إيلاف من دبي: تتصاعد التوترات في الخليج العربي مع تزايد المخاوف بشأن نشوب صراع بين الولايات المتحدة وإيران، قبل أيام من مرور الذكرى الأولى لاغتيال قاسم سليماني في غارة أميركية في العراق، وقبل 3 أسابيع من تولي الرئيس المنتخب جو بايدن منصبه، وفقًا لتقرير نشره موقع "الحرة"، فيما ناشدت إيران مجلس الأمن الدولي الخميس منع الولايات المتحدة من القيام بـ "مغامرة عسكرية متزايدة" في الخليج وبحر عمان، بما في ذلك إرسال قاذفات نووية إلى المنطقة، معلنة أنها لا تريد صراعًا لكنها تريد تدافع عن نفسها.

وقال مسؤول أميركي مطلع على آخر المعلومات الاستخبارية الجمعة إن بعض القوات البحرية الإيرانية في الخليج عززت مستويات استعدادها في الـ 48 ساعة الماضية. وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، قال مسؤولون دفاعيون أميركيون للقناة إن معلومات استخبارية جديدة أظهرت أن إيران تنقل صواريخ باليستية قصيرة المدى إلى العراق. كما نقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مصادر أميركية إن إسرائيل والسعودية تضغطان على الرئيس الأميركي المنتهية ولايته دونالد ترمب لضرب المنشآت النووية الإيرانية قبل أن يغادر منصبه، وفقا ما نقله التقرير عن "سي أن أن " الأميركية.

قلق من ترمب

قال توم نيكولز، خبير الشؤون الدولية الذي يدرس في الكلية الحربية البحرية الأميركية: "إنني قلق حقًا من أن الرئيس ترمب قد يفكر في إقحام الرئيس المنتخب بايدن بنوع من العمليات العسكرية قبل خروجه من البيت الأبيض"، بينما ذكر سام فينوغراد، المسؤول السابق في مجلس الأمن القومي ومحلل سي إن إن، أن "إيران تمثل تهديدًا حقيقيًا للأمن القومي للولايات المتحدة، لا سيما خلال هذه الفترة التي تزداد فيها المخاطر بسبب الذكرى المقبلة لاغتيال سليماني، وأعتقد أن إيران ستعمل على ضبط أي هجوم مرتبط بهذه الذكرى لأنهم لا يريدون أن يحاصروا أنفسهم قبل تولي بايدن السلطة واستئناف المفاوضات النووية التي من شأنها أن تؤدي إلى رفع العقوبات"، مشيرًا إلى الكثير من قعقعة السيوف.

وفيما أعلنت القيادة المركزية الأميركية الأربعاء الماضي تحليق قاذفات "بي 52" في سماء الشرق الأوسط بهدف ردع أي عدوان، في رسالة واضحة ورادعة إلى كل من ينوي إلحاق الأذى بالأميركيين أو مصالحهم، قال قائد القيادة المركزية الأميركية، فرانك ماكنزي، إن الولايات المتحدة لا تسعى إلى نزاع، "لكن لا يجوز لأحد أن يقلل من قدراتها الدفاعية".

إلى ذلك، أبحرت غواصة نووية أميركية أيضا في مضيق هرمز، وهي الغواصة "يو إس إس جورجيا" التي يمكن تزويدها بـ 154 صاروخ توماهوك وقادرة على نقل 66 عنصرًا من القوات الخاصة. كما تبحر حاملة الطائرات "يو إس إس نيميتز" في مياه الخليج منذ نهاية نوفمبر.

ونقلًا عن "نيويورك تايمز"، قال تقرير "الحرة" إن تقارير المخابرات الأميركية تشير إلى أن إيران ووكلائها ربما يحضرون لضربة في وقت مبكر من نهاية هذا الأسبوع للانتقام لمقتل سليماني. ورصد محللو المخابرات الأميركية في الأيام الأخيرة رفع القوات الجوية والبحرية الإيرانية وعدد من الوحدات الأمنية في طهران استعداداتها إلى المرحلة القصوى، ونقل طهران المزيد من الصواريخ قصيرة المدى والطائرات من دون طيار إلى العراق. لكن كبار المسؤولين في وزارة الدفاع يعترفون بأنهم لا يستطيعون معرفة إذا كانت إيران أو وكلائها في العراق يستعدون لشن هجوم على القوات الأميركية في بغداد، أو هي إجراءات دفاعية في حالة أمر ترمب بشن هجوم استباقي على طهران.

