إيلاف من لندن: فيما اعتبر ظريف علاقات بلاده متميزة مع العراق ولايمكن ان تتزعزع فقد نوه الى انه سيبحث في بغداد اليوم مقتل سليماني والمهندس بينما شدد نظيره العراقي على ان بلاده ترفض التدخل في شؤونها الداخلية وهي ترغب في علاقات متوازنة مع جميع دول الجوار.
وشدد وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف خلال مؤتمر صحافي في بغداد الاحد مع نظيره العراقي فؤاد حسين عقب مباحثاتهما وتابعته "أيلاف" على ضرورة ابعاد العراق والمنطقة عن التونرات الدولية وحماية سيادته منوها الى ان للعراق الحق في ان تكون له علاقات بناءة وطهران ترحب بدوره الفاعل في المنطقة والخليج.
واشار ظريف الى انه سيبحث مع المسؤولين العراقيين مقتل قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الايراني قاسم سليماني رفقة رئيس هيئة الحشد الشعبي العراقي ابو مهدي المهندس من قبل طائرة اميركية قرب مطار بغداد الدولي في الثالث من كانون الثاني يناير الماضي معتبرا قتلهما خسارة كبيرة للحرب ضد تنظيم داعش.
واكد ان علاقات بلاده مع العراق لايمكن ان تتزعزع وقال ان بلاده تطمح الى تطوير التعاون الامني والاقتصادي مع العراق وزيادة التبادل التجاري بينهما الى 20 مليار دولار سنويا. واضاف أن ايران ترحب بالدور الايجابي الذي يقوم به العراق في المنطقة مبينا ان بلاده تتمتع بععلاقات جيدة مع العراق على مستوى الطاقة والاستثمار.
وقال ظريف ان العراق وايران يرتبطان بأتفاقات كثيرة سيتم تفعيلها خلال الايام المقبلة في مجال الحدود المائية والربط السككي وتبادل الزوار .. مؤكدا ان "العراق جار مميز في التعاون الاقتصادي مع ايران".
ومن جانبه اوضح وزير الخارجية العراقي انه بحث مع ظريف العلاقات الثنائية وتوسيع التبادل التجاري والزيارات الدينية بين البلدين .. مشيرا الى ان الوزير الايراني "أكد لي ررغبة إيران بعراق قوي وعدم رغبتها بالتدخل في شؤونه الداخلية وأكدت له رغبتنا بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للعراق".
وشدد على ضرورة ابعاد المنطقة والعراق من التوترات الدولية وحماية السيادة مشيرا الى ان العراق يريد علاقات متوازنة مع دول الجوار. واوضح ان ظريف قد اكد له رغبة إيران بعراق قوي ورفضها التدخل في شؤونه الداخلية.. منوها الى ان العراق يعني قوة المنطقة وهو يريد علاقات متوازنة مع جميع دول الجوار.
وقال ان العراق يسعى الى علاقات متوازنة مع جميع دول الجوار منطلقا من المصلحة العراقية والمصالح المشتركة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية . واضاف ان وفدا عراقيا برئاسة رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي سيزور إيران في الأيام المقبلة.
وبدأ ظريف صباح اليوم زيارة الى بغداد لاجراء مباحثات حول التوترات في المنطقة يستبق فيها زيارة يقوم بها الكاظمي الى السعودية غدا والى ايران الثلاثاء وسط توقعات بوساطة عراقية بين اليلدين.
وسيجتمع ظريف في وقت لاحق مع الرؤساء الثلاثة للبلاد برهم صالح والحكومة مصطفى الكاظمي والبرلمان محمد الحلبوسي . ومن المنتظر ان يناقش الوزير في بغداد جدول زيارة الكاظمي الى طهران الثلاثاء المقبل والموضوعات التي سيناقشها مع القادة الايرانيين وسط توقعات بواسطة عراقية بين ايران والسعودية التي سيحل بها الكاظمي غدا قبل زيارته لطهران الثلاثاء المقبل والى الولايات المتحدة الاميركية بعد عطلة عيد الاضحى الذي يصادف الاول من الشهر المقبل آب أغسطس.
وبالترافق مع زيارة وزير الخارجية الايراني للعراق فقد أكد مجلس القضاء الأعلى العراقي اليوم استمرار إجراءات التحقيق في حادثة اغتيال سليماني والمهندس أن التعامل مع تلك الحادثة ينطلق من اعتبارها جريمة جنائية حصلت على أرض عراقية وقسم من المجنى عليهم فيها من العراقيين .
وأضاف انه تم اجراء الكشف والمرتسم على محل الحادث ودونت أقوال قسم من المدعين بالحق الشخصي والممثل القانوني عن سفارة ايران وعن المجني عليهم من الايرانيينو اجراءات التحقيق منذ زمن الحادث مستمرة وفق القانون العراقي .
