في زيارة سريعة إلى القاهرة، أكد وزير الخارجية السعودي دعم المملكة الثابت لموقف مصر في ليبيا، ولإعلان القاهرة، وأهمية احترام الأمن القومي المصري، وإبعاد التدخلات الأجنبية في ليبيا.

القاهرة: أكد فيصل بن فرحان، وزير الخارجية السعودي، إثر محادثات الاثنين في القاهرة مع نظيره المصري سامح شكري دعم المملكة الكامل لموقف مصر في الأزمة الليبية، قائلًا في مؤتمر صحافي مشترك مع شكري خلال زيارة سريعة للعاصمة المصرية: "تحدثنا عن الوضع في ليبيا وأكدت لمعالي الوزير دعم المملكة الكامل للموقف المصري ولإعلان القاهرة".

كذلك، أكد الوزير السعودي موقف المملكة الثابت "من أهمية (..) احترام مقومات الأمن الوطني المصري وابعاد ليبيا عن التدخلات الأجنبية".

وقبل مغادرته العاصمة المصرية، التقى الوزير السعودي الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في حضور شكري، وفق بيان للمتحدث باسم الرئاسة المصرية بسّام راضي، ذكر فيه أن اللقاء شهد مباحثات حول مختلف جوانب العلاقات الثنائية، "فضلًا عن التشاور إزاء مستجدات القضايا ذات الاهتمام المشترك على الساحة الإقليمية، خصوصًا ليبيا واليمن وسوريا والعراق، وتم التوافق على أن مسارات الحلول السياسية هي الأساس لحل تلك القضايا".

نزاع بين سلطتين

ومنذ عام 2011، تشهد ليبيا التي تملك أكبر احتياطي نفط في أفريقيا نزاعًا بين سلطتين: حكومة الوفاق الوطني المعترف بها من الأمم المتحدة ومقرّها طرابلس، والمشير خليفة حفتر الذي يسيطر على شرق البلاد وجزء من جنوبها والمدعوم من البرلمان المنتخب ومقرّه طبرق.

دخلت أطراف عدة على خط النزاع الليبي. فمن جهة، تدعم مصر ودولة الإمارات العربية المتحدة وروسيا المشير حفتر، الرجل النافذ في شرق البلاد، بينما تدعم تركيا حكومة الوفاق الوطني. وفي الأسبوع الماضي، وافق البرلمان المصري على قيام الجيش بمهام قتالية في الخارج، ما يعني تدخلا عسكريًا محتملًا في ليبيا، بعد إعلان مجلس النواب الليبي المؤيّد لحفتر أنّه أجاز لمصر التدخّل عسكريًا في ليبيا "لحماية الأمن القومي للبلدين".

أتت التهديدات المصرية بعدما صدت حكومة الوفاق الوطني الشهر الماضي هجومًا استمر عامًا شنته قوات حفتر التي حاولت السيطرة على طرابلس في شمال غرب البلاد. وحذّر السيسي في 20 يونيو من أن تقدّم القوات الموالية لحكومة الوفاق الوطني التي تسيطر على طرابلس والمدعومة من تركيا نحو الشرق سيدفع بلاده إلى التدخّل العسكري المباشر في ليبيا. واعتبرت حكومة الوفاق الوطني هذه التحذيرات بمثابة "إعلان حرب".