واشنطن: دعت كامالا هاريس التي نصبت رسميا الاربعاء مرشحة ديموقراطية لمنصب نائب الرئيس، الأميركيين الى هزم الرئيس دونالد ترمب في الانتخابات المقبلة حيث الديموقراطية، بحسب باراك أوباما، على المحك.

وقالت السناتورة عن كاليفورنيا (55 عاما)، والتي قد تفتح صفحة جديدة في التاريخ الأميركي في 3 نوفمبر عبر كونها أول امرأة تصبح نائبة للرئيس "نحن نستحق أفضل بكثير!".

ودعت المدّعية العامّة السابقة لولاية فلوريدا المتحدّرة من أب جامايكي وأم هندية إلى التعبئة لتجنب انتكاسة جديدة، بعد تلك - غير المتوقعة - لهيلاري كلينتون في عام 2016، منددة بـ "الفوضى الدائمة" و"عدم الكفاءة" و"القسوة".

وقالت إنّ "فشل دونالد ترمب في القيادة أدّى إلى خسائر في الأرواح وسبل العيش" مشيرة إلى وباء كوفيد-19 الذي أدى إلى 170 ألف حالة وفاة في الولايات المتحدة.

وأضافت في خطاب مليء بالحكايات الشخصية، قبل أن ينضم إليها جو بايدن مبتسمًا على المنصة مع الالتزام بقواعد التباعد الإجتماعي "لا يوجد لقاح للعنصرية، علينا القيام بالمهمة".

ومن المقرر أن يختتم المؤتمر الديموقراطي، الذي تم تنظيمه هذا العام عبر الإنترنت بسبب الوباء، بخطاب لجو بايدن (77 عاما)، الذي ترشح لرئاسة الدولة العظمى بعد نصف قرن تقريبًا من دخوله معترك الحياة السياسية.

- "عواقب وخيمة" -

وجه الرئيس السابق باراك أوباما، قبل 75 يومًا من الانتخابات، بوجه متجهم، لائحة اتهام قاسية ضد الملياردير الجمهوري الذي خلفه في البيت الأبيض في 20 يناير 2017.

قال أوباما، الذي تقاعد من الحياة السياسية رغم كونه أصغر سنا بكثير من المرشحين في السباق الرئاسي "كنت آمل، لصالح بلدنا، أن يُظهر دونالد ترمب الرغبة في أخذ دوره على محمل الجد، وأن يشعر بثقل المنصب".

وأضاف أوباما، الرئيس الثالث السابق الذي دعم جو بايدن في المؤتمر بعد بيل كلينتون وجيمي كارتر، "لكنه لم يفعل ذلك قط".

وأوضح "أن عواقب هذا الفشل وخيمة مع وفاة 170 ألف أميركي وفقدان ملايين الوظائف وتحرير أسوأ غرائزنا" متهما خليفته باستخدام الرئاسة "كبرنامج إضافي لتلفزيون الواقع".

خلال خطاب أوباما، كثف ترمب التغريدات الغاضبة بأحرف كبيرة، متهماً سلفه على وجه الخصوص بالتجسس عليه خلال حملته الانتخابية.

قبل ساعات قليلة، بعد بث مقتطفات من الخطاب، كان قد رد عليه بقوة.

وكتب "عندما أسمع ذلك وأرى الرعب الذي خلفه لنا، وغباء الاتفاقات التي عقدها ..." مضيفا "انظروا إلى أي مدى كان سيئًا، وكم كان رئيسا غير فعال".

كما تهكم ترمب من "هيلاري الخسيسة"، وهو اللقب الساخر الذي أطلقه على كلينتون، حتى قبل بث خطابها، الذي شاركت به المرشحة الرئاسية السابقة في المؤتمر.

وقالت كلينتون، التي فشلت قبل أربع سنوات في أن تصبح أول رئيسة للولايات المتحدة "منذ أربع سنوات، كان الناس يخبرونني لم ندرك مدى خطورته (...) أو ما هو أسوأ كان علي أن أصوت"، داعية إلى صحوة لتفادي حدوث خيبة امل غداة الانتخابات.

في المقابل، يواصل ترمب اللعب على وتر التباين مع الذي أطلق عليه "سليبي جو (جو النعسان)" من خلال زيادة تنقلاته، من ويسكونسن إلى أريزونا.

إن غياب بايدن، وندرة خروجه من المنزل، وكونه لا يعقد مؤتمرات صحفية، أضحت إحدى المبررات الرئيسية للجمهوريين في محاولة لإضعاف هذا السياسي الذي يتصدر الاستطلاعات.

ويعكس هذا الانقسام قمة التمزق الحالية في المجتمع الأميركي.

ويبدو المجتمع منقسما بين دعوة معسكر ترمب لاستئناف العمل في بلد من شأنه أن يزدهر اقتصاديًا مرة أخرى، ومن ناحية أخرى المعسكر الديمقراطي الذي يأخذ على السلطة التنفيذية عجزها في إدارة الأزمة الصحية والتي من شأنها أن تتفاقم.

"التعاطف" مع "جو"
ويعقد المؤتمر الجمهوري، الذي تقلص، بشكل افتراضي على نطاق واسع، الأسبوع المقبل. ويلقي ترمب خطابه على الهواء مباشرة من البيت الأبيض. ووجه له خصومه تهمة طمس الخطوط الفاصلة بين وظيفته وما يناسب حملته.

والسؤال الذي يطرح نفسه كل أربع سنوات يبقى حول تأثير هذا السيل من الخطب من كلا المعسكرين في أيام قليلة.

وفي أميركا المنقسمة، حيث يبلغ الخطاب السياسي أحيانًا مستوى غير مسبوق من العدوانية، أدرك أوباما نفسه حدود الممارسة.

وأقر "إنني أدرك جيدًا حقيقة أنه في عصر اتسم بهذا القدر من الانقسام، اتخذ معظمكم قراره بالفعل" قبل ان يتوجه الى الذين يميلون الى الامتناع عن التصويت. وأثنى على بايدن، مشيدًا بشكل مطول بـ "تعاطفه".