الكاظمي الى السعودية وأيران
وتأتي زيارتا الكاظمي الى السعودية وايران في اطار مساعي بغداد لتحقيق توازن في علاقاتها الاقليمية وتنفيذا للمنهاج الحكومي الذي حصلت عليه حكومة الكاظمي على ثقة البرلمان في السابع من ايار مايو الماضي والذي نص على انه لايمكنُ ضمان السيادة الوطنية من دونِ اعتمادِ مبدأ التوازنِ في العلاقات الخارجية .. موضحا ان توازنُ العراق ينطلق من عدم تبنيهِ سياسة المحاورِ وعدمِ الدخول طرفاً في الصـراعاتِ والانفتاحِ الايجابيِّ على الدولِ الشقيقةِ الصديقةِ في نطاقِ عمقِهِ العربي وجوارِهِ الإسلامي والتزاماتِهِ الدولية. وشدد على سعى العراقُ إلى بناءِ منظومةٍ متكاملة من المصالحِ المشتركة في علاقاتِهِ الخارجية على المستويات المختلفة استناداً الى مبدأ السيادة الوطنية، وتسعى الدولةُ العراقيةُ الى الاسهام الفعّال في حلِّ الأزماتِ الإقليميةِ والدوليةِ، وضمانِ مصالحِها الوطنية عبرَ الحوارِ والتعاون الثنائيِّ والدوليِّ في المياهِ المشتركة وحقولِ النفط والغاز والتجارةِ العادلة، والتعاون الأمنيّ والاستخباريّ لضمانِ الأمنِ الإقليميِّ والدوليّ .
الكاظمي سيثير في طهران قضية المليشيات الموالية لها في العراق
ومن جهته كشف مصدر مسؤول في الحكومة العراقية عن برنامج زيارة الكاظمي الى السعودية وإيران خلال اليومين المقبلين متحدثا عن عزم بغداد تقديم طلب لطهران بشأن الميليشيات المسلحة الموالية لها في البلاد.
ونقلت قناة "ألحرة عراق" عن المسؤول العراقي الذي طلب عدم الكشف عن هويته في تصريح تابعته "أيلاف" قوله إن زيارة الكاظمي للسعودية ستبدأ الاثنين يسبقها وصول وفد من المجلس التنسيقي بين البلدين برئاسة وزير المالية العراقي علي علاوي ووزراء آخرين . وأضاف أن "زيارة الرياض ستشهد توقيع اتفاقيات ومذكرات تفاهم في مجالات الطاقة والاستثمار كما سيتم الإعلان خلالها عن افتتاح معبر عرعر الحدودي مع السعودية".
وتابع أن "الزيارة ستبحث أيضا التعهدات المالية التي وعدت السعودية بمنحها للعراق خلال مؤتمر المانحين الذي انعقد في الكويت في شباط فبراير 2018 وأيضا موضوع ملعب كرة القدم الذي أهداه العاهل السعودي للشعب العراقي".
وتعهدت السعودية خلال المؤتمر بتخصيص مليار دولار لمشاريع استثمارية في العراق و500 مليون دولار إضافية لدعم الصادرات العراقية من بين 30 مليار دولار تعهدت الدول المشاركة في المؤتمر تقديمها الى العراق لاعادة اعمار ماخربته الحرب ضد تنظيم داعش.
المصدر أكد أن الكاظمي سيزور أيضا طهران يوم الثلاثاء مباشرة بعد اختتام زيارته للسعودية حيث من المقرر بحث ملفات تخص التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين والقضايا المتعلقة بتزويد الطاقة الكهربائية .
وبشأن ملف الجماعات الموالية لطهران في العراق قال المصدر إن "الحكومة العراقية جادة في حصر السلاح بيدها والتعامل مع المليشيات المسلحة خارج إطار الدولة والخارجة عن القانون".. منوها الى ان "الكاظمي سيتحدث مع الإيرانيين ويطلب منهم رفع يدهم عن بعض المجاميع المرتبطة بهم أو الذين يدعمونها".
وتصاعدت حدة التوتر بين الكاظمي والميليشيات الموالية لطهران خلال الآونة الأخيرة على خلفية قيام قوات مكافحة الإرهاب باعتقال عناصر من ميليشيا كتائب حزب الله الشهر الماضي بتهمة التخطيط لاستهداف المنطقة الخضراء المحصنة وسط بغداد. كما كشف المصدر العراقي عن توقيت زيارة الكاظمي المرتقبة للولايات المتحدة والتي ستجري الشهر المقبل .
وإضافة إلى صداقته مع ولي العهد السعودي للكاظمي علاقات جيدة أيضا مع أجهزة الاستخبارات الإيرانية ودوائر حكومية في الدولة ما قد يجعل منه بحسب مراقبين وسيطا بين الخصمين الإقليميين. والكاظمي مقرب من واشنطن أيضا التي سيزورها لمتابعة الحوار الاستراتيجي العراق الاميركي وستكون هذه المرة الأولى التي يزور فيها رئيس وزراء عراقي البيت الأبيض منذ ثلاث سنوات.
التعليقات