لندن: دعا وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، يوم الثلاثاء، من العاصمة البريطانية لندن، العالم إلى الوقوف في وجه الصين، وقال إنه من الضروري أن تتصرف كل الدول بما فيها الصين بشكل ينسجم مع النظام الدولي.

وعقد الوزير الأميركي محادثات مع رئيس الحكومة البريطانية بوريس جونسون ووزير الخارجية دومينيك راب والحاكم السابق لهونغ كونغ كريس باتن وكذلك ناثان لو، أبرز الناشطين الشباب في حركة الإصلاح في هونغ كونغ المقيم حاليا في لندن.

وأجرى جونسون الذي توترت علاقته مع بكين بعد انتقاده إجراءاتها في هونغ كونغ واستبعاد شركة الاتصالات الصينية العملاقة هواوي من شبكات الجيل الخامس في البلاد، محادثات مع وزير الخارجية الأميركي في قاعة مجلس الوزراء قبل أن يستكملا المشاورات في حديقة 10 داونينغ ستريت حيث جلسا على بعد مترين بسبب البعد الاجتماعي.

لا تباعد سياسيا

وقال رئيس الوزراء البريطاني في هذا الصدد ممازحاً بومبيو: "التباعد الاجتماعي لا يعني تباعداً سياسياً ودبلوماسياً". وتناولت المحادثات بينهما، بالإضافة إلى اتفاق تجاري مستقبلي بين لندن وواشنطن بعد بريسكت، الوضع في هونغ كونغ وهي مسألة تثير غضب الصين.

وقال وزير الخارجية الأميركي إن المناقشات مع رئيس الوزراء كانت "بناءة وصريحة" وتراوحت بين هواوي واتفاقية التجارة الحرة.

وخلال محادثات بومبيو خلال مؤتمر صحافي مع نظيره البريطاني دومينيك راب حيث أشاد بالمحادثات "الصريحة" مع المسؤولين البريطانيين، دعا "كافة الدول الملتزمة بالحرية والديموقراطية إلى فهم الخطر الذي يشكله الحزب الشيوعي الصيني".

وتتقارب لندن مع مواقف واشنطن في الأشهر الأخيرة، حتى أنها غيرت موقفها نهائيا من شركة هواوي واستبعدتها من تطوير شبكات الجيل الخامس لديها.

ونفى وزير الخارجية الأميركي أن تكون واشنطن قد أرغمت حليفتها بريطانيا على تغيير موقفها في هذا الملف، وذلك في رد مباشر على اتهامات صينية لبريطانيا بالركوع للبيت الأبيض.

وقال بومبيو "هذا القرار اتخذ، ليس لأن الولايات المتحدة قالت إنه القرار الجيد، بل لأن المسؤولين هنا في المملكة المتحدة، استنتجوا أنه القرار الصائب لصالح الشعب البريطاني".

استبعاد هواوي

وأكدت لندن أنها استبعدت شركة "هواوي" من تطوير شبكة الجيل الخامس لأسباب أمنية، بعد فرض عقوبات أميركية في مايو على هذه المجموعة، لمنعها من حيازة أشباه مواصلات تصنع بمكونات أميركية. وردت الصين بالقول إن لندن تعرضت "للخداع" من الأميركيين.

وكان بومبيو اعتبر سابقاً أن "المعلومات التي تمر عبر هذه الشبكات الصينية سينتهي بها الأمر حتماً بين يدي الحزب الشيوعي الصيني".

وألقى بومبيو باللوم على الحزب الحاكم في الصين على وجه التحديد في تحول فيروس كورونا إلى جائحة، قائلاً إنه "يمكن الوقاية منه" و"استغلالها لهذه الكارثة لتعزيز مصالحها الخاصة أمر مشين".

حريات هونغ كونغ

وأضاف كبير الدبلوماسية الأميركية أن الحزب الشيوعي الصيني قد "سحق" حريات هونغ كونغ وضايق جيران الصين فيما يتعلق بمطالبة جزر في بحر الصين الجنوبي والأراضي المتنازع عليها على الحدود الصينية الهندية.

وهنأ بومبيو حكومة المملكة المتحدة لقرارها بإزالة معدات هواوي Huaweiمن شبكات الجيل الخامس 5G البريطانية وقال إنها "فتحت أبوابها بسخاء" لشعب هونغ كونج، وأوقفت معاهدة التسليم مع هونغ كونغوأدخلت حظرًا على الأسلحة على الأسلحة التي يمكن استخدامها ضد المحتجين.

واضاف "نحن نؤيد تلك الخيارات السيادية ونعتقد انها أحسنت."

وأثارت لندن غضب الصين عندما أعلنت تسهيل منح الجنسية البريطانية لما يقرب من 3 ملايين من سكان هونغ كونغ، ردا على قانون الأمن القومي الصيني الذي فرضته بكين على المستعمرة البريطانية السابقة الشهر الماضي.

تعاون بريطاني أميركي

من جانبه، قال وزير الخارجية البريطاني إنه تحدث إلى بومبيو حول الكيفية التي يمكن بها للمملكة المتحدة والولايات المتحدة تنويع الاتصالات والبنية التحتية الأخرى، والتي ثبت أنها ضرورية من خلال كمية معدات الحماية الشخصية المطلوبة خلال جائحة فيروسات التاجية.

وبدا السيد راب إيجابياً بشأن اتفاق للتجارة الحرة يتم الاتفاق عليه مع الولايات المتحدة ، قائلاً إن حجم المبيعات السنوي الحالي البالغ 3 مليارات جنيه استرليني بين الشركات البريطانية والأمريكية يمكن أن يزيد.

وقال بومبيو إن الصفقة كانت "نقطة تركيز أساسية" وأعرب عن أمله في إتمامها "قبل وقت طويل".

تصعيد بريطاني

وصعد البريطانيون الموقف الاثنين من خلال تعليق اتفاق تبادل المطلوبين مع هونغ كونغ، وتوسيع حظر الأسلحة الذي تم تطبيقه على البر الرئيسي للصين، باعتبار أن بكين تنتهك شروط المعاهدة الصينية البريطانية لعام 1997 والتي رافقت إعادة هونغ كونغ للصين.

ويرى النظام الصيني أن قانون الأمن القومي الذي يهدف إلى قمع الأنشطة التخريبية، من شأنه تحقيق الاستقرار في هونغ كونغ ووضع حد للعنف الذي تخلل الحركة الاحتجاجية عام 2019، وكذلك قمع التيار المؤيد لاستقلال هذه المدينة عن الصين.

من جانبها، ألغت واشنطن المعاملة التفضيلية التي كانت تتمتّع بها هونغ كونغ في التجارة مع الولايات المتّحدة وقيّدت منح تأشيرات الدخول للمسؤولين الصينيين المتهمين بـ "التشكيك" في الحكم الذاتي للإقليم، وأوقفت بيع معدات دفاع حساسة لهونغ كونغ.