اعتقلت الشرطة الاسترالية العشرات من الأشخاص وسط مظاهرات مناهضة لإجراءات الإغلاق شارك فيها المئات في كل أنحاء البلاد.

ففي ميلبورن، مركز تفشي الوباء في استراليا، شارك حوالي 300 شخص في مسيرة تحدياً للإجراءات الصارمة المفروضة منذ شهر.

وخرجت مظاهرات أصغر حجما في كل من سيدني وبريسبان وأديلايد وبيرث.

وكان رئيس الوزراء سكوت موريسون قد قال الجمعة إن سبعا من ولايات البلاد الثماني وافقت على فتح حدودها الداخلية اعتبارا من ديسمبر/ كانون أول المقبل.

وحذّر موريسون من أنه "في غياب لقاح للمرض، قد يتعين علينا أن نعيش على هذا المنوال لسنوات."

يذكر أن حالات الإصابة بفيروس كورونا المؤكدة في استراليا تضاعفت أكثر من ثلاث مرات لترتفع إلى 26,000 حالة خلال الشهرين الماضيين، مع ارتفاع عدد الوفيات من 104 إلى 748.

ما الذي جرى في الاحتجاجات؟

في ميلبورن، هتف المحتجون بشعاري "الحرية" و "حقوق الإنسان مهمة" وسط حضور مكثف للشرطة.

وكان رئيس وزراء ولاية فيكتوريا دانييل أندروز صاحب النصيب الأكبر من انتقادات المحتجين. فقد قالت إحدى المحتجات وتدعى فيونا كات لوكالة فرانس برس "نحن في مدينة يعتبر العلاج الذي يقترحه دانييل أندروز فيها أسوأ مما يجري حالياً."

وقالت الشرطة إنها اعتقلت 15 شخصا- 14 منهم لانتهاكهم قيود الإغلاق وواحد لاعتدائه على رجل شرطة وإصابته بجروح في رأسه. وفرضت الشرطة أكثر من 150 غرامة على أشخاص بتهمة خرق إجراءات الإغلاق.

عراك ومشادات بين الشرطة والمحتجين في مدينة ميلبورن
EPA
عراك ومشادات بين الشرطة والمحتجين في مدينة ميلبورن

وأدان أندروز ما حدث وقال في تصريحات صحفية: " إن هذا العمل ليس آمنا، وليس ذكيا، وليس قانونيا. في الواقع أن الأمر أناني بالمطلق أن يخرج الناس للاحتجاج."

كانت هناك مظاهرات أصغر في مناطق أخرى، من بينها اثنتان في سيدني وواحدة في بايرون باي تحولت إلى العنف، بحسب وسائل إعلام محلية. واعتقلت الشرطة 14 شخصا، من بينهم ثلاثة يشتبه بأنهم اعتدوا على رجال الشرطة.

وكانت الاحتجاجات مدفوعة من جماعات مهمشة على الانترنت تروج لنظريات مؤامرة تتعلق بفيروس كورونا.

وكانت الشرطة قد واجهت انتقادات في وقت سابق لاعتقالها امرأة حاملا بسبب قيامها بالترويج للاحتجاج على الانترنت. كما أن رجال الشرطة قاموا يوم الجمعة باقتحام منزل لاعب سابق في كمال الأجسام ومن المؤمنين بنظريات المؤامرة كان يدعو الناس للإنضمام إلى الاحتجاجات.

لماذا تطبق ميلبورن قيود إغلاق صارمة؟

تخضع ولاية فيكتوريا للإغلاق منذ ستة أسابيع، أي منذ يوليو/ تموز الماضي بهدف الحد من انتشار فيروس كورونا الذي بدأت موجته الثانية في أستراليا. وفرضت السلطات قواعد للبقاء في المنزل ومنعا للتجوال في ميلبورن، عاصمة الولاية. وأدى الإغلاق إلى إقفال العديد من المحلات التجارية وحظر التجمعات في جميع أنحاء الولاية.

في فيكتوريا يوجد 75% من العدد الإجمالي لحالات الإصابة في استراليا، و 90% من حالات الوفاة جميعها. وأعلنت الولاية عن 11 حالة وفاة يوم السبت وأكثر من 70 حالة إصابة جديدة بالفيروس- وذلك في انخفاض عن ذروة الإصابات التي بلغت 725 إصابة جديدة في يوم 5 أغسطس/ آب الماضي، ولكنه عدد يفوق ما كان يأمل به مسؤولو الصحة بعد خمسة أسابيع من تطبيق قيود الإغلاق.

ومن المقرر أن يعلن أندروز الأحد عن بعض التخفيف في القيود المفروضة. يأتي هذا بعد دعوات بهذا الخصوص من الحكومة الاتحادية في استراليا ومن مؤسسات الأعمال.

ويذكر أن الولاية تستحوذ على حوالي ربع النشاط الاقتصادي في البلاد.

المتظاهرون كانوا مدفوعين من جماعات مهمشة تروج على الانترنت لنظريات المؤامرة
EPA
المتظاهرون كانوا مدفوعين من جماعات مهمشة تروج على الانترنت لنظريات المؤامرة

لكن رئيس وزراء الولاية حث الناس على توخي الحذر قائلا: "إلى أن تحلوا المشكلة الصحية، لن يكون هناك إصلاح اقتصادي."

كيف هو الحال في بقية مناطق استراليا؟

يوم السبت سجلت خمس حالات إصابة جديدة بفيروس كورونا في نيو ساوث ويلز، وواحدة في كوينزلاند وواحدة في جنوب استراليا.

وقال أندروز إن الخطط المتعلقة بإعادة فتح حدود الولاية بحلول شهر ديسمبر/ كانون أول المقبل ستتضمن وضع بطريقة لإدارة البؤر الساخنة لانتشار الفيروس.

غير أن أكبر الولايات الاسترالية من حيث المساحة وهي ولاية غربي استراليا رفضت الخطة إلى أن تتمكن الولايات الأخرى من السيطرة على الفيروس. ولم تشهد الولاية أي انتقال محلي للمرض منذ 129 يوما ولا توجد قيود مطبقة هناك.

وقال مارك ماكغوان، رئيس وزراء ولاية غربي استراليا، إن الحدود الصحراوية الطويلة للولاية ستبقى مغلقة من أجل انقاذ أرواح الناس وحماية عمليات التعدين الكبيرة.

وفي حديثه عقب اجتماع لمجلس الوزراء الوطني يوم الجمعة، قال موريسون إن استراليا يمكنها أن تطبق نهج بؤر المرض على نيوزيلندا كذلك.

في غضون ذلك، تأكدت وفاة جوزيف ويليامز، وهو رئيس وزراء سابق لولاية "كوك آيلاندز" جراء إصابته بفيروس كورونا في نيوزيلندا. وهي حالة الوفاة الثانية خلال يومين مما يرفع العدد الإجمالي للوفيات في البلاد إلى 24.