إيلاف من لندن: عبر رئيس الحكومة العراقية مصطفى الكاظمي اليوم عن أمله في تعافي العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز سريعاً من الوعكة الصحية التي ألمت به، ليتمكن من زيارة المملكة والاطمئنان عليه شخصياً، فيما هاتف ولي العهد الأمير محمد متمنياً للملك موفور الصحة والسلامة.

وأكد الكاظمي أنه يتطلع إلى زيارة المملكة، وذلك بعد ساعات قليلة من تأجيل زيارة له كانت مقررة إلى الرياض بسبب وعكة صحية طارئة ألمت بالعاهل السعودي.

وكتب الكاظمي في تغريدة على حسابه في "تويتر" الاثنين: “أتطلع إلى خروج خادم الحرمين الشريفين من المستشفى بكامل الصحة والعافية، وفي أقرب وقت كي تتسنى لي زيارة المملكة العربية السعودية والاطمئنان عليه شخصياً”.

وشدد على أن "علاقات العراق والمملكة راسخة وترتكز على الإيمان بالمصالح الاستراتيجية المشتركة، وأنا متفائل بمستقبلها".

من جهته، أعلن مكتب رئيس الوزراء العراقي أن الكاظمي تلقى نبأ تعرض العاهل السعودي لوعكة صحية مهاتفاً ولي العهد الأمير محمد متمنيا للملك سلمان موفور الصحة والسلامة.

وقال مكتب الكاظمي إن رئيس الوزراء "تلقى بتضامن وتفاعل أخوي نبأ تعرض خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود إلى وعكة صحية طارئة دخل على اثرها المستشفى لإجراء بعض الفحوصات داعيا الله الشفاء العاجل لجلالته".

وأشار المكتب في بيان صحافي الاثنين تابعته "إيلاف" إلى أنه "مع وجود موعد مسبق لزيارة الكاظمي إلى المملكة العربية السعودية الشقيق، فقد تقرر تأجيل الزيارة إلى أقرب موعد ممكن يتفق عليه الجانبان".

وأضاف البيان أن الكاظمي قد أكد "في اتصال هاتفي مع سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان تمنياته الحارة لخادم الحرمين الشريفين بموفور الصحة والسلامة وللشعب السعودي الشقيق دوام الازدهار والسلام".

وفي وقت سابق اليوم، أعلنت وزارة الخارجية السعودية أن الرياض وبغداد اتفقتا على تأجيل زيارة الكاظمي إلى المملكة إلى أن يخرج الملك سلمان من المستشفى.

وقال وزير الخارجية فيصل بن فرحان في تغريدة له "تقدر المملكة لاختيار رئيس الوزراء العراقي زيارتها كأول دولة بعد توليه منصبه، واحتفاء بهذه الزيارة البالغة الأهمية ورغبة في توفير كل سبل النجاح لها، آثرت قيادتنا الرشيدة، بالتنسيق مع أشقائنا في العراق، تأجيل الزيارة إلى ما بعد خروج مولاي خادم الحرمين الشريفين من المستشفى".

وكان من المقرر أن يتوجه الكاظمي إلى الرياض اليوم في أول زيارة خارجية منذ رئاسته للحكومة العراقية في مايو الماضي في حين سبقه إلى هناك وفد رسمي رفيع بدأ مباحثات تمهيدية مع المسؤولين السعوديين بينما أكدت الرئاسات العراقية ضرورة الارتقاء بالعلاقات مع السعودية وإيران.

أهمية العلاقات مع السعودية وإيران

من جانبهم، بحث الرؤساء العراقيون الثلاثة للجمهورية برهم صالح والحكومة مصطفى الكاظمي والبرلمان محمد الحلبوسي آخر نتائج الوضع الصحي في ظل جائحة كورونا فضلاً عن مجمل التطورات السياسية والاقتصادية والأمنية في البلد.

وتم "التأكيد على أهمية العلاقات ما بين العراق والبلدين الجارين والحرص على الارتقاء بها بما يعزز سبل التعاون البنّاء في مختلف المجالات وبما يؤمّن مصالح الشعوب في المنطقة ويسهم في خلق بيئة إقليمية قائمة على حسن التفاهم ومراعاة السيادة الوطنية وتوطيد التفاهم المعزز للأمن والسلام والتقدم للمنطقة" كما قال بيان رئاسي عقب الاجتماع مساء امس تابعته “إيلاف".

‏‎وأشار الاجتماع إلى أن تعاون العراق مع أشقائه وجيرانه يساعد في إعادة البناء وتحسين الاقتصاد وضرورة العمل الجاد والحثيث من أجل تهيئة إمكانات الانتخابات المبكرة وتحديد موعد إجرائها في ضوء التعهدات والالتزام بالمسؤولية أمام الشعب ومطالبه وسرعة استكمال تعديلات القانون اللازم لتحقيق انتخابات حرة وعادلة ونزيهة تستجيب للإرادة الشعبية الديمقراطية.

كما جرى التأكيد على أهمية مواصلة الجهات الصحية توفير مستلزمات العلاج والفحوصات، وتطوير الإمكانات المتاحة للمستشفيات وأماكن العزل الصحي، وبما يؤمّن تقديم أفضل الخدمات العلاجية للمواطنين.

‏‎وناقش الرؤساء الثلاثة ‏‎ السبل الممكنة لتجاوز انعكاسات الوضع المالي الحالي على حياة المواطنين وبالذات الشرائح الاجتماعية محدودة الدخل والإمكانات، وبما يساعد على تأمين الخدمات، في المجال الصحي بشكل أساس وإدامة حركة الحياة والسوق.

كما أثنى الاجتماع على الإجراءات الحكومية الحريصة على تأمين تنوع مصادر الدخل الوطني والسعي للحد من الطبيعة الريعية للنظام الاقتصادي والمالي وأكد التقدير للإجراءات الحكومية المتخذة للسيطرة على المنافذ الحدودية والموانئ وضبط إجراءات العمل فيها واجتثاث الفساد والمفسدين وبما يحفظ المال العام والاقتصاد الوطني ويؤكد سيادة الدولة وقوة القانون.

‏‎مباحثات في الرياض استباقا لزيارة الكاظمي

وكان وفد عراقي رفيع المستوى برئاسة نائب رئيس الوزراء العراقي وزير المالية علي علاوي قد بدأ مباحثات في الرياض أمس.

وقالت الوكالة السعودية للأنباء إن المباحثات تأتي "في سياق عقد اجتماعات مجلس التنسيق السعودي العراقي الذي يهدف إلى تعزيز التواصل بين الدولتين على المستوى الاستراتيجي والتعاون في مختلف المجالات وتنمية الشراكة بين القطاع الخاص في البلدين وفتح آفاق جديدة من التعاون في المجالات الاقتصادية والتنموية والأمنية والاستثمارية والسياحية والثقافية والإعلامية، وتعميق التعاون المشترك بين الجانبين في الشؤون الدولية والإقليمية المهمة، وحماية المصالح المشتركة".

وضم الوفد العراقي وزراء التخطيط والنفط والصحة والكهرباء والزراعة والشباب والرياضة، والأمين العام لمجلس الوزراء العراقي حميد نعيم الغزي وسفير جمهورية العراق لدى السعودية قحطان طه خلف الجنابي.