بحسب تقرير "الحرة"، قال بريت ماكغورك، المبعوث الخاص السابق لترمب إلى التحالف لهزيمة تنظيم الدولة الإسلامية: "ما لديك هنا هو معضلة أمنية كلاسيكية، حيث يمكن أن تُساء فهم المناورات على الجانبين وتزيد من مخاطر سوء التقدير". وصرح القائد الأعلى للحرس الثوري الإيراني الجمعة أن بلاده مستعدة تمامًا للرد على أي ضغوط عسكرية أميركية وسط التوترات المتصاعدة بين طهران وواشنطن في الأيام الأخيرة من رئاسة ترمب.

توعد برد غاشم

من جانب آخر، حذر السيناتور الجمهوري ورئيس اللجنة القضائية، ليندسي غراهام، النظام الإيراني من الحسابات الخاطئة، وتوعد برد غاشم وساحق على أي استفزازات إيرانية. وقال عبر حسابه في "تويتر": "للإيرانيين يجب ألا تعتقدوا للحظة أن السياسة الداخلية الأميركية صرفتنا عن مراقبة كل تحركاتكم"، وتابع "إذا لزم الأمر سوف نرد على استفزازتكم بقوة ساحقة لا تخطئوا في تقديراتكم".

وبحسب موقع "العربية"، قال كريس ميللر، القائم بأعمال وزير الدفاع، لشبكة أن بي سي نيوز الخميس إنهم يواصلون مراقبة إيران عن كثب. وتابع "بينما آمل أن ندخل عام 2021 بسلام وبدون صراع، فإن الوزارة على استعداد للدفاع عن الشعب الأميركي ومصالحه".

وتأتي هذه التصريحات بعد أن قال مسؤول أميركي للشبكة نفسها إن الولايات المتحدة شهدت مؤشرات متزايدة على أن إيران قد تخطط لشن هجوم على القوات أو المصالح الأميركية في الشرق الأوسط. واعترف المسؤول الأميركي، الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، بأن قراءة نوايا إيران كانت "صعبة وغير متوقعة في بعض الأحيان"، لكن المسؤول قال إن المؤشرات نأخذها على محمل الجد.

تحذيرات مقابل تهديدات

التحذيرات الأميركية جاءت بعد أن هدد قائدُ فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، إسماعيل قاآني، بعمليات إرهابية داخل أميركا. وبحسب "الحرة"، كشفت مصادر مطلعة في وقت سابق أن قائد فيلق القدس الإيراني قاآني أصدر مجموعة أوامر للميليشيات الموالية لطهران في العراق. وقالت المصادر إن المسؤول الإيراني اجتمع في بغداد من قادة أربع ميليشيات في بغداد، وطلب منهم الاستعداد لشن هجمات على مصالح أميركية في العراق في حال تم استهداف إيران من قبل الولايات المتحدة.

ووجهت الولايات المتحدة والعراق تحذيرًا إلى إيران والميليشيات التي تدعمها، وتوعدًا برد سريع على أي هجمات تستهدف الدبلوماسيين أو القوات العسكرية الأميركية، وفقا لصحيفة "وول ستريت جورنال". وبعد استهداف السفارة الأميركية بأكثر من 21 صاروخ كاتيوشا منذ أسبوعين، أرسل رئيس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي، وفدا إلى طهران، بحسب ما نقلت الصحيفة عن النائب في البرلمان العراقي، عامر الفايز.

وحمل الوفد العراقي رسالة حذرت طهران من أن واشنطن ستحمل طهران مسؤولية أي هجوم يستهدف مصالحها. وشهدت الآونة الأخيرة تصاعدا في دعوات الميليشيات المدعومة من إيران لممارسة العنف ضد أميركيين.