ايلاف من لندن: أعلن في مدينة اربيل العراقية الشمالية الجمعة عن وفاة الأب الروحي للديانة الايزيدية في العراق والعالم بابا الشيخ عن 87 عاماً بعد صراع مع المرض. ووصف القادة العراقيون الراحل بأنه رجل السلام الذي واجه جرائم تنظيم داعش.

وتوفي بابا الشيخ في مستشفى سردم بأربيل فيما سيتم نقل جثمانه الى مسقط رأسه في شيخان في محافظة دهوك في إقليم كردستان حيث سيوارى الثرى في مراسم دينية خاصة.

وبابا الشيخ اسمه الحقيقي خرتو حاجي اسماعيل هو المرجع الأعلى لعموم الايزيديين في العراق والعالم وعضو المجلس الروحاني للديانة الايزيدية. وقال مصدر ايزيدي إن رحيل بابا الشيخ سيترك فراغاً كبيراً لدى الإزيديين.

وولد بابا الشيخ خرتو حجي إسماعيل في قرية إيسفنة في قضاء شيخان من عائلة دينية من الاب والجد واصبح المرجع الديني الأعلى للإيزيديين منذ عام 1995.. وكان الراحل يعاني من مرض في الكلى وتدهورت حالته الصحية قبل يومين مما استدعى نقله إلى المستشفى.

قادة عراقيون: بابا الشيخ رجل السلام
وقدمت الرئاسات العراقية ومسؤولو اقليم كردستان تعازيهم برحيل بابا الشيخ. وقال الرئيس العراقي برهم صالح إن الراحل كانت له مواقف وطنية في مواجهة الظلم والإرهاب ومواقفه الإنسانية وحكمته في مواجهة جرائم داعش ضد الايزيديين.

ومن جهته، وصف رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي الراحل بـ"رجل السلام والثبات في أوقات عصيبة مرّت على العراقيين". وقال "بهذه المناسبة الأليمة نعرب باسم أطياف الشعب العراقي المتآخية كافة، عن التضامن الوجداني مع ذوي الراحل ومحبّيه وسائر الأيزيديين وتقاسم الحزن كما نتقاسم المصير والعيش المشترك في هذا الوطن المعطاء".

اما رئيس مجلس النواب العراقي محمد الحلبوسي فقال "بمزيد من الحزن وببالغ الأسف تلقينا نبأ رحيل المرجع الأعلى للديانة الإيزيدية في العراق والعالم".

ومن جهته، قال زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود بارزاني إن بابا الشيخ "كان شخصية دينية بارزة ووطني كردي إيزيدي ساهم بجهوده الخيرة في جميع الظروف ولم يتوان أبداً في نشر الوفاق والتعايش كما كان رمزاً دينياً ومعنوياً". معتبرا وفاته في هذه الظروف خسارة كبيرة.

وأشار رئيس إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني إلى أن "بابا شيخ كرس حياته لخدمة الإزيديين وطوال سنوات كان لديه دور ملحوظ في ترسيخ التعايش وقبول الآخر وسيبقى خالداً بالأثر الذي تركه".

ونعى رئيس حكومة إقليم كردستان مسرور بارزاني رحيل الأب الروحي للديانة الإزيدية قائلا إن "لبابا شيخ مكانة مهمة في كردستان والعالم ومشهود له بدوره المهم والجلي في ترسيخ التعايش الديني في إقليم كردستان".

داعش والديانة الايزيدية
وكان تنظيم "داعش" قد استهدف اتباع الديانة الايزيدية بشكل وحشي لدى احتلاله مدينة الموصل الشمالية في يونيو عام 2014 وعثر على مقابر جماعية لهم تضم مئات الجثث ولدى الحكومة العراقية أدلة تفيد بأنّ هناك نساء وأطفالا من المقتولين دفنوا أحياء.

وقد تم انقاذ حوالي 20 ألفا من بين 40 ألف لاجئ ايزيدي حوصروا في الجبال شمال العراق اثر احتلال الموصل حيث بدأ اللاجئون بالتدفّق عائدين إلى الأراضي العراقية بعد أن اجتازوا رحلة شديدة الخطورة عبر الأراضي السورية.

والايزيديون هم أتباع ديانة شرق أوسطية ذات جذور قديمة. جميع أبناء الديانة اليزيدية هم من الأكراد ويعيش معظمهم حول الموصل وسنجار في العراق وهناك أيضًا مجموعات في سوريا، تركيا، إيران جورجيا وأرمينيا. ويُقدّر العدد الإجمالي للايزيديّين بحوالي 800 الف إلى مليون.

ويقول الكثير من الباحثين بأنّ اسم الايزيديّين جاء من اسم الخليفة من الأسرة الأموية يزيد الأول ابن معاوية. وقد اعتُبر هذا الخليفة في نظر الايزيديّين تجسيدًا للشخصية الإلهية ويُسمّى "سلطان عازي".

وتعتبر الثقافة الايزيدية ثقافة كردية ويتحدّث معظمهم اللغة الكردية "الكورمانجي"، فيما يتحدث القليل منهم أيضًا العربية نظرًا لقربهم وعيشهم في ظلّ دول عربية مثل العراق وسوريا.