حذر حليف كبير للمستشارة الألمانية، أنغيلا ميركل، من أن يفقد الاتحاد الأوروبي أي مصداقية له، إذا لم يتحرك في ما يتعلق بتسميم المعارض الروسي أليكسي نافالني بغاز أعصاب.

وقال نوبرت روتغن، وهو رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الألماني، إنه ينبغي على ألمانيا الآن أن تعيد النظر في صفقة غاز كبيرة مع روسيا.

وتعرضت الحكومة الروسية لتنديد واسع بعدما أعلنت ألمانيا أن نافالني تعرض للتسميم بغاز نوفيتشوك.

ويرقد المعارض الروسي حاليا في حالة غيبوبة بأحد مستشفيات العاصمة الألمانية برلين.

وطالب روتغن الاتحاد الأوروبي برد صارم على قضية نافالني. ويوصف نوفيتشوك بأنه غاز أعصاب شديد الخطورة، أُنتج في مختبرات دولة.

وقال روتغن للتلفزيون الألماني (أي أر دي): "ها نحن مرة أخرى أمام تصرفات نظام (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين الوحشية، الذي يعامل الناس بازدراء".

وأشار إلى أن قبضة بوتين امتدت إلى سوريا، وليبيا ثم بيلاروسيا، قائلا: "السؤال هو هل سيستمر سكوت الأوروبيين؟ وإذا كان ذلك، فإننا سنفقد كل مصداقية لنا، لن يأخذنا أحد على محمل الجد".

وقالت ميركل في وقت سابق إن نافالني تعرض إلى محاولة قتل، وأن العالم كله ينتظر إجابات من روسيا، مضيفة أن الرد سيكون "مناسبا ومشتركا" من الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي (ناتو). وقالت إن "تسميم نافالني انتهاك للقيم والحقوق الأساسية التي نلتزم بها".

واعترض الكرملين على التشخيص الألماني، وقال إنه لم يطلع على البيانات الألمانية عن حالة نافالني.

شكوك بخصوص صفقة الغاز الروسي

وحذر روتغن من أن تصبح ألمانيا مرهونة بروسيا إن هي مضت قدما في مشروع نورث ستريم 2، وهو خط غاز مثير للجدل، طوله 1225 كيلومترا، تملكه شركة غازبروم الروسية.

وقال أيضا إن المضي في المشروع سيشجع بوتين على تجاهل الاحتجاجات الغربية بخصوص قضية نافالني والهجمات الأخرى التي يشنها على معارضيه.

ويعد روتغن مرشحا قويا لخلافة ميركل مستشارا لألمانيا العام المقبل.

وعبرت ميركل الثلاثاء الماضي عن أملها في استكمال صفقة نورث ستريم 2.

وفرض الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، عقوبات على أي شركة تساعد غازبروم في استكمال المشروع.

ولكن معارضيه يتساءلون عن سبب سكوته إزاء قضية تسميم نافالني.

أما منافسه في الانتخابات جو بايدن، فاتهم الكرملين بتنفيذ محاولة "وقحة وشائنة" لقتل نافالني. وأضاف أن ترامب رفض مواجهة بوتين ووصفه بأنه "إنسان رائع".

ونُقل نافالني إلى ألمانيا بعدما سقط مغشيا عليه في رحلة جوية في سيبيريا يوم 20 أغسطس/ آب.

ويقول العاملون معه إنه تعرض للتسميم بأمر من بوتين، ولكن الكرملين نفى هذه الادعاءات.

وعثر فريق من الخبراء الألمان على أدلة تثبت "دون أدنى شك" أنه تعرض لغاز الأعصاب نوفيتشوك.

وقال مستشفى "شاريتي" أن تعافي نافالني سيأخذ وقتا طويلا، وأنه لا يستبعد آثارا جانبية طويلة الأمد أيضا. ولكنه أشار إلى أن إغلاق الغاز لأنزيمات في جسمه بدأ يتراجع.

وطالبت متحدثة باسم الكرملين الأربعاء ألمانيا بتبادل المعلومات. ووصفت ماريا زاكاروفا الادعاءات المتعلقة بغاز نوفيتشوك بأنها تفتقر إلى أي دليل، قائلة: "أين هي الحقائق؟ أين هي الأدلة؟ نريد على الأقل بعض المعلومات".

سخط دولي

وتعرض جاسوس روسي سابق، يُدعى سيرغي سكريبال، إلى التسميم بغاز الأعصاب نوفيتشوك مع ابنته في بريطانيا في عام 2018. ونجا الاثنان بعد العلاج، ولكن امرأة بريطانية لقيت حتفها في المستشفى بعد تعرضها للغاز. واتهمت بريطانيا المخابرات العسكرية الروسية بالعملية.

واتخذت 20 دولة قرارا مشتركا بطرد أكثر من 100 دبلوماسي وجاسوس روسي ردا على الهجوم.

ووصف رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، العملية الأخيرة بأنها "شائنة"، وقال: "على الحكومة الروسية الآن تفسير ما حدث لنافالني. سنعمل مع شركائنا للتأكد من إحقاق العدالة".

وطالب الاتحاد الأوروبي الحكومة الروسية بإجراء تحقيق شفاف، ومحاكمة الضالعين في العملية.

وقال رئيس المجلس الأوروبي، شارل ميشال: "أدين بأقوى عبارات التنديد محاولة إسكات زعيم المعارضة نافالني باستعمال غاز أعصاب عسكري".

وطالب الأمين العام للناتو، يان ستولتنبرغ، في تغريدة بموقع تويتر بإجراء تحقيق في القضية.

أما مجلس الأمن القومي الأمريكي فوصف التسميم بأنه "عمل مستهجن". وقال "سنعمل مع شركائنا والمجتمع الدولي على محاسبة المسؤولين عن هذا العمل في روسيا، حيثما قادتنا أدلة، وسنقيد تمويل أنشطتهم الخبيثة".