إيلاف من لندن: دعت الممثلة الخاصة للأمين العام للامم المتحدة في العراق جانين هينيس بلاسخارت في احاطة أمام مجلس الأمن الدولي الاربعاء الى تخليص مفوضية الانتخابات من الضغوط السياسية لضمان اقتراع نزيه وشددت على ضرورة وقف قتل الناشطين وانهاء سلطة المليشيات والتدخل الايراني وأكدت وجود امل في خطوات الحكومة العراقية برئاسة مصطفى الكاظمي داعية الى مفاوضات بناءة بين بغداد واربيل.

وشددت بلاسخارت في احاطتها الفصلية امام مجلس الامن الدولي في نيويورك وتابعتها "إيلاف" على ضرورة أن تكون الانتخابات ذات مصداقية، منوهة الى ان هذه ليست مسؤولية المفوضية العليا المستقلة للانتخابات والحكومة فحسب، بل تقع أيضًا على عاتق جميع الفاعلين السياسيين العراقيين وأصحاب المصلحة في الانتخابات.

وقالت إن استعادة ثقة الجمهور عمل شاق وضمن هذا السياق، ستثبت الانتخابات الحرة والعادلة أنها حاسمة وقد تفتح "إعادة التعيين" الانتخابية فصلاً جديدًا ومهمًا للعراق.

وأوضحت انه لمواجهة التحديات الانتخابية وبناء ثقة الجمهور في حيادها وقدراتها، تحتاج المفوضية العليا المستقلة للانتخابات إلى اعتماد تدابير عملية لسجل ناخبين شامل وجامع ونظام نتائج انتخابات شفافة ومجربة وموثوقة وإطار عمل حكيم للتعامل مع الشكاوى والطعون.

وشددت على ضرورة تعزيز المفوضية العليا المستقلة للانتخابات وتحريرها من الضغوط السياسية المستمرة. وبينت ان المطلب الشعبي الرئيسي هو إجراء انتخابات مبكرة ، وقد تم الآن الإعلان عن تاريخ 6 يونيو 2021.

واشادت بلاسخارت "بشجاعة وانضباط وتضحيات النساء والرجال العراقيين في مواجهة المصاعب المشتركة واكدت "ضرورة أن نحافظ على دعمنا للعراقيين الشجعان الذين لا يستسلمون، والذين يواصلون الضغط من أجل التغيير".

وقف اغتيال الناشطين
وطالبت بلاسخارتل بوضع حد لعمليات اغتيال الناشطين والمتظاهرين، حاثة بغداد وأربيل على مواصلة الحوار لحل الملفات العالقة بينهما.

وقالت إن الأمم المتحدة تعلم أن العراق يمر بمرحلة انتقالية ولهذا ويجب توفير الكثير من الأموال لإنجاح مهمة يونامي مؤكدة أن هذه الشراكة والعمل المشترك سيستمران.

وشددت على أن الأمم المتحدة لن تسمح بقتل الناس لأي سبب، مشيرة إلى مقتل أكثر من 600 شخص حتى الآن نتيجة التظاهرات في العراق داعية إلى العمل بجد لتحقيق مطالب المتظاهرين.

واكدت على المجتمع الدولي بأن يزيد من ضغوطه على إيران وعدم السماح لها بالاستمرار في أدائها الحالي منوهة إلى أن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو أكد على ضرورة إنهاء سلطة الميليشيات في العراق.

واضافت ان هذا يعني أنه في حين أن المواطنين العراقيين في حاجة ماسة إلى بيئة مستقرة وآمنة، فإن قعقعة السيوف مستمرة. وبالكاد يستطيع العراقيون تحمل دورة أخرى من العنف المتصاعد ولقد حان الوقت لهؤلاء الفاعلين المتشددين لإلقاء نظرة فاحصة طويلة في المرآة.
وعبرت عن الاسف الشديد لمواصلة الجماعات المسلحة استعراض عضلاتها بتهور وتسعى عمومًا إلى خلق بيئة من الترهيب الصريح.

وشددت على انه يجب عدم السماح لأي حزب أو شخص أو كيان باختطاف المطالب المشروعة للشعب العراقي.

الفساد المستشري
وحول الأوضاع الاقتصادية في العراق، اشارت إلى أنه من المتوقع أن يشهد العراق انخفاضاً بنسبة 9.7% في الناتج المحلي الإجمالي، مشددة على أن الفساد لا يزال مستشرياً في العراق وتكلفته الاقتصادية لا توصف حيث يستمر في سرقة الموارد التي تمس الحاجة إليها من العراقيين ويؤدي إلى تآكل ثقة المستثمرين.

التصعيد التركي
وعن العلاقات بين بغداد وأربيل، اكدت بلاسخارت المفاوضات البناءة هي السبيل الوحيد القابل للتطبيق إلى الأمام. واشارت الى تشجيعها لمواصلة المباحثات من أجل حل الخلافات والقضايا العالقة بينهما.

ونوهت الى ان التصعيد الأخير في المناطق الحدودية العراقية التركية هو أيضًا مصدر قلق كبير .. وقالت "نواصل حث البلدين على حل الخلافات والقضايا العالقة بينهما المستمرة منذ 15 عاما من خلال الحوار والتعاون مع الاحترام الكامل للسيادة الوطنية.

بوادر أمل
وقالت بلاسخارت ان حكومة الكاظمي مصممة على إبقاء قنوات الاتصال والتبادل المتعددة مفتوحة ، واختيار الحوار بين الدول وبناء العلاقات أولاً وقبل كل شيء.

وقالت إن حكومة العراق تعمل في بيئة جيوسياسية فريدة من نوعها .. واضافت "أود أن أحيي وأشجع الجهود العراقية للتأكيد على الاستقلال والسيادة الوطنيين، وهذه بالتأكيد بوادر أمل، ولكن هناك حاجة ماسة إلى مزيد من الإجراءات لتحقيق العدالة والمساءلة الحقيقيين إدانة العنف والإعلان عن التحقيقات ليست سوى خطوة أولى".

وبينت قائلة "نحن نشهد تحركًا نحو قدر أكبر من المساءلة ودعم أقوى لحرية التعبير والتجمع والتزامًا ملموسًا بالعدالة.