واشنطن: يُعلن الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن الثلاثاء أسماء أوّل الأعضاء في إدارته المقبلة، وفق ما أكّد مدير مكتبه، فيما يُواصل الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترمب الحديث عن حصول تزوير في الانتخابات، مُصرًّا على فوزه رغم تزايد معارضيه الجمهوريّين.

ويَمضي بايدن في استعداداته لتسلّم الحكم في يناير، رغم تحرّك ترمب على جبهات عدّة لمحاولة إلغاء نتائج تصويت 3 نوفمبر.

وقال رون كلاين الذي سيرأس مكتب بايدن، لشبكة "إيه بي سي" الأحد، "سترون الثلاثاء المقبل أول التّعيينات في إدارة الرئيس المنتخب".

ولم يُحدّد كلاين المناصب التي سيختار بايدن شخصيّات لتولّيها، رغم أنّ الرئيس المنتخب أعلن الأسبوع الماضي أنّه حسم خياره في ما يتعلّق بوزير الخزانة.

وأقرّ عدد متزايد من الشخصيّات الجمهوريّة الكبرى بفوز بايدن، أو قاموا على الأقلّ بحضّ رئيس إدارة الخدمات العامّة - وهي وكالة تعمل عادةً بعيدًا عن الأنظار وتدير البيروقراطيّة الفدراليّة - على الإفراج عن أموال فدراليّة لتغطية الفترة الانتقاليّة لبايدن.

ويحرم إصرار ترمب على عدم الإقرار بالهزيمة، بايدن وفريقه من الاطّلاع على فحوى اجتماعات تتعلّق بالسياسة الخارجيّة وكذلك الداخليّة، بينها خصوصًا ما يتعلّق بجائحة كوفيد-19.

وقال حاكم ولاية نيوجرسي السابق كريس كريستي الذي عمل في 2016 مستشارًا خلال الفترة الانتقاليّة لترمب، لشبكة "إيه بي سي" إنّ سلسلة الطعون القانونيّة التي قدّمها الرئيس تشكّل "إحراجًا وطنيًا"، وإنّ الوقت حان كي تصرف إدارة الخدمات العامّة التمويل المخصّص لإنجاز عمليّة انتقال السلطة.

من جهته، قال الحاكم الجمهوري لولاية ميريلاند لاري هوغان لشبكة "سي ان ان"، إنّ ترمب يجعل البلاد تبدو كـ"جمهوريّة موز"، داعيًا في تغريدة ترمب إلى "التوقّف عن لعب الغولف والإقرار بالهزيمة".

ومنذ الانتخابات، يمارس ترمب في نهاية كلّ أسبوع رياضة الغولف، علمًا أنّه شارك عبر الفيديو في قمّة مجموعة العشرين في كلمة تناول فيها شؤون التجارة والطاقة والضرائب، وفق البيت الأبيض. وهو تغيّب السبت عن جلسة لخليّة مكافحة كوفيد-19.

ودافع السناتور عن داكوتا الشماليّة كيفن كريمر عن إصرار ترمب على ضمان نزاهة الانتخابات، لكنّه أضاف لشبكة "ان بي سي" أنّ "الوقت حان لبدء الانتقال"، مؤكدا أنّه "يفضّل أن يكون أمام أيّ رئيس أكثر من يوم للتحضير" لانتقال السلطة.

وقالت النائبة ليز تشيني التي تُعدّ ثالث أبرز شخصيّة جمهوريّة في مجلس النوّاب، إنّه إذا تعذّر على محامي ترمب إثبات مزاعم حصول تزوير، فعلى الرئيس "احترام قدسيّة العمليّة الانتخابيّة".

حتّى النائب ديفين نونيس، وهو من الموالين المتحمّسين لترمب، اعترف بشكل غير مباشر في حديث مع شبكة فوكس نيوز بأنّ بايدن كان "أوّل شخص يُدير حملة ناجحة من طبقة سفليّة" لمنزل.

وغرّد ترمب مجدّدًا الأحد، مشيرًا إلى حصول "تزوير هائل وغير مسبوق" في الانتخابات، وهو ما نفاه قضاة كثر في ولايات عدّة.

