إيلاف من لندن: كشف رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي الجمعة عن مشاركته في عمان منتصف الاسبوع المقبل في قمة عراقية مصرية اردنية وصفها بالمهمة واكد ان العراق يحترم دول الجوار وان عليها معاملته بالمثل، مشيرا الى اتفاق على نشر القوات الاميركية في العراق وخارجه خلال ثلاث سنوات.

وقال الكاظمي "العراق يحترم جيرانه، ويطلب مبادلته بالمثل"، مشيراً إلى أن زيارته إلى الأردن ستكون منتصف الأسبوع المقبل للبحث في تطوير علاقات البلدين.

وأوضح الكاظمي لوكالة الانباء العراقية الرسمية أن "الزيارة تتضمن إكمال الحوار العراقي المصري الأردني الذي بدأ في القاهرة في زمن الحكومة السابقة وسيكون لقاء ثلاثياً بين الملك عبد لله الثاني والرئيس عبد الفتاح السيسي ورئيس وزراء العراق".

ووصف القمة الثلاثية بالمهمة لتطوير العلاقات الثلاثية في ما يخص المجال الاقتصادي، وكذلك في ما يتعلق بالتطورات في المنطقة.

وكان عام 2019 قد شهد عقد الرئيسين السيسي والعراقي برهم صالح والعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني قمتين، الأولى احتضنتها القاهرة في مارس، والثانية في نيويورك في سبتمبر، على هامش انعقاد الجلسة العامة للأمم المتحدة، حيث تسعى الدول العربية الثلاث إلى تنسيق مواقفها حول قضايا الشرق الأوسط في المحافل الدولية والإقليمية.

كما تتصدر مشروعات الطاقة والربط الكهربائي مشهد المصالح الاقتصادية بين الدول الثلاث التي اتفقت على التعاون في مجال مكافحة الإرهاب والتمسك بمبادرة السلام العربية لحل القضية الفلسطينية وضرورة تفعيل الدور العربي في سوريا والعمل على تعزيز التكامل والتعاون الاقتصادي والتجاري والطاقة في ما بين بغداد وعمان والقاهرة ضمن خطة زمنية محددة.

اجتماع مع رئيسة الكونغرس

وعن تمديد زيارته الى واشنطن، أوضح الكاظمي أن هذا التمديد جاء بطلب من الكونغرس الأميركي "كي نعقد اجتماعاً مع رئيسة الكونغرس" الديمقراطية نانسي بيلوسي، مبيناً أن"الجانب الأميركي جاد في بناء علاقة مع العراق تعتمد على مبدأ احترام السيادة. واشار الى ان هذا اللقاء سيوفر فرصة لشرح مطالب العراقيين أمام ممثلي الشعب الأميركي في الكونغرس ومجلس الشيوخ وسبل مساعدة العراقيين.

ووصف الكاظمي اجتماعه مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب مساء الخميس بالمهم والناجح، وقال إن "كلا الطرفين العراقي والأميركي خرجا مرتاحين من اللقاء حيث جرى الحديث عن التعاون الاقتصادي والأمني بين البلدين وإعادة تقييم الوجود الأميركي في العراق.

واشار الى أنه "تم الاتفاق من خلال الحوار الاستراتيجي برئاسة وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين ونظيره الأميركي مايك بومبيو على مجموعة مبادئ تصب جميعها في مصالح الشعب العراقي التي تتعلق بتواجد القوات الأميركية وإعادة جدولته وإعادة انتشارها خارج العراق".

وقال أنه "تم الاتفاق ضمن الحوار الاستراتيجي ايضا على تشكيل فريق فني مشترك لإيجاد آلية لهذا الانتشار خارج العراق. واضاف أنه "للمرة الاولى أرى مواقف أميركية واضحة ومتفهمة لمطالب الحكومة العراقية"، مشيراً إلى أن الرئيس ترمب أكد أن القوات الأميركية ستنسحب من العراق خلال الثلاث سنوات المقبلة ،وهم يبحثون انتشارها خارج العراق، وقال ان أعداد القوات الأميركية قليلة جداً وبالفعل هي قليلة لكنّ العراق يحتاج إلى هذه القوات لتدريب وتطوير قوات الجيش والأجهزة الأمنية

العراق يحتاج الى شراكة صناعية مع اميركا

وأوضح الكاظمي أنه"من الجانب الاقتصادي، فالعراق يحتاج إلى تقييم العلاقة من أجل مصالحه خاصة أن أميركا دولة مهمة وفيها صناعات كبرى في مجالات النفط والطاقة وكذلك التعليم، مؤكداً أن "العراق لديه فرصة للاستفادة من شراكة مع دولة صناعية كبرى مثل الولايات المتحدة".

واوضح انه "تم توقيع مجموعة من مذكرات التفاهم في مجال النفط والطاقة وأهمها عقد في ما يخص النفط في محافظة ذي قار الجنوبية وهو مشروع استراتيجي فيه فائدة كبيرة لأبناء المحافظة والعراق عموماً". وبين انه "بكل تأكيد أن هذه الشراكة تؤسس لعلاقة جديدة تُبنى على أساس علاقة دولة مع دولة"، مشيراً إلى أن" وجهة النظر العراقية وقرار مصالح العراق لا يقررهما الآخرون".

ونوه الكاظمي إلى أن "ما قاله خلال زيارته الأخيرة إلى إيران هو نفسه ما قاله إلى الولايات المتحدة وهو البحث عن علاقات دولة مع دولة والبحث عن علاقة الخصوصية العراقية التي تقدرها مصلحة العراق".

وشدد بالقول "نحن دائماً نرفع شعار العراق أولاً، واليوم في هذه الزاوية نعتقد أن مصلحة العراق هي من تقرر نوع علاقاته وأخبرنا الجانب الأميركي بأننا نعمل على مبدأ العلاقة وفق السيادة العراقية".

رفض الاعتداءات التركية

وحول الانتهاكات التركية لأراضي العراق الشمالية، أشار الكاظمي إلى أن "تركيا دولة جارة ودولة كبيرة ومهمة جداً ولكن في الوقت نفسه نحن نرفض الاعتداء التركي على الأراضي العراقية وكذلك نرفض الاعتداءات من بعض الأطراف على الأراضي التركية انطلاقاً من العراق أو حتى من دول أخرى".

ونوه إلى أن"الدستور العراقي لا يسمح بأن يكون العراق منطلقاً للاعتداء على أي دولة من جيرانه ولا نسمح بذلك لا مع تركيا أو مع غيرها".

وكان الرئيس ترمب قال خلال اجتماعه مع الكاظمي مساء الخميس إن الولايات المتحدة لديها علاقات جيدة مع الأتراك متعهدًا بالحديث مع نظيره التركي رجب طيب إردوغان بهذا الشأن.