ايلاف من لندن: فيما كشف مسؤول عراقي الاثنين عن تزايد عمليات الانتحار في العراق وتصاعدها الى 1106 حالات خلال العامين الاخيرين، فقد اعلن عن اعتقال 2936 متهما بقضايا تعاطي واتجار بالمخدرات خلال الاشهر التسعة الاولى من العام الحالي.

وقال مدير دائرة العلاقات والاعلام في وزارة الداخلية العراقية اللواء سعد معن إن التقارير الاخيرة تشير الى ان حالات الانتحار في العراق بلغت 518 حالة خلال عام 2018 و588 حالة في عام 2019. واضاف ان مفارز الشرطة في بغداد والمحافظات تمكنت مؤخرا من منع 32 حالة انتحار .. مشيرا الى ان هناك اسبابا عدة تدفع لذلك ابرزها الفشل بالدراسة والخيانة الزوجية والادمان على تعاطي المخدرات وغيرها.

ولفت الى ان هناك صورا واخبارا مزيفة عن الحوادث الاسرية يتم تداولها في مواقع التواصل الاجتماعي بهدف اثارة الرأي العام مبينا ان قسم الشائعات في وزارة الداخلية يتابع تلك الاخبار والصور ويشخصها.

واشار المسؤول الامني في تصريحات نقلتها الوكالة العراقية الرسمية للانباء وتابعتها "ايلاف" الى ان نسب الانتحار ارتفعت خلال الاعوام الاخيرة وتحديدا بعد انتهاء الحرب ضد داعش اواخر عام 2017 لافتا الى ان قانون العقوبات لا يعاقب محاولات الانتحار وانما يجرم من يحرض على الانتحار بالسجن لمدة 7 سنوات.

وتوضح المفوضية العراقية العليا لحقوق الانسان أن طرق الانتحار في البلاد تتوزع بين استخدام السم والشنق والحرق والغرق والطلق الناري.. مشيرة الى اغلب اسباب تزايد هذه الحالات هي الآثار الاقتصادية والنفسية والاجتماعية والبطالة والفقر وازدياد حالات العنف الأسري والاستخدام السيئ لشبكات التواصل الاجتماعي.

وتعلن وزارة الداخلية العراقية بشكل شبه يومي عن حدوث حالات انتحار في مناطق متفرقة من البلاد وتلقي باللائمة في ذلك على انتشار تجارة المخدرات وتعاطيها في البلاد.

انتشار تعاطي وتجارة المخدرات
وعن انتشار المخدرات في البلاد، فقد اكد اللواء معن عن ثلاث عمليات اعتقال لمتورطين بتجارة المخدرات امس وهي حصيلة شبه يومية في ظل تنامي هذه الظاهرة.

واوضح معن أن خمسين بالمئة من الأشخاص الذين تلقي قوات الشرطة القبض عليهم هم متعاطو مخدرات في إشارة إلى تصاعد مشكلة تعاطي المخدرات في البلاد واعتبر ان العراق الان هو بلد تعاطٍ للمخدرات وليس انتاجها مضيفا أن المخدرات تدخل العراق من مختلف الدول . وتؤكد مصادر عراقية ان معظم المخدرات تدخل البلاد من ايران المجاورة التي تربطها مع العراق حدود يبلغ طولها حوالي 1500 كيلومتر.

وأضاف معن أن مجموع المتهمين بقضايا مخدرات بلغ 2936 متهما للفترة منذ بداية العام الحالي 2020 وحتى الثلاثين من سبتمبر الماضي.

واوضح ان 50 بالمئة من الأشخاص المقبوض عليهم يتعاطون مخدرات، لافتا الى ان "الكريستال والكبتاغون تعتبران من اكثر انواع المخدرات خطرا"، التي يتم تعاطيها او الاتجار بها في العراق.

وكان تقرير للامم المتحدة قد اشار عام 2018 الى ان من بين كل عشرة عراقيين تتراوح اعمارهم بين 18 و30 عاما فإن 3 منهم مدمنون على المخدرات وان من بين كل ثلاثة منتسبين في القوات الامنية يتعاطى واحد مادة مخدرة عازيا انتشار هذه الظاهرة الى قلة المتابعة والتوعية ومراكز العلاج، فضلا عن اخفاض نسبة العقوبة لمتعاطي ومتجاري المخدرات التي كانت تصل قبل عام 2003 الى الاعدام بينما هي حاليا تصل الى 6 أشهر تقريبا فضلا عن كون اغلب التجار مدعومين من قبل جهات نافذة في الدولة.

واصبح العراق بعد 2003 معبرا ومستهلكا للمواد المخدرة فيما كان في السنوات التي تسبقها يشكل معبرا لها فقط . وحذرت الاحصائية هذه الصادرة عن الامم المتحدة من انه خلال السنوات العشر المقبلة فإن المخدرات ستفتك بالشاب العراقي في حال بقي الوضع على ما هو عليه.

وعن انتشار عمليات التسول في البلاد فقد اشار اللواء سعد معن الى ان وزارة الداخلية اطلقت مؤخرا حملة لاعتقال المتسولين في بغداد والمحافظات والتحقيق معهم .. مبينا ان هناك نوعا من الاتجار بالبشر واستخدام الاطفال لاغراض التسول في التقاطعات المرورية وغيرها.