بين إغلاق تام، وجزئي، وشبه إغلاق، تحاول الدول الأوروبية مجابهة الموجة الثانية من جائحة كورونا التي تضرب عنيفة، تاركةً أرقامًا قياسية من المصابين والضحايا.

إيلاف من لندن: يتجه كثير من دول العالم إلى اعتماد أشكال مختلفة من الإغلاق في محاولة للحد من انتشار فيروس كورونا على وقع تداعيات الموجة الثانية. وأصبحت فرنسا وألمانيا وبلجيكا واليونان وبريطانيا من بين أحدث الدول التي أعلنت تجديد إجراءات الإغلاق، كما تم الإعلان عن إجراءات إضافية في إسبانيا وإيطاليا.

يقول الدكتور جيفري لازاروس، الذي يعمل في معهد برشلونة للصحة العالمية، بحسب موقع يورونيوز: "إن عمليات الإغلاق الوطنية ليست سوى واحدة من العديد من الأساليب المختلفة التي يتعين على القادة الأوروبيين اتباعها للسيطرة على الوباء المتصاعد"، مؤكدًا في الوقت نفسه: "نحن بحاجة إلى تكثيف الاختبارات و تعقب المصابين إضافة إلى هذه الأنواع من إجراءات الإغلاق".

لكنه قال إن الإجراء يمكن أن يكون أكثر فاعلية إذا أوضحت الحكومات الإجراءات بشكل أفضل للجمهور. أضاف: "أعتقد أن الشيء الوحيد الذي يجب أن يحدث هو أننا بحاجة إلى طرق تلقينية من خلال طرق أبواب المواطنين لشرح ما يحدث، وتسليم منشورات مبسطة للسكان بغية التواصل معهم حتى يفهموا خطورة الوضع الصحي الراهن".

في كافة أنحاء أوروبا، سجل عدد الإصابات الاضافية ارتفاعاً بنسبة 41% خلال أسبوع، حسب إحصاءات أمس الأحد، ما يشكل نصف الحالات المسجلة في الأيام السبعة الماضية في العالم. وهذا الارتفاع في الحالات قد يستنفد الطاقة الاستيعابية للمستشفيات ويدفع الحكومات الى تضييق حرية تنقل مواطنيها مجددا وإغلاق قطاعات كاملة من الاقتصاد لا سيما الثقافة والتجارة.

وقررت اليونان فرض إغلاق جزئي لمدة شهر في اثينا والمدن الكبرى في البلاد اعتبارا من الثلاثاء. وأوضح رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس أن ذلك يهدف، كما هو الحال في أي مكان آخر، إلى "محاولة إنقاذ عطلة عيد الميلاد".

وفي إيطاليا، فرضت الحكومة في الأيام الأخيرة تدابير وصفتها وسائل الإعلام بأنها "شبه إغلاق" تضمنت حظر تجول في عدة مناطق كبيرة وإغلاق الحانات والمطاعم في الساعة 18,00 وكذلك إغلاق الصالات الرياضية والسينما وإقامة الحفلات الموسيقية. وقال وزير الصحة الإيطالي روبرتو سبيرانزا المؤيد لإغلاق تام إن "المنحنى الوبائي لا يزال مرتفعا جدا" مضيفا "إما ننزله، وإما نكون في ورطة".

تشكل الدول الأوروبية ثالث منطقة أكثر تضررا بالوباء مع 10,46 ملايين حالة خلف أميركا اللاتينية والكاريبي (11,3 مليون حالة) وآسيا (10,57). وفي كل أنحاء العالم أصيب أكثر من 46 مليون شخص بالمرض توفي منهم نحو 1,2 مليون.