لكنّ تغريداته الأخيرة تأتي غداة نكسة قانونيّة أخرى مُني بها حين رفض قاضٍ في ولاية بنسلفانيا مزاعم ترمب عن حصول تزوير انتخابي واسع النطاق في الولاية، في حكم قاسٍ ينتقد الاستراتيجيّة القانونيّة لفريق ترمب.

ويمهّد هذا القرار القضائيّ الطريق أمام مصادقة بنسلفانيا على فوز بايدن في الولاية، وهو إعلان مقرّر الإثنين.

وكتب القاضي ماثيو بران في حكمه أنّ فريق ترمب قدّم "حججًا قانونيّة تنمّ عن توتّر، من دون أساس، واتّهامات مبنيّة على تكهّنات" في شكواهم بشأن بطاقات الاقتراع التي أرسِلت بالبريد في بنسلفانيا. وفاز بايدن بأصوات الهيئة الناخبة التي تقرّر في نهاية المطاف من سيدخل إلى البيت الأبيض. وقد حصل على 306 أصوات مقابل 232 لخصمه ترمب.

ومن المقرّر أن تصوّت الهيئة الناخبة رسميًا في 14 ديسمبر، على أن تسبقها مصادقة الولايات على النتائج. وعادةً ما تُصادق الولايات على النتائج بشكل روتينيّ بعد كلّ انتخابات رئاسيّة.

لكنّ رفض ترمب الإقرار بهزيمته يُعقّد العمليّة ويثير مخاوف من أن يلحق ذلك ضررًا بثقة الأميركيّين بنظامهم الانتخابي.

صدر الحكم في بنسلفانيا بعد ساعات من طلب الجمهوريّين أيضًا تأجيل المصادقة على النتائج في ولاية ميشيغن التي تعدّ ساحة أخرى في المعركة، في رسالة كرّرت الاتّهامات بحدوث مخالفات في الولاية التي فاز فيها بايدن بفارق 155 ألف صوت.

وقد طلبوا تأجيلاً لأسبوعين للسماح بمراجعة كاملة للنتائج في واين كبرى مقاطعات الولاية وتضمّ مدينة ديترويت ذات الأغلبية السوداء وفاز فيها بايدن بأغلبيّة ساحقة.

ومن المقرّر أن يجتمع الاثنين مجلس خبراء التدقيق في ميشيغن، الذي يضمّ اثنين من الديموقراطيّين واثنين من الجمهوريّين، للمصادقة على النتائج.

وقالت مفوّضة الشؤون الخارجيّة في ولاية ميشيغن جوسلين بينسون إنّ عمليّات التدقيق لا يمكن إجراؤها إلا بعد المصادقة، لأنّ المسؤولين لا يملكون الحقّ القانوني في الاطّلاع على الوثائق المطلوبة قبل ذلك.

وكتبت في تغريدة السبت أنّه ليس هناك "أيّ دليل" يدفع إلى التشكيك في نتيجة الانتخابات. وأضافت "باختصار: صوّت 5,5 ملايين مواطن في ميشيغن"، مؤكّدة أنّ "نتائج تصويتهم واضحة، ولم يظهر أيّ دليل يقوّض ذلك".

ويوجّه ديموقراطيّون كثر انتقادات حادّة لترمب على خلفيّة عدم إقراره بالهزيمة وطعنه بالنتائج.

وقالت سامانتا باور التي شغلت منصب سفيرة الولايات المتحدة إلى الأمم المتحدة في عهد الرئيس السابق باراك أوباما لشبكة "سي ان ان"، إنّ إعاقة ترمب العملية الانتقالية وعدم إطلاعه بايدن على فحوى اجتماعات بالغة الأهمية على غرار عديد قواتنا في أفغانستان وإن كان هناك تهديد محتمل لأهداف أميركية في الخارج هما "أقصى درجات التهوّر".

وأضافت "إن توفير تلك المعلومات هو مسؤولية مطلقة ملقاة على عاتق الفريق المغادر".