيين وسط توقعات بواسطة عراقية بين ايران والسعودية التي سيحل بها الكاظمي غدا قبل زيارته لطهران الثلاثاء المقبل والى الولايات المتحدة الاميركية بعد عطلة عيد الاضحى الذي يصادف الاول من الشهر المقبل أغسطس.

تأتي زيارة الكاظمي الى السعودية وايران في اطار مساعي بغداد لتحقيق توازن في علاقاتها الاقليمية وتنفيذا للمنهاج الحكومي الذي حصلت عليه حكومة الكاظمي على ثقة البرلمان في السابع من مايو الماضي والذي نص على انه لايمكنُ ضمان السيادة الوطنية من دونِ اعتمادِ مبدأ التوازنِ في العلاقات الخارجية .. موضحا ان توازن العراق ينطلق من عدم تبنيهِ سياسة المحاورِ وعدمِ الدخول طرفاً في الصـراعاتِ والانفتاحِ الايجابيِّ على الدولِ الشقيقةِ الصديقةِ في نطاقِ عمقِهِ العربي وجوارِهِ الإسلامي والتزاماتِهِ الدولية. وشدد على سعي العراق إلى بناءِ منظومةٍ متكاملة من المصالحِ المشتركة في علاقاتِهِ الخارجية على المستويات المختلفة استناداً الى مبدأ السيادة الوطنية، وتسعى الدولةُ العراقيةُ الى الاسهام الفعّال في حلِّ الأزماتِ الإقليميةِ والدوليةِ، وضمانِ مصالحِها الوطنية عبرَ الحوارِ والتعاون الثنائيِّ والدوليِّ في المياهِ المشتركة وحقولِ النفط والغاز والتجارةِ العادلة، والتعاون الأمنيّ والاستخباريّ لضمانِ الأمنِ الإقليميِّ والدوليّ .

المليشيات الموالية لإيران في العراق
من جهته كشف مصدر مسؤول في الحكومة العراقية عن برنامج زيارة الكاظمي الى السعودية وإيران خلال اليومين المقبلين متحدثا عن عزم بغداد تقديم طلب لطهران بشأن الميليشيات المسلحة الموالية لها في البلاد.

ونقلت قناة "الحرة عراق" عن المسؤول العراقي الذي طلب عدم الكشف عن هويته في تصريح تابعته "إيلاف" قوله إن زيارة الكاظمي للسعودية ستبدأ الاثنين يسبقها وصول وفد من المجلس التنسيقي بين البلدين برئاسة وزير المالية العراقي علي علاوي ووزراء آخرين . وأضاف أن "زيارة الرياض ستشهد توقيع اتفاقيات ومذكرات تفاهم في مجالات الطاقة والاستثمار كما سيتم الإعلان خلالها عن افتتاح معبر عرعر الحدودي مع السعودية".

وتابع أن "الزيارة ستبحث أيضا التعهدات المالية التي وعدت السعودية بمنحها للعراق خلال مؤتمر المانحين الذي انعقد في الكويت في فبراير 2018 وأيضا موضوع ملعب كرة القدم الذي أهداه العاهل السعودي للشعب العراقي".

وتعهدت السعودية خلال المؤتمر بتخصيص مليار دولار لمشاريع استثمارية في العراق و500 مليون دولار إضافية لدعم الصادرات العراقية من بين 30 مليار دولار تعهدت الدول المشاركة في المؤتمر تقديمها الى العراق لاعادة اعمار ما خربته الحرب ضد تنظيم داعش.
المصدر أكد أن الكاظمي سيزور أيضا طهران يوم الثلاثاء مباشرة بعد اختتام زيارته للسعودية حيث من المقرر بحث ملفات تخص التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين والقضايا المتعلقة بتزويد الطاقة الكهربائية .

وبشأن ملف الجماعات الموالية لطهران في العراق قال المصدر إن "الحكومة العراقية جادة في حصر السلاح بيدها والتعامل مع المليشيات المسلحة خارج إطار الدولة والخارجة عن القانون".. منوها الى ان "الكاظمي سيتحدث مع الإيرانيين ويطلب منهم رفع يدهم عن بعض المجاميع المرتبطة بهم أو الذين يدعمونها".

وتصاعدت حدة التوتر بين الكاظمي والميليشيات الموالية لطهران خلال الآونة الأخيرة على خلفية قيام قوات مكافحة الإرهاب باعتقال عناصر من ميليشيا كتائب حزب الله الشهر الماضي بتهمة التخطيط لاستهداف المنطقة الخضراء المحصنة وسط بغداد. كما كشف المصدر العراقي عن توقيت زيارة الكاظمي المرتقبة للولايات المتحدة والتي ستجري الشهر المقبل.

وإضافة إلى صداقته مع ولي العهد السعودي، للكاظمي علاقات جيدة أيضا مع أجهزة الاستخبارات الإيرانية ودوائر حكومية في الدولة ما قد يجعل منه بحسب مراقبين وسيطا بين الخصمين الإقليميين. والكاظمي مقرب من واشنطن أيضا التي سيزورها لمتابعة الحوار الاستراتيجي العراق الاميركي وستكون هذه المرة الأولى التي يزور فيها رئيس وزراء عراقي البيت الأبيض منذ ثلاث سنوات.