إيلاف من لندن: أعلنت إيران على لسان برلماني كبير أنها ليست قلقة من عبور الغواصة النووية الأميركية مضيق هرمز ودخولها مياه الخليج، وأن قواتها قادرة على اصطيادها.

وتزامن وصول الغواصة الأميركية (جورجيا)، يوم الإثنين الماضي، مع هجوم صاروخي شنته مليشيات مدعومة من إيران على المنطقة الخضراء في بغداد حيث تقع السفارة الأميركية، وأدى إلى مقتل شخص واحد.
كما أظهرت صور حديثة للأقمار الاصطناعية، أن إيران بدأت في إنشاء بناء جديد في محطة فوردو لتخصيب اليورانيوم تحت الأرض بالقرب من مدينة قم، الأمر الذي أقنع، إضافة إلى مجموعة عوامل أخرى، البنتاغون بتحديث قواته الهجومية الرادعة في الخليج.
وقال النائب الأول لرئيس مجلس الشورى الاسلامي أمير حسين قاضي زادة هاشمي، في مقابلة مع قناة (روسيا اليوم): "ليست هذه المرة الأولى التي تحدث فيها هكذا تحركات، ولم يحدث أن يكون الخليج {الفارسي} خاليا من التواجد الأجنبي، فقد أقامت بريطانيا والولايات المتحدة قواعد في الخليج، وأينما تواجدت هاتان الدولتان، فهذا يعني أن إسرائيل قد تسللت".

تسلل إسرائيلي
وتابع: "هذه القواعد باسم بريطانيا والولايات المتحدة، لكنها رسميا بيد إسرائيل، وطبعا نحن لا نعترف بإسرائيل كدولة، بل هي جزء من هوية الولايات المتحدة في غرب آسيا، لذا فهذا ليس جديدا ولا جديا بالنسبة لنا".

وقال هاشمي: "عندما لم تكن لدينا الأدوات التكنولوجية ولم تكن لدينا القدرة على المواجهة، لم تستطع الولايات المتحدة وإسرائيل حينها فعل أي شيء، أما الآن فأيدينا ممتلئة، وكما تمكنا من إسقاط الطائرة الأميركية المسيرة العام الماضي، يمكننا في أعماق الخليج بسهولة اصطياد الحيتان الأميركية بشبكة صيد، لذلك لن نقلق كثيرا بشأن ذلك".
وأضاف: "سواء كانت هذه غواصة نووية أم لا، فهذا مصدر قلق للدول العربية في الخليج {الفارسي}، والتي تعتمد على تحلية المياه من الخليج وبحر عمان، وفي حال وقوع انفجار نووي في تلك المنطقة، سيؤدي ذلك إلى تلوث المياه بمواد مشعة، وسيتم تدمير محطات تحلية المياه في الدول العربية في الخليج الفارسي وستكون ظروف تلك الدول معقدة".
وتابع: "عندما يقترب منا العدو تزداد ثقتنا، لأنه يصبح في مرمانا، ولكن عندما يكون العدو بعيدا عنا يزداد قلقنا، المدار الأمني لإيران يمر من الخليج إلى بحر عمان وحتى مدار 30 درجة شمالا للمحيط الهندي، وأي شيء يدخل هذا المدار، سواء كان غواصة أو حاملة طائرات، سيكون في متناول أيدينا، لن يكون هدفا نضربه بالتأكيد، لكننا سنأخذه ويصبح ملكا لنا".

توترات
يشار إلى أن الغواصة الأميركية (يو إس إس جورجيا)، من طراز أوهايو، والمحملة بـ 154 صاروخا من طراز توماهوك، كانت تلقت أوامر بالطفو في مياه الخليج في استعراض للقوة وسط توترات مع إيران.
وأكد ذلك صورة نشرتها البحرية الأميركية للغواصة وهي تمر عبر مضيق هرمز إلى الخليج، ترافقها الطرادة (يو إس إس بورت رويال)، التي تحمل صواريخ موجهة.
وقالت صحيفة (التايمز) اللندنية في تقرير لها اليوم الأربعاء، إلى أن هذه هي المرة الأولى التي تُشاهد فيها غواصة صواريخ موجهة من طراز أوهايو في الخليج منذ ثماني سنوات، ما يؤكد التهديد المتوقع الذي يشكله الحرس الثوري الإيراني.
وأضافت أن وصول كبرى غواصات البحرية الأميركية وتعمل بالطاقة النووية، إلى الخليج هو أوضح مؤشر حتى الآن على أن واشنطن قلقة من أن طهران تخطط لشن ضربات انتقامية بعد اغتيال محسن فخري زادة كبير علماء الذرة الإيرانيين الشهر الماضي. والذي اتهمت إيران إسرائيل بالضلوع في قتله وتعهدت بالانتقام.